الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفى..استهتارا بحياتنا وكرامتنا!!

سمر الاغبر

2012 / 4 / 26
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


لا زلنا نُفجع بأبشع الجرائم بحق الانسانية شكلا ومضمونا،بعد ما طالعناه على المواقع الاخبارية من واقعة مقتل امرأة من منطقة طلوزة بنابلس على يد شقيقها امام أعين والدته وزوجته واطفال اخيه،بعد مشاده كلامية بسبب الميراث،أدت الى قتل "امل" بعدة طعنات بسكين المطبخ وسط صراخ الاطفال ورجائهم لعمهم ان لا يقتل عمتهم.الخبر الذي تناقلته وسائل الاعلام في البداية منقوصا من توضيح الاسباب والمبررات لتتلاقفه بعض النفوس المريضة ظاهرا والبشعه مضمونا على انه جريمة قتل دفاعا عن ما يسمونه "شرف العائله" ،مستندين الى الحالة الاجتماعية للضحية كونها امرأة مُطلقه،ما يُتيح لهم ضمن ثقافة المجتمع وثقافتهم المهترئة الصاق ما يحلوا لهم من التهم التي تُريح ضمائرهم ،دون التحلي بأي مسؤولية اخلاقيه او قانونية وانسانية.
أمل الضحية والتي قتلت بداية بنظرة المجتمع لها بسبب حالتها الاجتماعية مما اضطرها لخدمة اخوتها لمدة عشر سنوات،وقُتلت ثانية عندما حُرمت من ميراثها لأنها امرأة وبثقافة المجتمع من العار ان تطالب بحقها في الميراث،مما ادى لقتلها على يد اخيها،علما ان قضايا الميراث هي من اهم الاسباب التي تقتل فيها النساء ليختبىء الجاني ويبرر جريمته خلف مفاهيم"العار والشرف"،للحصول على الاقل على شرعية وتبرئة من المجتمع على ما قام به من جريمه، ولم يكتفي المجتمع بعدد المرات التي قتلت فيها أمل،ليقتلها ذات المجتمع بطعنات أشد ايلاما بعد انتهاك حُرمة حياتها وانسانيتها، عندما تناول البعض من المبررات والاسباب ما يكفي لتصويرمن قتلها بالضحية المُدافعة عن شرفها وشرف العائلة.
ظاهرة قتل النساء في المجتمع الفلسطيني ، على خلفيات مُختلفة ومتعددة في تزايد ملحوظ،رغم الاجراءات القانونية ، التي من المفترض ان تحُد من هذه الظاهرة،منها قرار الرئيس ابو مازن بعد مقتل آية برادعية بتعطيل العمل بالماده 340 من قانون العقوبات الاردني الساري المفعول بالضفه، والذي يلغي الحكم المخفف على قضايا قتل النساء، الا انه ومن وجهة نظري لا زال منقوصا ويحمل بين نصوصه مسؤولية ما تعاني منه النساء من تمييز وعنف ظاهر او مستتر وبأشكال مختلفه، وخاصة اذا ما انطلقنا من واقع وجوب تكامل المنظومة التشريعيه والقانونية لحماية النساء من التمييز والعنف الممارس ضدهن،بدأ بقانون الاحوال الشخصية الناظم الرئيس لحياة المرأة والاسرة وكم المواد والنصوص التمييزية والتي تؤكد جميعها على الانتقاص من انسانية المرأة بعدم تملكها لنفسها وحقها في تحديد مصيرها وخياراتها في حياتها،وليس انتهاءا بقوانين العقوبات والعمل وغيرها.
مع ادراكي للدور المفصلي الملقى على عاتق الاحزاب والفصائل كأدوات للتغيير المجتمعي،والمتقاعصة لغاية اللحظة عن وضع قضايا النساء على طاولة بحثها ونقاشها العام ، وحملها كمهمه وطنية وسياسية، وعدم الاكتفاء بطرحها ضمن الاطر النسوية كمهمة نسوية يجب على النساء حمل العبىء الأكبر فيها. كما تتحمل المسؤولية مجموع البرامج والمشاريع التوعوية المقدمة من مؤسسات المجتمع المدني سواء النسوية او غيرها،والتي لم تعالج قضايا العنف والتمييز ضد المرأة، من جذورها الطبقيه الاقتصادية،الاجتماعية والدينية،واكتفت بما يُمليه عليها الممول من برامج وسياسات تعالج قشور قضايا المرأة في محاولة لترميمها وترقيعها حسب ما يُملية عليها الممول .
أمل كما سوسن وآية وغيرهن الكثير من النساء في مجتمعنا الفلسطيني،ضحايا ثقافة مجتمع يُجبرهن على تحمل مسؤولية النظرة الدونية لجنسهن،كما تحمل مسؤولية موروث ثقافي ثقيل تحمله النساء دون غيرها من أفراد المجتمع،ولا اعتقد اننا سنتمكن من الخروج من دائرة العنف المسلط على النساء دون قوانين خاليه من جميع مظاهر التمييز ،مقرونه بحملات توعية وبرامج وسياسات من الاحزاب والفصائل كما من مؤسسات المجتمع المدني،في محاولة للتأثير على الوعي الجمعي فيما يخص قضايا النساء ومكانتهن في المجتمع.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
*عضو لجنة مركزية لحزب الشعب الفلسطيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيزة سمر تحياتي
شاكر الخياط ( 2012 / 4 / 27 - 05:32 )
سؤال كحال بقية الاسئلة...وارجو اذا لم يكن هناك ادنى احراج ان ارى جوابا شافيا هو الاوحد الذي لاثاني له بقناعتك وقناعتي وقناعة كل من يمتلك ولو جزء من ثقافة وحضارة
لماذا لم تحصل مثل ماحصل ويحصل لدينا مثل تلك الحالات المخزية والمهينة في دول اوربية؟؟؟؟؟هذا السؤال اجد من وجهة نظري ان جوابه هو الحل لتلك المآسي... اهنئك على ثقتك العالية.....تقبلي مودتي


2 - رد لسؤال الاخ شاكر
سمر الاغبر ( 2012 / 4 / 27 - 06:30 )
سؤال مهم عادة ما يتم طرحه في محاولة لإجراء مقارنه بين الشرق والغرب في مثل هذه القضايا والتي تُمثل على الاقل مفصل مهم في تقدم او تراجع اي دولة،،ومن وجهة نظري اعتقد ان حالات التمييز القائمة بين البشر على اساس الجنس موجوده في جميع المجتمعات ولكن تختلف في صيغها وادواتها واشكالها،،فحالات قتل النساء موجوده في اوروبا بدوافع تختلف عما هو موجود في بلادنا العربية والاسلامية ولكن المختلف هو وجود قوانين رادعه وناظمه برؤية المرأة كمواطنه درجه اولى كما الرجل اضافة الى الثقافات المتحرره نوعا ما من سطوة الدين والموروث الثقافي،علما ان هذه المجتمعات مرت بعصور ظلامية تحت سطوة وحكم الكنيسة ورجال الدين مما ادى الى حرق مئات النساء والمفكرين تحت حجج بشعه،،ما اود قوله ان اي حرية بحاجه الى نضالات ومعارك مستمره يسقط خلالها الكثير من الضحايا حتى نبدأ بتسجيل انتصاراتنا في معاركنا المتتالية واهمها الخروج من سطوة الدين وتفسيراتها القاتله وما يعززه من موروث ثقافي.


3 - وئد البنات
علي رضوان داود ( 2012 / 4 / 27 - 18:01 )
الكاتبة العزيزةانا مشاكل المجتمعات الشرقيةباتت تتوسع من حيث الشكل والمضمون وصارت الحالة المطروحة من قبلكم مئلوفة داخل المجتمعمع كل الاسف والغريب ان المواد القانونية في ضل المتغيرات الطارئة في المجتمع لم تتغير..لانريد ان نكون غربيون ولا وائدون في التعامل مع النساء
وانا ارى ان من العار على الاخ ان يقتل اخته حتى وان كان والعياذ بالله هناك امور سلبية فان الله سبحانه وتعالى امرنا بالستر


4 - دور الأحزاب
فرج الله عبد الحق ( 2012 / 4 / 28 - 12:40 )
عزيزتي الكاتبة
للأسف دور الأحزاب و القوى الفلسطينية يقتصر على حماية مصالحهم الحزبية و التنظيمية الديقة، هم ينتظرون آخر الشهر لقبض مخصصاتهم و رواتبهم من أجهزة السلطة المهترئة و المتعفنة. أما ما يحصل لأمل وغيرها من نساء، أطفال وحتى شباب شعبنا من اغتصاب مستمر لإرادتهم فهو ترف سياسي عند هذه الاحزاب.
كل ما تكتبينه عن هذا الموضوع هو كنقش على سطح البركة لا أثر له. عندما كان الشعب تحت قيادة وطنية تقدمية لم تكن مثل هذه الجرائم شائعة أما اليوم ونحن تحت قيادة مرتزقة فلا عجب مما نرى.
أتعلمين لماذا رفض حزبنا الشيوعي المشاركة في مؤسسات السلطة؟ الحواب بسيط وهو لأننا لم نتنازل عن حقنا للقول للأعور أعور، هكذا وببساطة وحرية نضع اصبعنا على الجرح ونقول للناس الحقيقة دزن خوف أو مواربة، و الشعب هو الحكم.
أما جريمة أمل فهي ناتجة عن التعهير المنهجي و المبرمج لضمير هذا الشعب، والمهمة الملقاة علينا هي توعية هذا الشعب أي العودة من جديد إلى مقاعد الدراسة وخلق جيل جديد يؤمن بالحرية و المساواة بين الجميع.
من اعتاد على أكل الحلوى لن يتنازل طوعا عنها إلا بثورة اجتماعية نحن بعيدين عنها.


5 - رائع
بلال عزيز ( 2012 / 6 / 11 - 17:58 )
تحية للكاتبة

مقال رائع وجريء يشخص حالة مؤساوية للمراة العربية بشكل عام


دام قلمك نورا مضيئ

اخر الافلام

.. ضجة في لبنان بعد الكشف عن عصابة -تيكتوكرز- تستدرج الأطفال لا


.. من بينهم مشاهير في تيك توك.. عصابة -اغتصاب الأطفال- في لبنان




.. كل الزوايا - سارة حازم: الرئيس السيسي أكد على دعم المرأة الم


.. المشاكل الأيكولوجية والحلول بوجهة نظر علم المرأة فيديو معدل




.. رئيسة الجمعية الدكتورة منجية اللبان