الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عطالة القِوى

عمار مها حسامو

2012 / 4 / 27
ملف - المتغيرات فى تركيبة الطبقة العاملة ودورها، والعلاقة مع الأحزاب اليسارية - - بمناسبة 1 ايار- ماي عيد العمال العالمي 2012


ربما كانت قوّة العطالة التي عبّر عنها نيوتن في أبحاثه الفيزيائية وهي مقاومة الجسم الساكن " القابل للحركة " والجسم المتحرك للحركة من أسُسس بناء علم الفيزياء " الستاتيك والديناميك " على خلاف عطالة القوى المجتمعيّة " البطالة " التي تكمن بعطالة أفراده القابلين للحركة والمتحركين التي تساهم في هدم المجتمع و قواه .
ظاهرة اقتصادية واجتماعية تختلف أسبابها بين التعليم والاقتصاد و الموروث الثقافي والديني تؤثر سلباً على الفرد و المجتمع وعلى كافة الأصعدة .
يقول الدكتور عصمت سيف الدولة في كتابه نظريّة الثورة العربيّة : إن الشعب العربي البالغ مائة مليوناً تقريباً يستطيع أن يفرز من بين أبنائه من المثقفين و المتعلمين و العمال المهرة أكثر من العدد الكامل لكثير من الشعوب الأوروبيّة المتقدمة ، هذا واقع يجهلونه أو يتجاهلونه وقد كانوا يستطيعون أن يعرفوا من الإحصائيات المتاحة أن الشعب العربي من خريجي الجامعات و المعاهد العُليا المتخصصة ؛ فقط ، ما يزيد عن عدد الصهاينة في إسرائيل رجالاً ونساء وأطفال. حربنا الآن ليست مع إسرائيل والطاعون فقط ، بل حربنا أيضاً مع الأمراض المجتمعية المنتشرة في مجتمعاتنا .
مع استمراريّة اعتماد مبدأ التلقين الفكري والعلمي و الاعتماد على مبدأ التلقي فقط دون التحليل و التجربة في مجال الإعلام و الدراسة يستمر العقل العربي بالتوجه نحو الجمود و التحجر دون تفكير أو تحليل بالإضافة إلى سحق القدرات و المواهب الكامنة مع اعتماد الدراسة الأكاديمية البحتة ، فالجامعات تحتاج إلى مخابر ومراكز علمية تناسب الواقع العلمي و إن ملكت فإنها تكون ذات وسائل بسيطة ، غير متطورة و بعيدة عن مواكبة الحداثة العالمية .
إضافة إلى كثافة المناهج الدراسيّة التي تحول دون البحث العلمي النابع بدافع ذاتي ، و تحول المؤسسة التعليمية إلى مؤسسة تجارية ، فانتشار الجامعات و المدارس الخاصة و وصول المدرس إلى صفه منهك يغلبه النوم بعد أن أطال في سهرته باستضافة الطالب الخصوصي تزامناً مع تدني مستوى المعيشة وعدم تناسب المجهود مع المرتب الشهري أدى إلى استهتار واضح بأداء العمل ، فكان سبب لتراجع المستوى العملي و العلمي ، فالفشل الدراسي و إفلاس المعامل .
انتشار التنقنيات الحديثة التي نستيطع الاستعاضة بها عن المهن اليدوية و اليد العاملة ، تلقيناها من الدول المُصنعة ، مع إدراك بسيط لآليّة عملها و انتاجها ، ننتظر صدور الانتاج الأحدث الذي قد نحصل عليه بعد عدّة سنوات من انتاجه ، فيتجه البعض إلى استقدام العاملين من الخارج حيث الخبرة و الكفاءة ، الاستعاضة عن عدد كبير من الأيدي العاملة و الاستفادة من التكنولوجيا لم تكن سبباً أساسياً في انتشار البطالة ، بل لها دور إيجابي في الانتاج من حيث اختصار الوقت و التكلفة و تفادي الأخطاء الإنتاجية ، لكنها قد حوّلت العقل و الإنسان العربي إلى نسخة كربونية عن تلك الآلات التي أعدّها الإنسان الغربي .
التعامل مع المرأة على أنها إنسان درجة ثانية عندما احتل الرجل الدرجة الأولى دون أي منازع ، فلا يحق لها التقدم في الدراسة أو الخروج للعمل ، أي أن تدخل إلى عالم الحداثة المجتمعية كي تبقى رهينة المهام المنزلية و ليلة الخميس ، عندها سيكون نصف المجتمع عاطل عن العمل والتقدم .
البطالة ستؤدي الى أمراض نفسية لن تطال الفرد وحده بل جميع أفراد المنزل و بالتالي المجتمع ، تُكرّث الفقر والحاجة فالسرقة و النشل .
يجب علينا إعادة بناء هيكيلة النظام التعليمي و الوظيفي لترميم الفرق بيننا وبين العالم الخارجي و دخول دائرة المنافسة معه في الإنتاج و التطور العلمي ؛ و التشجيع على البحث العلمي والتوجه نحو مشاريع عمل صغيرة و متوسطة مع تقديم كامل المساعدات و فتح أبواب فرص العمل أمام الجميع دون استثناء و خاصة المرأة مع وجود قوانين وعوائد تحد من نشاطها في المجتمع ، كي يكون المجتمع قادراً على أن يتخلص من كافة الأمراض .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة يدعو الدول العربية لاتخاذ موقف كالجامعات الأمريك


.. 3 مراحل خلال 10 سنوات.. خطة نتنياهو لما بعد حرب غزة




.. جامعة كاليفورنيا: بدء تطبيق إجراءات عقابية ضد مرتكبي أعمال ا


.. حملة بايدن تنتهج استراتيجية جديدة وتقلل من ظهوره العلني




.. إسرائيل تعلن مقتل أحد قادة لواء رفح بحركة الجهاد