الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الرأسمالية هي الرأسمالية والطبقة العاملة هي الطبقة العاملة
سائس ابراهيم
باحث في الأديان
(Saiss Brahim)
2012 / 4 / 27
ملف - المتغيرات فى تركيبة الطبقة العاملة ودورها، والعلاقة مع الأحزاب اليسارية - - بمناسبة 1 ايار- ماي عيد العمال العالمي 2012
كيف أثر التطور التكنولوجي، ثورة الاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات على تركيبة الطبقة العاملة كما ونوعا؟
إن الرأسمالية لم تتغير فهي ما تزال رأسمالية مالية امبريالية تسوق الرأسمال المالي والسلعي، ونقيضتها ما تزال هي الطبقة العاملة التي تنتج الثروات، لكن هناك بعض المستجدات سنتعرض لها فيما بعد بالتفصيل
إن التطور التكنولوجي لم يؤثر على تركيبة الطبقة العاملة. إنه يؤثر على شروط الإنتاج فقط، فالعامل المعاصر ينتج أضعاف أضعاف المرات من مجمل إنتاج العامل في القرنين الماضيين، وبمساعدة المكننة الهائلة المتقدمة، يتضاعف المردود وتتضاعف فوائض القيمة.
وعكس ما يكتبه بعض "البلغاء" من مدعي الماركسية فالإنتاج السلعي الأمريكي والياباني والأوروبي لم يعرف في تاريخه نمواً كما عرفه اليوم، فالآيفون الأمريكي والآيباد والآنتيل والمايكروسوفت وغوغل وياهو وتويتر وفايسبوك والأنواع العديدة من الكمبيوتر وروبوهات الطبخ والسيارات والطائرات والسفن –المدنية منها والعسكرية- والقاطرات والمدافع والدبابات والرادارات والملابس الفاخرة والأدوات الرياضية والأدوات الطبية المعقدة وأدوات الترفيه بكل انواعها والساعات ومواد التجميل والحلي الفاخرة، كلها بضائع أمريكية بامتياز وأوروبية ويابانية تغرق العالم بدون انقطاع، وفائض القيمة ما ينفك يتعاظم باستمرار
إن العلم والتكنولوجيا –لحد الآن- ساعدتا على الإنتاج السريع والدقيق والبالغ الصغر والتعقيد "الهواتف الذكية مثلاً"، ولكنهما لم تعوضا أبداً الطبقة العاملة
إن شركة آبل "التفاحة" مثلاً ً تصنع الآيفون والآيباد والكومبيوترات في الصين بتكلفة ضئيلة، وبفضل فوائض القيمة الهائلة تربح عشرات الملايير سنوياً من عرق العمال والعاملات الصينيات، وهي تغرق أسواق العالم أجمع بمنتوجاتها وتساهم في الهيمنة الأمبريالية الأمريكية على مقدرات العالم، رغم أن دعِيّاً كفؤاد النمري يهرف بما لا يعرف ويصرح بأن الرأسمالية قد انقرضت، فهل تدخل هذه الشركة في إطار نمط إنتاج جديد؟ أم هي هرطقات المتنبي الجديد
إذن لماذا تتناقص اعداد العمال باطراد في دول أوروبا الغربية، أمريكا واليابان؟
للإجابة على هذا السؤال، لا بد من التذكير قليلاً بالتاريخ، فقد احتاجت أوروبا وأمريكا منذ أمد بعيد لأعداد غفيرة من السواعد العاملة : فلاحين، عمال ضيعات، خدم في البيوت... فاستوردت البشر كالدواب، وشكل ملايين العبيد المختطفين من إفريقيا المادة الخام للزراعة واستخراج المعادن والخدمة في البيوت. ومع بزوغ العصر الرأسمالي وتحرر العبيد، عرف العالم الرأسمالي نقصاً في الطبقة العاملة بعد الحربين العالميتين بفعل سقوط ملايين القتلى من جهة، ومن جهة أخرى كانت الطفرة الأقتصادية والصناعية للثلاثين السمان (1950 – 1980)، فاحتاج لاستيراد بضاعة أخرى، كانت هذه المرة هي أفواج العمال المهاجرين القادمين من إفريقيا السوداء والشمالية وتركيا وأمريكا اللاتينية وآسيا
وتحولت قوة عمل هؤلاء الملايين الجدد إلى ثروات خيالية لدول الغرب الأوروبي وأمريكا. لكن المشاكل الإجتماعية كالعنصرية وكره الأجانب، والإقتصادية مع الأزمات الإقتصادية، وفائض القيمة المتناقص بفضل نضالات العمال البطولية وانتزاعهم لأجور أعلى ولساعات عمل أقل ولعطل أسبوعية وسنوية أكثر وتقارب أجور العمال المهاجرين مع العمال المحليين، كل هذا جعل منظري الرأسمالية يفكرون في نمط جديد من الإستغلال.
