الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اطفال من العنف الى الموت

الاء الجبوري

2012 / 4 / 26
حقوق الانسان


قصص حقيقية
الاء الجبوري
قصص حقيقية ابطالها اطفال عراقيين انتهت بمأساة وقد تكون هذه القصص القليل من مئات القصص لاطفال كانوا ضحية العنف الاسري والعنف الثقافي والعنف الذي خلفه التغيير بعد 2003 من غياب الامن والخدمات وانتشار البطالة وارتفاع معدلات الفقر
القصة الاولى حدثت في النجف
مثل كل صباح يذهب الطفل مرتضى الى المدرسة وبطنه شبه خاوية ويشتد جوعه عندما يشم رائحة الشطائر تفوح من حقائب زملائه ... في يوم حدد مصيره لم يستطع مرتضى تحمل الجوع وخواء معدته فمد يده في حقيبة زميله ليأخذ شطيرة اللحم التي رآها في يد زميله وما ان هم بأكلها حتى رأه زميله صاحب الشطيرة الذي اشتكى لمعلمته ما فعل مرتضى فما كان منها الا ان وبخته وضربته امام زملائه في الصف ثم طلبت حضور والد مرتضى الذي كان في موقف محرج ومؤلم فهو الاب الذي عجز عن توفير اللقمة لطفله فقام الاب بتوبيخ ابنه مرتضى ليسد الطريق على المعلمة في متابعة الموضوع , لكن المعلمة لم تكتفي بذلك بل جرت الطفل مرتضى في يوم رفع العلم حيث يصطف الطلبة في ساحة المدرسة لتعلن امامهم ان مرتضى سرق شطيرة اللحم من حقيبة زميله , كان مرتضى ينظر الى وجوه زملائه وهم يسمرون عيونهم عليه فلم يتكلم وبدى عليه التعب والانكسار , عاد الى البيت واخبر امه ما فعلت به المعلمة وبحزن قال لوالدته ان قدماه وبطنه تؤلمه ويشعر بالتعب ويريد النوم ... كانت هذه اخر كلمات نطق بها وكان وجه امه اخر وجه رأه ليخلد الى فراشه ويغفو الى الابد .. لقد مات مرتضى بنوبة قلبية , اذ لم يحتمل قلبه الصغير الألم والاهانة التي الحقتها به معلمته بسبب جوع دفعه لسرقة شطيرة ليدفع حياته ثمنا لها ولضمير معلمة لا يعرف ان الجوع كافر في النجف , المدينة مقدسة في دولة على بحر من نفط وتتربع على عرش الفساد المالي والاداري .
القصة الثانية حدثت في ديالى
محمد طفل عمره 12 سنة وجد نفسه مسؤولا على ام واربع اخوات بعد ان قتل والده في احداث العنف والانفلات الامني , ترك مدرسته التي تفوق فيها وخرج للعمل كعامل بناء مع جده المسن ليوفر ايجار البيت ولقمة العيش , محمد كان يعود من العمل مجهدا لايستطيع الكلام وبدأ يميل الى الصمت والانزواء وفي ظهيرة تموزية عاد من العمل الى البيت , لم يتحدث مع احد دخل الغرفة ولم يخرج منها فدخلت عليه والدته لتجد ابنها محمد ممدا على الاض جثة هامدة وبقربه ورقة كتب فيها حاولت ان استمر بالعمل في بناء البيوت ولكن لم احتمل صعوبة العمل وقسوة حرارة الصيف ولم استطع ان اساعد أمي وأخواتي لذا قررت الانتحار . محمد انهى حياته لانه لم يستطع تحمل مسؤولية امه واخواته !!!! .
ترى كم مسؤول عراقي سينتحر لو امتلك ضمير الطفل محمد لأنه لم يكن بمستوى المسؤلية لشعب يحتاج من ينتشله من قسوة الظروف التي تعصف به ؟

القصة الثالثة حدثت في بابل
علي طفل عمره سبع سنوات كله نشاط وحيوية يلعب كثيرا ويشاكس ويحب المرح اذ لاتفارق الظحكة شفتيه , كان يقرأ قليلا ولكنه كان ينجح في دراسته , لايحب النوم كثيرا اذ كان يحب اللعب أكثر ويعشق كرة القدم ويردد دائما انه سيكون لاعب كرة قدم مشهور مثل ميسي , احلامه الصغيرة لم تكبر بل تغير مسارها عندما نادته امه لترك اللعب والعودة الى المنزل لكنه لم يسمع كلام امه وظل يلعب بكرته التي يحبها ويحملها بيديه الصغيرتين دائما , وعندما عاد الاب من العمل اخبرته الزوجة ان علي قضى وقته باللعب , ثار الاب ونادى ابنه علي الذي تسمر امام ابوه ولكن الاب لم يصفعه او يوبخه بل اخرج سيكارا واشعله واخذ نفسا عميا ثم سحب يد علي الصغير ليطفأ السيكارة فيها لم تنفع صرخات علي وتوسلات الام بل كرر الاب اطفاء السيكار بنفس اليد مهددا انه سيكررها ان ظل يلعب بهذا الشكل , لم تنته ساعات الالم التي عاناها علي بل استمرت وتلوث مكان الحرق وصارت ظحكات علي انين لاينقطع واحتار الاب الذي بدا عليه الحزن والكابة ليأخذ ابنه الى طبيب مختص الذي اخبر الاب ان الحرق الذي تسببت به السيكار تحول الى سرطان ولابد من بتر يده قبل ان ينتشر السرطان في جسده فبترت يد علي وخيم الحزن على الام والاب وفي يوم عاد علي من المدرسة وذهب لوالده ليخبره ان الاطفال في المدرسة يسألونه لماذا بترت يده , لماذا يا ابي بترت يدي ؟ لم يجب الاب علي بل حمل مسدسه ليطلق النار على رأسه لينهي عذابه المر وهو يرى ولده قد بترت يده بسببه ام الام التي كانت احزانها تغلي بصمت اثرت ان تنهي حياتها حرقا لتلحق بزوجها , ويظل عليا يتيم الام والاب ومبتور اليد بسبب عنف الاب في التعامل مع ولده وهو مايطلق عليه العنف الاسري وهذا النوع مسكوت عنه في مجتمعنا فكم من الاطفال ذهبوا ضحية استخدام العنف .
القصة الرابعة حدثت في بغداد
كلما ذهبت للتسوق ابحث عن سعدون ويسحب عربته التي صنعها من صناديق الطماطم معلقا فيها اكياس ( علاكات ) يبيعها هنا او هناك , كان عمره احد عشر سنة , قتل والده في الاحتراب الطائفي وترك ولدين وبنتين وسعدون الاكبر فيهم , سألته ذات مرة كيف تعيش عائلتك قال ان امه تخبز وتبيع الخبز وهو يعمل بهذه العربة فقلت له ماذا عن المدرسة فأجاب انا كنت متفوق جدا وبسبب العمل انخرطت في الدراسة المسائية ولكن لم استطع الاستمرار لان عملي في السوق بنقل مواد التسوق من خضر واغراض متنوعة ينهك جسدي ولا استطيع الذهاب الى المدرسة مساءا , سعدون كان يبتسم ويقول ان اخاه الصغير متفوق في الدراسة , اعتدت ان ينقل سعدون اغراضي ويعبر الشارع مسرعا وكنت انبهه ليحذر من الطريق , اخر مرة ذهبت الى السوق وقف انظر هنا وهناك لعلي ارى سعدون يدفع عربته كالمعتاد ولكن لم اره اقترب مني ولدين يعرضا علي نقل اغراضي فقلت لهم كلا انا اريد سعدون اين هو فقال لي احدهم , خالة سعدون مات , سعدون دهسته سيارة وهو يدفع عربته
لقد مات الطفل سعدون مثل اي كلب اوقطة تدهسها سيارة مسرعة في شوارع بغداد التي تزدحم بسيارات المواطنين وارتال سيارات المسؤلين المسعورة .... شتان بين الطفل سعدون الذي تحمل مسؤلية عائلة راح ضحيتها وبين صناع القرار السياسي الذين ازدهر بحكمهم الفساد المالي والاداري الذي اضاع المال العراقي بينما شوارع بغداد تزخر بأطفال يتسولون بطرق مختلفة وسوق العمل في العراق اصبحت شريحة الاطفال فيه كبيرة جدا .... فمن ينقذ الطفولة في العراق من كل اشكال العنف









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وعينا هو من ينقذ الطفولة
فؤاده العراقيه ( 2012 / 4 / 27 - 14:04 )
تخلف الآباء هو من يقتل الطفولة والادهى من هذا كله اطفالهم فما بال بقية اطفال غيرهم
تبلد مشاعر الآباء يأتي من تبلد عقولهم وبالتالي فالحكام متمتعين دون اي مسؤلية فلا عتب عليهم عندما يحكمون شعب لاهي بزواجات صرصرية وفقط ما عليهم سوى التناسل والانجاب دون اعطاء اي حق لابنائهم من تربية سليمة الى حق الحياة الكريمة لهم , وتكثر القصص المأساوية التي نشهدها يوميا ولا من حراك
شكرا لكِ عزيزتي لاثارتكِ هكذا مواضيع انسانية تخص مشاكل هامة في مجتمعنا المليء بها


