الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ونحن نحتفل بالاول من ايار.. لنستذكر النقابيين الرواد الاوائل

فاضل عباس البدراوي

2012 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


كلما يحل علينا الاول من ايار، نحتفل به مع سائر شغيلة العالم، كعيد يرمز الى نضال العمال، وانتصارهم في اول معركة طبقية خاضوها، ونحن في العراق كنا نحتفل بأيار، بالسر والعلن، ففي العهد الملكي السعيدي الرجعي، كنا نتبادل التهاني ونوزع الحلوى فيما بيننا، ونخط الشعارات على الجدران في فجر الاول من ايار بعيدا عن اعين رجال الامن، تلك الشعارات التي كانت تمجد الاول من ايار كرمز لنضال عمال العالم، ونقوم بسفرات عمالية الى ضواحي بغداد للاحتفال بالعيد، وعندما كنا في المعتقلات والسجون، كان للاحتفال طعم اخر، حيث الحلقات الثقافية التي كانت تلقي الضوء على المناسبة، والفعاليات الفنية وتبادل التهاني. هكذا كانت تجري احتفالاتنا بايار في مختلف الاوقات والاوضاع، فلم نكن نترك العيد يمر دون الاحتفال به رغم قساوة الظروف وتعاقب السنين، بحلوها ومرها.
اما احتفالات ايار عام 1959 فلها نكهة خاصة، يتداولها من عاش ذلك العام وساهم في احتفالاتها، ويتناقلها الاجيال عن الآباء وقدامى المناضلين، ذلك الكرنفال الجماهيري الذي لا ينسى رغب تعاقب السنين، ومن الصعب وصفه الان، حينما تدفقت جموع العمال ورفاقهم الفلاحين والاف النساء الاتي كن يزغردن للعمال مشاركة منهن بعيدهم، واصدقائهم المثقفين وابنائهم واخوتهم الطلبة، تدفقت تلك الجموع من الصباح الباكر الى ساحة التحرير والطيران ومقترباتهما في شوارع النضال والشيخ عمر والسعدون والرشيد، يحملون الرايات الملونة والبالونات والعربات المزينة باجمل الزينات، وتتخلل المواكب الدبكات والجوبية، ويرتدي الاطفال الازياء القومية لمختلف ابناء الشعب العراقي، فلم تكن للطائفية والاثنية والمناطقية مكانا في ذلك الوقت، واختلط الجميع، فلا يعرف من هذا اوذاك وانما كان الجميع منصهرين في بوتقة العراق الحبيب، هاتفين للحرية والديموقراطية والسلام، انبهر ضيوف العراق الذين أتوا من اصقاع المعمورة لمشاركة عمال العراق، بل الشعب العراقي احتفالاته. وكم كان رائعا منظر قادة العمال السياسيين والنقابين وهم يتصدرون المواكب ويلوحون بالايدي، للجماهير التي تقف على الارصفة لتحية مواكب اعراس كادحي العراق.
عندما تعود بنا الذاكرة الى تلكم الايام الجميلة، علينا ان لا ننسى الرواد الاوائل للحركة النقابية العراقية، الذين بذروا النواة الاولى لها، والتي اينعت بعد ذلك، واضحت عصية على من يناصبها العداء، وعانوا خلال نضالهم المتاعب والمصاعب، وقدموا جسام التضحيات، كانوا زوارا دائميين لمعتقلات وسجون الانظمة الرجعية الدكتاتورية، فمنذ الايام الاول، لانبثاق الحركة النقابية العمالية، تعرض بناتها الاوائل الى صنوف المطاردة والملاحقة والسجون والمعتقلات والمنافي، ومنهم من استشهد في غياهب السجون وزنزانات واقبية التعذيب، على يد الجلادين، نتيجة نضالهم من اجل تحقيق حياة افضل لابناء الطبفة العاملة، ومنهم من قضى ردحا طويلا من حياته في غياهب السجون والمنافي والابعاد.
عندما يهل علينا العيد، لابد لنا ان لاننسى القائد النقابي الاول الراحل محمد صالح القزاز الذي شكل اول نواة لحركة نقابية عراقية اوخر عشرينيات القرن الماضي، تحت اسم جمعية اصحاب الصنائع في العراق، ولا ننسى القائد النقابي الفقيد علي شكر، اول رئيس لنقابة السكك، حيث قاد اول اضراب لعمال السكك في منتصف اريعينيات القرن الماضي وتعرض الى السجن والابعاد، وقد شارك مع رفاقه الاخرين في تشكيل اول هيئة تحضيرية لاتحاد نقابات العمال في العراق بعد ثورة14 تموز المجيدة، وتعرض الى الاعتقال بعد انتكاس الثورة، ولاننسى القائد النقابي الشهيد البطل طالب عبد الجبار، اول سكرتير لاتحاد نقابات العمال بعد ثورة تموز، واستشهد على يد مجرمي انقلاب شباط الاسود، وضرب مثلا في الصلابة والصمود بوجه الجلادين، ولا ننسى القائد النقابي عبد القادر عباس العياش، رئيس نقابة عمال المطابع،( نتمنى له العمر المديد) والذي انتخب اول سكرتير للمكتب النقابي الذي تأسس عام 1951 مع عدد اخر من المناضلين النقابيين امثال ابراهيم جبوري واكرم حسين وغيرهم، وتعرض الى السجن، واسهم مع رفاقه في تشكيل اول هيئة تحضيرية لاتحاد نقابات العمال بعد ثورة تموز، واعتقل عام 1961- 1962 ابان الحملة التي شنت على الحركة النقابية وقادتها، بتحريض من العناصر الرجعية التي كانت تعشعش في دوائر الامن ايام حكم الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم، واعتقل معه معظم القادة النقابيين منهم القائد النقابي الراحل صادق الفلاحي، اول رئيس لاتحاد نقابات العمال بعد ثورة تموز المجيدة كذلك كليبان صالح العبلي ومحمد غضبان وعاصم الخفاجي وحسين علوان وعلي الغزالي وفاضل البدراوي وطارق السامرائي واخرين، ولا يفوتني ان اذكر القائد النقابي الشهيد علي الوتار من نقابة الميكانيك، والقائد العمالي السياسي الشهيد البطل الياس حنا كوهاري الذان استشهدا في قصر النهاية ايام حكم البعث الاول الفاشي، وايضا الشهداء عباس نعمة الحداد رئيس اتحاد عمال العمارة والشهيد سميع جاني من نقابة عمال السكك والشهيد وكريم حسين من نقابة الموانيء، وعشرات اخرين استشهدوا او رحلوا عن الدنيا، او ما زالوا احياء يلفهم النسيان، ككاظم الدجيلي رئيس نقابة عمال الخياطة وعبد اللطيف بسيم رئيس نقابة العاملين في المصارف وهادي علوان رئيس نقابة عمال الاحذية والجلود وارا خجادور رئيس نقابة عمال النفط والسكرتير العام لاتحاد نقابات العمال وعبد الامير عباس قيادي في نقابة السكك، وجبار حمادي من نقابة عمال السكائر وطه فايق رئيس نقابة عمال البريد وخليل ابراهيم السامرائي سكرتير نقابة عمال المطابع وحسين ناجي من نقابة عمال البناء وغيرهم. فوفاء لهؤلاء الرواد الاوائل علينا ان نستذكرهم ونمجد تضحياتهم ونضالهم من اجل حركة نقابية حرة مناضلة. تحية حب ووفاء لهؤلاء الخالدين من بناة الحركة النقابية العراقية المجاهدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