لقد توصلوا منذ الثمانينات إلى أن الحل هو قلب المعادلة، فعوض استيراد اليد العاملة بأُسَرِها وأديانها وعاداتها وتقاليدها ومشاكلها، وعوض دفع أجور تقارب أجور أبناء البلد، يلزم نقل المصانع إلى البلدان الفقيرة المتخلفة.
وهكذا أنشئ في المغرب وتونس مصانع للنسيج والأحذية والسيارات ومواد التحولي، ثم تحولت الصين إلى خزان عمالي هائل لكل الصناعات الغربية والأمريكية واليابانية وحيث ثمن ساعات العمل اليومية التي تتجاوز العشرة يساوي التراب
إن الرأسمالي هو الرأسمالي، لكنه يتحكم في الإنتاج عن بعد، وقد ضاعف أرباحه مرات عديدة باستغلال جديد يتجاوز في وحشيته إستغلال بدايات النهوض الصناعي الراسمالي
إنه عَوَّضَ استغلال طبقته العاملة المحلية باستغلال طبقة عاملة أجنبية لم تحصل على نفس حقوق الطبقة العاملة الفرنسية أو الألمانية... هذه هي عولمة الإستغلال، أستغلال عابر للقارات. وهكذا نجيب على سؤالنا. تناقص أعداد العمال في أوروبا وأمريكا لا يعني غياب نمط الإنتاج الرأسمالي السلعي ولا ضعفي، ولكنه يتمثل في أن كل عامل أوروبي أو أمريكي عُوِّضَ بعشرة أو عشرين عاملاً صينيا أم مغربيا أو تونسيا
وحتى الفلاحة لم تسلم هي الأخرى من هذه العولمة الإستغلالية، أن الدول الغنية تكتري أو تشتري أراض شاسعة في إفريقيا ودول المغرب وأسيا وأمريكا اللاتينية لتحولها إلى أراض زراعية حيث المنتوج خاضع لطلبات سوقها المحلية، لكن الإنتاج والتسويق يتم بيد عاملة محلية رخيصة الثمن
البطالة آفة اجتماعية واقتصادية كبيرة جدا في العالم العربي، كيف يمكن مواجهتها وإيجاد الحلول المناسبة لها؟
تقسيم العمل على الصعيد الدولي، جعل العالم العربي يعتمد في المطلق على الزراعة وتصدير المواد الأولية وبعض الصناعات التحويلية كالعصائر بأنواعها والطماطم والمربى، وحتى النسيج –فخر الصناعات العربية- في الستينات والسبعينات فقد استعاده الغرب الأمبريالي بعد أن كان قد تخلى عنه لصالح دول المحور –حسب مصطلح سمير أمين-
وتحولت البرجوازيات الصغيرة العسكرية التي وصلت إلى الحكم منذ الستينات من القرن الماضي إلي برجوازيات مترهلة مرتبطة بالرأسمال العالمي، وبذلك تخلت عن أحلامها في التصنيع وفشلت في مخططاتها الرباعية والخماسية من أجل إرساء نسيج صناعي وطني محلى فأقفلت مصانعها تباعاً ووكلت أمرها للغرب (الجزائر أنصع نموذج على ذلك)، وتعطينا الأدبيات الماركسية عن : التطور المُعاق، دروساً ثمينة لفهم هذا العجز المركب عن النهوض الصناعي في جنوب البحر الأبيض المتوسط.