2 - طفولة ضائعة وإنسانية ممسوخة
ضياء الشكرجي ( 2012 / 4 / 27 - 14:50 )
عزيزتي السيدة آلاء
لا تعليق لدي إلا دموعي التي لا تستطيع إعادة الحياة لسعدون الذي جهشت بالبكاء بعد الانهتاء من قصته والقصص المأساوية السابقة، ولا تعليق لي إلا إدانتي لسياسيينا الذين فقدوا الإحساس بمعاناة إنساننا العراقي، ولكل أعرافنا المتخلفة وعنفنا ولاإنسانيتنا


3 - احسنت ايتها الرائعة
شاكر الخياط ( 2012 / 4 / 27 - 20:06 )
اولا تحية لك...تحية لقلمك الذي بدى مرهقا من ثقل المواضيع التي تطرحين...احسنت اقتناصا كقصص....كان بودي ان تكون لكل قصة حلقة خاصة، وهذا مايعطيها ميزة فنية اكثر ابداعا....تقبلي مودتي


4 - الرائع الانسان ضياء الشكرجي
الاء الجبوري ( 2012 / 4 / 27 - 20:56 )
اسفة اني قد جعلتك تجهش ببالبكاء ولكن لا أستطيع الا ان اكتب ... فدموعي انفجرت قبلك على سعدون وامثالهم وهذا ما يجعلني متحمسة او اختار المواجهة فهذه الحالات المأ
ساوية هي من تجعلني اختار المواجهة على الصمت .... في بلد ادار سياسيوه ظهرهم لشعبهم الذي يعاني ... ليتهم يملكون ذرة من شعور هولاء الاطفال بالمسؤلية ... ليتهم استاذي العزيز


5 - فؤادة العراقية
الاء الجبوري ( 2012 / 4 / 27 - 21:07 )
اتفق معك في كل ما طرحته الجهل والتخلف جزء اساسي من العنف الذي تواجهه الطفولة في العراق ... اقرأ مقالاتك والجميل بها انها تدون انفعالات أمرأة عراقية تحتج بقلمها على الكجتمع .... تحياتي لك


6 - الاستاذ شاكر الخياط
الاء الجبوري ( 2012 / 4 / 27 - 21:18 )
تحية لأحساسك بقلني المرهق الذي لم تسعفه الكتابة ... اتفق معك ان هذه القصص يمكن ان تكون اكثر ابداعا من الناحية الفنية ولكن دافعي كان انسانيا ما جعلني احتدم بين قصص خؤلاء الاطفال بإستثناء قصة واحدة لم انشرها فنأساتها اكبر من ان يحتملها قلب ينبض بالرحمة ... واما اقتراحك فقد نفذته في عدد من القصص الحقيقية بغمكانك الاطلاع عليها في الحوار المتمدن ... تحياتي لك


7 - شكرا
رياض ( 2012 / 8 / 5 - 19:06 )
سلام الله ورحمته وبركاته لكل امراءه ناشطه تتحدث بواقع مرير ونقل هذا الواقع لاخواننا واعزائنا من هم في المسؤليه اوخارجها اقصد الحكومه الديمقراطيه او الموطن وهذا يفرح كل انسان يسعي لنقل الحقائق كما هي كما يقول المثل العراقي الكذب ما يطول شار ب ارجو منك دكتوره ان تكتبي بذلك المثل موضوع كما اءسالك لماذا تنشري الاميل هذا لن اعلق بل :دتكتوره اعيد كلامي لماذا تنشري الاميل حالص تحياتي واحترامي والله العمر مابقي به شىء اكتب وانني جسد ميت بروح بمشيئه الله دمرني النظام المقبور كم ناظلت من اجل الحريه وكم سجنوني وعذبوني واسرتي حتي شاء القدر ان تكون نهايتهم رذليه ان قلت ابالغ ناظلت من اجل بناء مجنمع ديمقراطي حر وعرفت الديمقراطيه والحريه بفكر حظاري لم اتطرق اكثر من هذا اكرر سؤلي لماذا تنشري الاميل الخاص بي

اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط