الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طهران , ملاذ المالكي

فراس الركابي

2012 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


كلما ارتفع منسوب الخطر الخاص بسياسة المالكي وحزبه , وكلما عصفت البلاد بأزمة سياسية لها تأثر على شخص المالكي كرئيس ل مجلس الوزراء ,يتجه المالكي الى طهران لتثبيت نفسه ومن معه بالضد من شركائه السياسين من جهة وأحباط محاولات نشوء وتحرك قوى وطنية صاعدة من جهة أخرى .

وجود المالكي في طهران في الوقت الذي تمر فيه البلاد بأزمة سياسية متجذرة تثير تساؤلات عدة في حين حصل اجماع شمل كل الاطراف السياسية الأخرى والكثير من مكونات المجتمع العراقي على الرأي بأن السبب الرئيسي لهذه الأزمات يعود الى سياسة التفرد بالسلطة والاساليب الدكتاتورية التي ينتهجها رئيس الوزراء ومن يحيط به من دولة القانون .
أستغلال القضاء والسعي للاستحواذ على الجهات المستقلة ومنها مفوضية الانتخابات والبنك المركزي , وتجنيد كل الجهد الحكومي لاستقطاب التوجهات المعارضة واستخدام الجيش والقوات المسلحة لتكميم الأفواه والأأصوات المعارضة التي تتعالى رافضة لسياسته في أدراة البلاد .

ومع انتشار واسع للفساد الاداري كلها مؤشرات واضحة لديكتاتورية جامحة لا يعود يتحملها الشعب العراقي.
حل المالكي للأزمة هو اللجوء الى التهديد والاغراء لتمزيق صفوف الكتل السياسية المعارضة له ولكن الخطة لم تنجح رغم تأثيرها على بعض ذوي النفوس الضعيفة.

ومع تفاقم الأزمات السياسية نرى تزايداً في الجرائم الارهابية والتفخيخ وأرتفاع معدل الضحايا من المواطنون الأبرياء في محاولة لخلق آجواء الخوف في المجتمع.
السؤال الذي يفرض نفسه في الوسطين السياسي والاعلامي هو هل سيدخل العراق نفق رفع مستوى التدخل الايراني ليغلب على ارادة العراقيين مثلما حدثت خلال ازمة لتشكيل الحكومة في 2010؟

الكثير يتساءلون حقا لماذا في كل مرة عندما تسعى القوى السياسية العراقية لايجاد حل عن طريق العملية الديمقراطية والقانونية لمشكلتهم الرئيسية المتمثلة في تحكم فئة حزبية صغيرة على مقدرات البلاد، تزداد الانفجارات وتدخل طهران في المعادلة العراقية لتقف بوجه أي عمل يراد منه التغير من قبل الاطراف السياسية الاخرى , او من قبل القوى الناشئة .

ماذا يقدم المالكي لأيران ؟.

اصبح واضحا للعيان بأن المالكي مستعد لتقديم اي نوع من الامتياز لاسترضاء حكام ايران كما قدم آبار النفط العراقي في المناطق الحدودية للنهب والسلب من الجانب الايراني .
وأقتصادياً تستهدف طهران اقتصاد العراقي كما وفي عمل لم يعد مخفي قامت بجمع الدولارات من الاسواق العراقية لنقلها الى ايران وترك العراق دون رصيد كاف في السوق و المالكي التزم الصمت امامهم.
أضافة الى ان المالكي اتفق مع ايران في رسم المعالم على الحدود الايرانية ـ العراقية ولا احد يعرف عن مفاد هذه الاتفاقية وأيضاً أبرام عقود تجارية ضخمة بهدف التفادي للمقاطعة الدولية ضد طهران .

مع الاخذ في نظر الاعتبار أن المجتمع الدولي يريد اسقاط الأسد الذي يقتل الآلاف من أبناء الشعب السوري ولكن العراق اصبح جسراً لنقل الاسلحة والميليشيات من ايران الى سوريا بفضل سياسة المالكي وحكومته .

وعلى صعيد مختلف أي اتفاق سياسي ضد العملية الديمقراطية خلال زيارة المالكي الى طهران هو تكرار ما حصل في عام 2010 حيث نتج عنه تشكيل الحكومة الحالية تجاوزا على المصالح العليا الوطنية للعراقيين والتجاوز على الخط الأحمر الوطني للبلاد والديمقراطية .


من الواضح مسبقا لجميع القوى السياسية العراقية أن طلب رئيس الوزراء من نظام طهران لدعمه والضغط على القوى السياسية القريبة من أيران يأتي لترسيخ ديكتاتوريته وتسلطه ولكننا نعتقد أن ارادة الشعب العراقي والوعي المتزايد لديه والناتج عن التضحيات والدماء التي دفعها خلال السنوات الماضية قادران على التغلب على أجندات المالكي التي تنكشف للعيان مع عامل الوقت .

ربما يكون الخيار الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة يتمثل في وحدة وتماسك القوى السياسية لتشكيل حكومة مستقلة تمثل جميع مكونات المجتمع العراقي ورفضهم لما يتم طبخه من اتفاقات خارج الحدود العراقية وإحلال رئيس وزراء مؤمن بالشراكة الوطنية محل رئيس الوزراء الحالي لاشك أنه وفي حالة عدم تحقيق خيار موضوعي وديموقراطي لتغيير المسار الخطير الحالي فأن العراق سوف يسير نحو مصير مجهول, قد يكون هذا الحل مجرد حل مؤقت بسبب فقد الثقة المتزايد من قبل المجتمع العراقي بساسته , الى حين بزوغ وتقوية قوى ناشئة وصاعده مدنية حائزه على الثقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذته مسيرة لحزب الله | #غرفة_ا


.. صاعد المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع | #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: دخولنا إلى رفح خطوة مهمة جدا وجيشنا في طريقه للقضاء


.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية التي عليها




.. مياه الفيضانات تغمر طائرات ومدرجات في مطار بجنوب البرازيل