تذكروا جميعاً جهود محمد على لتصنيع مصر، وتذكروا استعمارها من طرف فرنسا التي فرضت على محمد على إيقاف صناعة الصلب والسفن والنسيج وحتى منتجات الألبان
إن موطن الداء كامن في الأنظمة المتسلطة على رقابنا، لكنه كامن أيضاً في الهيمنة الأمبريالية التي تحمي هذه الأنظمة من أجل تأبيد وضع بلداننا وشعوبنا كمجرد مستهلكين
إبان الحرب العالمية الثانية هربت مئات الشركات الصغيرة والوسطى الفرنسية من أمام المحتل الألماني، حيث لجأت إلى مستعمرات فرنسا في إفريقيا الشمالية. مما نتج عنه نشوء طبقة عاملة قوية في المغرب في الخمسينات، وظهور قلاع عمالية في مدن كالقنيطرة والدار البيضاء والمحمدية والرباط، وحيث عرفت نقابة الإتحاد المغربي للشغل غداة تأسيسها، خصوصاً في سنة 1957 أكثر من 600 ألف منخرط. لكن المغرب الآن بفعل النظام والأحزاب التابعة له يتوفي على أكثر من عشرين نقابة، منخرطوها جميعاً لا يصلون إلى خمس عدد المنخرطين العمال في 1957
إن القضاء على البطالة
سياسي بالدرجة الأولي : التخلص من الهيمنة الأمبريالية
صناعي بالدرجة الثانية : خلق صناعات محلية تستجيب لمتطلبات السوق المحلية وتحافظ على البيئة
ثم علمي، اقتصادي، اجتماعي وتنموي يعتمد الطاقات والحاجات الوطنية والإقليمة وهذا يقتضي القضاء على هذه الأنظمة العفنة، القديمة منها والحديثة الجاثمة على صدور شعوبنا
لماذا لم تحقق الثورات العربية أهدافها لصالح الطبقة العاملة والجماهير الكادحة التي كانت القوة الرئيسية لتلك الثورات؟
لأنها بكل بساطة وكما قلت في مداخلتي في ملف "حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي" المعنونة بـِ "الربيع العربي يستحيل خريفاً .. الدين واليسار والصراع الطبقي : المغرب نموذجاً" لم تكن ثورات، لقد احتواها الغرب الأمبريالي واستدعى إلى الحكم طغماً فاشيستية لا تختلف طبقيا عن الحكومات السابقة
كيف تقيم العلاقة بين الأحزاب اليسارية والطبقة العاملة ومنظماتها ونقاباتها، وهل لعبت تلك الأحزاب دورا في تقوية النقابات العمالية؟
الغياب شبه التام للعلاقة بين هذه الأحزاب والطبقة العاملة
هيمنة البيروقراطية العميلة للأنظمة على النقابات
تدني مستوى الوعي الطبقي لدى العمال، وحتي المنقبين منهم
ليس هناك في السنوات الأخيرة تقوية للنقابات، على العكس هناك إضعاف واتنظارية قاتلة
أغلبية النضالات البطولية تنظم خارج النقابات (نموذج المغرب مثلاً)
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أب في غزة يحمل جثمان طفله الذي قتله القصف: منصور قوم جبتلك ش
.. غارتان على ضاحية بيروت بعد -تحذير إسرائيلي بالإخلاء-
.. مراسل العربية: غارة إسرائيلية ثالثة تستهدف حارة حريك في الضا
.. منشور على إكس يجبر رحلة أقلعت من دلهي إلى شيكاغو على الهبوط
.. كوريا الشمالية: انضمام 1.4 مليون شاب إلى الجيش هذا الأسبوع