الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظلم الخطوات

عنان عكروتي

2012 / 4 / 27
الادب والفن



((منذ تلك الشهقة
لبست برقع الحزن الذي أحرقته
في زمن العتمة
وانتعلت شقاء الخطوات المهزومة
لأنزوي في عتمة الأحلام
أطرز من حرير هزيمتها
أهزوجة النصر المنتظر))

لملمت هزبمتي وانتعلت شجني وخرجت الى الشارع بخطى هاربة حتى لا أسمع تنهيدة وجعي.هرولت مسرعة أبتعد عن استفساراتي التي تلاحقني بعيون تملؤها العتمة ويسكنها السؤال الأزلي.أسرعت أكثر لأخترق حاجز الزمن الكاتم على نفسي باحثة عن سرعة الضوء لأجد نفسي في مكان آخر وزمن آخر لا تفترس فيه الأحلام الجديدة.
حذائي كان أبكما لا يتكلم لكن حكاياتي تتداولها الأرصفة وتتهامس بها الجدران. ولا تتعب من تكرارها كواليس الغرف المظلمة.يبدو أن الأمكنة عشقت وجع حذائي و أطربتها تنهيدته المتكررة فأغواها أن تتجسس على ممراته الداخلية وتقتحم عالمه الرهيب.
ما أقساه زمني المفقود وخطواتي المنتعلة حذائي الصامت تبحث عنه.تعبت من الخطوات اللاهثة و زمني مازال نائما لا يصحو تغشاه عتمة الأموات وتلفه وحشة القبور.سأصبر على ضياعي أكثر ربما مازال زماني بعيدا أو منتظرا على أحد الشرفات التي لم أنتبه اليها حاملا وردة حمراء بيده وأمنية تائهة تأمل أن يحالفها الحظ يوما وتفتح لها أبواب السماء ولو خطأ حتى تمارس حياة حلمت بها طويلا.
أنهكني التعب وحذائي لازال صامدا لا يصرخ ولا يتكلم وأنينه مكتوم يداريه خلف أنفاق عميقة وسراديب لا أصل اليها ..لكن وفاءه عجيب .رفيق يلازمني ولا يفترق عني.
طلبت استراحة قصيرة ألملم فيها أنوثتي المبعثرة وأمنحها بعض الكبرياء الهارب عنها.أتلو عليها طقوسا حفظتها من مخزون الحكايات المتسللة ,أحيانا تنفع هذه الأساطيرالعجيبة لجمع أشلائنا وحفظها من التوهان.
اجتاحت قدمايا المثقلتان ببحثي العجيب أول مقهى للعناد وجلست على أول كرسي صادفها ترمي بتعبها عليه وتحمله شقاءها المتواصل.قدم النادل وقدم لي كأسا مملوؤة حتى النصف لأطفأ حرقة العطش القاتلة وأرطب شفاهي بقطرات من الأمل العذب..صمتي كان غريبا ربما تعلمته من حذائي الأبكم..حتى عبارات العرفان نسيتها ,,شرودي يكبلني وزمني أراه بعيدا بعيدا جدا والطريق اليه لا يمكن اختزالها ..يجب اكمالها خطوة خطوة.صمتي مرسوم بعناية فائقة نسجته يد فنان عظيم وارهاقي يتسلل عبر كل الفجوات ليعلن العصيان علي ومفتاح تحكمي أضعته في فوضى الوقت ..فتشت في حقيبة يدي المنهوكة من تعسفي عليها وأنا أركن فيها كل أشيائي التي تصورت أني أحتاجها في رحلة بحثي..تئن صامتة مثل حذائي.
يا لي من ظالمة أحمل كل أحبتي فوق طاقتهم لا أعبأ لأنينهم لأواصل هدفي.هل يغفرون لي زحمة الوقت و سباق الزمن ذلك البعد المفترس الذي لا نقوى أمامه على شيءتقودنا اليه المتاهات والطرقات التي هي مجرد تضاريس عمياء.
نسيت في لخبطة أحاسيسي النادل الواقف بأناقة ينتظر طلبي وابتسامة بلهاء تعلوه ولم أفق الا على سمفونية نحنحته العجيبة..لماذا هؤلاء الندال أغبياء يتحركون كالأصنام لا حياة فيهم..عفوا ليس كالأصنام ففينوس لازالت رمزا للجمال وعشتار رغم كل الأزمنة تعطي الخصب.انه أقرب الى الانسان هذا الكائن البشع الذي يمتهن وجع الآخر وتعتليه مازوشية بغيضة.نظرت اليه والى بقية المقهى الذي تختلط فيه الأجساد والأجناس واللغات.كوكتال عجيب من الأشياء المتطايرة التي لا يجمع بينها سوى هذا المكان الذي احتلته.اختنقت من هذا الاحساس الذي يمارس سطوته علي و لم أعد قادرة على التنفس.فجأة لاح لي البحر من نافذة المقهى المقابلة لي.كيف لم أنتبه أني وصلت الى هناك .غمز لي وأشار لي بالقدوم .حبيبي على بعد خطوات مني وأنا لا أراه ..يا ربي كم أنا جاحدة ..خرجت أجري أتعثر بالأجساد المبعثرة هنا وهناك ..وصلت الشاطئ رميت حذئي الذي لا يفارقني وألقيته بعيدا عني..كم كبلني وهذا وقت الخلاص منه.نزعت ثيابي ,كدت أمزقها وألقيتها لا أعرف أين..ارتميت في أحضانه أعانقه و هو يعانق لهفتي..وانقشع الغيم الصباحي لتعانق الشمس منتصف الحلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري