الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتقاني اللغتين الانكليزية والروسية يعزز علاقاتي مع العوائل المجاورة

سعاد خيري

2012 / 4 / 27
سيرة ذاتية


اتقاني اللغتين الانكليزية والروسية يعزز علاقاتي مع العوائل المجاورة
يندر ان يسكن السويديون في المناطق المخصصة للاجئين ومنها تينستا التي اسكنها منذ 1/1/1994 كما يندر ان يسكن هذه المناطق لاجئون من بلد واحد. فقي شارعنا الفرعي الصغير تناوب على السكن فيه لاجئون من عشرات البلدان . وترددت في اجوائه عشرات اللغات . وكان لاتقاني ثلاث لغات الفضل في تعرفي على معظمهم واقامة علاقات الصداقة مع الكثير منهم.
ومن اكثر الصديقات قربا الى نفسي , ام ازاد, وهي امرأة كردية من برواري باري مدينة التفاح المعروف باسمها, في اقصى شمال العراق. ورغم انها امية, الا انها لاتشعر المتحدث معها بذلك كما كانت امي. وهي كثيرة الشبه بامي من حيث طلعتها المشرقة والمامها بالحياة ونضالها الدؤب من اجل ان لايعاني اولادها الاربعة من ضعف تحصيلهم العلمي. ورغم نضالها حتى بعد ان تزوجوا وصار لثلاثة منهم اولاد فهي لا تكف عن مطالبتهم باكمال دراستهم. وكثيرا ما تعكس لي المها لعدم تمكن اي منهم على تحقيق حلمها باخذ شهادة جامعية. رغم انهم جميعا رجال جيدون اجتماعيا ويتمتعون بشعور عال بالمسؤلية تجاه والديهم واصحاب عوائل جيدين ولكن ليس لهم اي استعداد للعمل السياسي ولا حتى لاقامة علاقات اجتماعية واسعة. والاب كان من جنود الليفي البريطاني اثناء الحرب العالمية الثانية ويحب الحديث عن حياته تلك وعن حياتهم في قبرص وعن زيارته الى مصر ويتذكر بعض الكلمات الانكليزية ويستمع الى الاخبار ويتحدث بالسياسة. وكل العائلة وحتى الاحفاد يكنون لي الحب والاحترام وعلى استعداد دائم لاي مساعدة اطلبها . وهكذا تمر ام ازاد يوميا من امام شرفتي وتناديني اذا كنت مشغولة امام الكومبيوتر في الغرفة الداخلية, ونتصل تلفونيا عندما تمرض احدانا وتهب الاخرى لمساعدتها . وكم حدثتني عن معاناتهم من حكم صدام ولاسيما من القصف الجوي . وكيف كانوا يهربون يوميا من الساعة الخامسة فجرا ليحتموامن القصف الجوي بمغاور الجبال على الحدود التركية وهي ترنو ببصرها الى قريتها وبساتينها المغطاة بالاثمار اليانعة. حتى تمكنت اخيرا من اللجوء الى السويد.
وحنان وفرهنك من مدينة عين كاوة العروسان وهما في انتظار المولود الاول يسكنان الطابق الثالث من العمارة اشعر بلقائهما وكاني ارى وداد ويحيى , ومولودتهما استر التي ولدت عام 1997 وكانها حفيدتي الاولى . وفي الصيف ولاسيما في عطلة حنان عن العمل كمربية في دار حضانة للاطفال تمر علي يوميا تقريبا وامضي معها وقتا ممتعا في اللعب والاغاني فقد علمت استر اغنية , يابط يابط اسبح بالشط, التي تحتوي على كل الاحرف العربية التي تفتقر اليها بعض اللغات ومنها السويدية ويصعب على الاجانب لفظها. ولذلك احب ان اعلمها لكل طفل عربي لا يتكلم العربية . ويؤلمني ان لا يتحدث الوالدان في بلدان الغربة مع اطفالهم باللغة العربية بدعوى الحرص على عدم ارهاقهم , وعليهم تعلم اللغة السويدية , ويسرهم ان يتعلموا معهم الحديث بالسويدية. وعبثا احاول اقناعهم بان الاطفال لهم قابلية على تعلم اكثر من لغة في الصغر وهذا يطور قابلياتهم على تعلم لغات اكثر في الكبر. واقدم لهم الامثلة ومنها ابني يحيى الذي اصبحت لديه القدرة على تعلم اية لغة جديدة بسرعة اذا ما عايشها ستة اشهر. ثم ان الطفل مجبر على تعلم اللغة السويدية من دار الحضانة وخلال كل مراحل الدراسة اما اللغة العربية فاذا لم يتعلمها من الصغر فسيتحدث بها في الكبر كما يتحدث الاجانب العربية. لان مخارج الاحرف العربية تترسخ منذ الطفولة عبر كلمات الام المرتبطة بالحب والحنان.
وتتميز صديقتي تريزا السورية بعلاقاتها الاجتماعية الواسعة من خلال الكنيسة القريبة من شارعنا بعد ان فقدت شريك حياتها الذي جاءت لمعالجته في السويد, واستطاعت تجميع اولادها حولها عدى احدى بنتيها لانها متزوجة وتعمل مدرسة في القامشلي. وتريزا انسانة مرحة وطموحة وتتلقف المعلومات وتتعلم الكلمات السويدية ولا يمكن تبين انها امية وتهب لمساعدة اللاجئين السوريين والعراقيين الجدد ولاسيما الذين يصعب حصولهم على حق اللجوء فهي تجمع التبرعات من معارفها على سعتهم من خلال الكنيسة وتقدمها لمن يحتاجها مباشرة او من خلال الكنيسة واحيانا تقوم بحملات تبرعات بتوجيه من الكنيسة ولمشاريعها .
ولي صداقات سطحية مع جميع المتحدثين باللغة الانكليزية فهي لغة عالمية وتدرس في جميع انحاء العالم. ومع المتحدثين بالروسية وكانت تدرس في كل من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق وكل البلدان الاشتراكية.
وفي دعوة لي من قبل منظمة هلسنبوري دامت خمسة ايام قدمت خلالها عدة محاضرات كان لمسؤل منطمة الحزب الشيوعي العراقي الذي استضافني في بيته طفلان من اجمل اطفال العالم بعمر ثلاث واربع سنوات . وخلال الخمسة ايام علمتهم اغنية , يابط يابط, وفي كل مكالمة تلفونية بعد سفري كانوا يسمعوني الاغنية تأكيدا على انهم لم ينسوني.
ويؤلمني بل ويخجلني انني بقيت امية باللغة السويدية ولا يخفف من شعوري هذا محاولة السويديون تقدير المامي باللغات الاخرى وقدرتي على انجاز كل متطلبات حياتي بدون الحاجة الى مساعدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة