الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى تُدركُ الحقائق؟

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2012 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


في مرحلة ، من زمن العهد السابق ، تركزت نشاطات أمانة العاصمة والبلديات في المحافظات على صيانة الشوارع والأزقة ، فكان من الطبيعي أن تكون جميع الطرق محفرة وأنابيب الصرف الصحي مدمرة والمياه الآسنة فائضة . في ذلك الزمن ، كان لأحد العراقيين مكالمة هاتفية إلى أمانة بغداد سائلاً " شتنطوني لو أدلّيكم على شارع ما محفور ؟ ".

في هذا الزمان أريد أن أسأل المالكي عن المكافأة التي أنالها لو أشرت له إلى جهاز مستقل لا زال لم يستحوذ عليه !!!

كنا نتندر عندما كنا نعدد المناصب والأسماء التي كان يتقلدها صدام حسين ، ولكن " ولا حسد " ، فإن المالكي قد فاق صدام حسين و لا زال يناضل للمزيد . هو القائد العام للقوات المسلحة ، هو رئيس الوزراء ، هو وزير الدفاع ، هو وزير الداخلية ، هو وزير الأمن القومي ، هو رئيس حزب الدعوة ، هو الذي جعل المحكمة العليا تحت أبطه ، هو الذي جعل التحالف الوطني بما فيه المجلس الأعلى والتيار الصدري لا يجدون له بديلاً . هو هو ودائماً هو والتعداد لا يصل إلى نهاية . وكل مَن يعارض هذا التوجه ويقول أن دكتاتورية جديدة تبنى يُتهم بكونه بعثي أو يتم إبتزازه بفتح ملفات مخزونة لدى المالكي .

ومؤخراًً يريد المالكي ربط البنك المركزي العراقي بمكتبه . بشهادة الكثير من الإقتصاديين المختصين كان الجهاز الإداري في البنك المركزي العراقي يتصف بالمهنية التامة وقد تصل إنجازاته في ترصين الوضع النقدي العراقي ودعم قيمة الدينار إلى مستوى الثورة ، والعلامة الإيجابية النادرة إن لم نقل الوحيدة في الفترة التي تلت التغيير الذي حدث في نيسان 2003 .

أشارت مجموعة مستشاري المالكي عليه بمشروع إلغاء الأصفار من العملة العراقية وإصدار عملة جديدة ،. ولم يقتنع المالكي بكل الآراء الصادرة من التيارات السياسية الأخرى ولا من العلماء الإقتصاديين التي بينت السلبيات التي تنطوي عليها العملية ، وما يمكن أن تستغله دول الجوار وغيرها من مجالات تهريب العملة وإستبدالها ، وما تترك من آثارٍ كارثية على الإقتصاد العراقي . وبعدما فشل تقنين هذا المشروع في مجلس النواب تبدلت نغمة حاشية المالكي ومستشاريه إلى مشروع جديدٍ قديمٍ مارسه النظام السابق ، ألا وهو إصدار وطبع العملة بدون أن يكون لها غطاءٌ . هذه العملية التي أدّ ت في ذلك العهد لأن يصبح سعر الدولار الواحد ثلاثة آلاف دينار عراقي . إن الجهود الإدارية لجهاز البنك المركزي التي أفلحت أن تجعل سعر الدولار ألفاً ومائتي دولار أصبحت في مهب الريح ، إذ أن تصريحاً من أحد أفراد تلك الحاشية قد حفز نشاط المضاربين بالعملة وبين يوم وليلة صعد سعر الدولار إلى ألف وثلاثمائة دينار .

تتواتر الأنباء أن العراق بقيادة المالكي يوفر العملة الصعبة إلى كل من إيران وسورية لمساعدتهما في تجاوز المحنة التي يعانيان منها بسبب الضغوط الدولية . ومن الواضح من ما أسلفنا أن المالكي لا يعمل من أجل العراق والعراقيين بقدر ما يعمل بما يمليه عليه إنتسابه الطائفي . فإلى متى يبقى المالكي مؤيَّداً من التحالف الوطني في مسيرته هذه والتي ستكون سبباً في عزلته وعزلتهم عن الشعب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للحقيقة عدة وجوه
سعيد محمود ( 2012 / 4 / 27 - 07:41 )
المشكلة ليست في المالكي.المشكلة ان النفش الطائفي الذي تحدثت به .وتدعمه السعودية وقطر واصحاب الدشاديش القصيرة من الوهابية والسلفية ذات الوجوة المرعبة لايمكنها ان تتقبل ان يحكم الشيعة العراق وهم كفرة مارقين من وجه نظرهم.مع انهم دعموا الاحزاب الاسلامية في تونس ومصر والان في سوريا .لماذا لاتتحدث عن الموقف الايجابي للمالكي من قضية كركوك والنفط في كردستان ؟


2 - المشكلة ليست في المالكي!
حميد كركوكي ( 2012 / 4 / 27 - 13:15 )
إن كيان صناعي مهزوز {العراق} أخترعت من قبل الأنگليز من فتات آل عثمان وإستيراد حاكمها من الحجاز آنذاك ! ( مو قحط زلمة أو گواد في العراق !!!) المشكلة مو مالكي السبب دولة مصنوعة بالزور والظلم لازم ينشلع و يتقطع مثل البلقان{يوغسلافيا} قبلا في أوروپا!!! والله لا أدمع لبلد ولدت فيها لم أحس بعراقيتي لأني أكلت الپصاطيل الشوڤيونية السنية والشيعية العربية فيها ، حان يومي لكي حرا كوردستانيا لا عراقيا منافقا متملقا للأعراب شيعة وسنة ، أوفلوجيا، تكريتيا أو عماريا ونجفيا !!! لكم تقديري...


3 - جواب وشكر
ييلماز جاويد ( 2012 / 4 / 29 - 20:06 )
أشكر الأخوين سعيد وحميد على تعليقيهما . كنت أتمنى أن يكون النقاش علمياً لا إنفعالياً عاطفياً . الأمم تقدمت علينا بالعلم . يتناقشون حتى يقنع أحد الطرفين الطرف الثاني ، وعندما تكون القناعة بهذه الطريقة ستكون راسخة وتغير في التوجه الفكري للفرد . عجلة التاريخ كعقارب الساعة تسير دائما إلى الأمام دائماً حسبما ثبتها ماركس بنظريته العلمية ( المادية التاريخية ) وأساسها الصراع الطبقي . ولذلك نرى القوى الرجعية تحاول أن توقف عجلة التاريخ بواسطة النفخ والدعم للطبقات الإجتماعية التي شاخت وحان وقت تغييرها كطبقة الإقطاع . إن نشاط المالكي في إعادة الإعتبار إلى شيوخ العشائر وتقوية دورهم في صنع القرار السياسي ينصب في هذا الإتجاه ولذلك نقول أن ما نحن فيه في العراق حكمٌ رجعي وعلينا أن نناضل من أجل حكومة تقدمية ، فهل مثل هذا النضال محرّمٌ علينا ؟ أتوجه بالرجاء إلى كل مثقف أن يبتعد عن العواطف ويلتزم العلم لتحديد موقفه وخطابه السياسيين . وشكراً

اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف