الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يقتل الانسان؟؟؟؟

شاكر الخياط
كاتب ناقد وشاعر

(Shakir Al Khaiatt)

2012 / 4 / 28
الادب والفن


"لسنا ننشد عالماً لا يُقتَل فيه أحد، بل عالماً لا يمكن فيه تبرير القتل "
ألبير كامو

هذه المقولة الرائعة والبعد الفلسفي الانساني الاخلاقي الذي تحمله بين ثناياها تجبرني على ان اقف بكل اجلال واحترام لقائلها العبقري الكبير "البير كامو"...استوقفتني هذه العبارة كثيرا منذ زمن وكنت اعتبرها شعارا ومبدءا لي تقريبا، وبالتاكيد فانا متمسك بهذا القول او مايشابهه على ان يصب في (اللاقتل) لاي سبب كان..وبعد احداث 2003 وماتعرض له العراق من شماله الى جنوبه ومن غربه الى شرقه وماكنة القتل المستوردة التي تعمل بايادي (للاسف عراقية) والتي طالت كل شرائح المجتمع دون استثناء في حوادث وجرائم لم يعهدها العراقيون من قبل، الامر الذي جعلني افكر واتامل كثيرا في البحث والتمحيص..اذا كان الظرف هو السبب ترى لماذا لم يشملني ذلك سلبا؟ او اذا كان السبب هو "الاحتلال" كما يدعون، فهو بالتاكيد قد شملني مثلما شمل الاخرين، واسباب وتعليلات وتبريرات لم ار لها مبررا او حجة تنقذ القتلة من تجريمهم او تجد لهم مبررا لفعلتهم... وانا في طريقي لكتابة هذا المقال، تذكرت لوحتين كان قد رسمها الفنان الرائع مايكل انجلو لشخص يمثل البراءة في صورة طفل، وصورة لشخص يمثل الاجرام في صورة قبيحة تبرز كيان وهوية وسمات المجرم القاتل ...الذي ادهش انجلو بعد حين هو ان الصورة الاولى التي كانت رمزا للبراءة متمثلة في طفل رضيع هو نفس الشخص الطفل البريء في الصورة الثانية التي تمثل الجريمة والمجرم....بالتاكيد ودون ادنى شك لم يكن الطفل قد ولد وهو مجرم انما هناك من دفعه الى الجريمة بين الصورة الاولى والثانية زمن من التقلبات والدوافع التربوية التي تغير سلوكيات الاشخاص ومايجانبها ايضا من مستلزمات كثيرة ليس لها حصر او عد، حتى اصبح القتل والجريمة الوانا وافعالا اكتسبت الوانها واشكالها من طرق التفكير لاناس اوغلوا في الجريمة الى الحد الذي اجازوا لانفسهم صلاحية الاجرام وايضا لدواع ودوافع كثيرة.....
مهما كانت التبريرات والحجج وحتى وان اجازها دين او قانون او عرف باي شكل من الاشكال فانا اقف بالضد منها ولا ارتضي لنفسي ان اسمح باي حال من الاحوال بجواز وتبرير ذلك واعتبره منافيا للتحضر والمدنية..واتراصف بكل ما اوتيت من قوة وفعل مع "كامو" في عدم تبرير القتل، وهذا العالم الذي ليس فيه تبرير للقتل يجب ان ينشأ منذ السن الاولى للاطفال ومنذ الحضانة او الروضة...وهو واجب اخلاقي وحضاري سيدفع بالمجتمع الى حالة من التغيير ستؤدي بالنتيجة الى رقي ما بعده رقي...وفي تصوري ان حجم التطور الذي سيصيب المجتمع وفي كافة الجوانب سيتاثر نتيجة لتلك التربية والتوجيه السليم الى ثقافة " اللاقتل" وتحت أي مسمى سيتاثر وبشكل ايجابي وملحوظ وفي سنوات قليلة لاتتجاوز العقدين تاثرا بالغا سيكون ميزة من ميزات المجتمعات الراقية..
ان عدم تبرير القتل لن يدع لاحد في يوم ما ان يقتل، ولاي سبب كان، لكن اذا كان النشء ينهض ومنذ اولى سنواته على ثقافة تدفعه الى جوازات القتل المبرر دينا قبل ان يبرر اخلاقا وعرفا فكيف سيؤمّن المجتمع تربية تتقاطع وما نشأ عليه الاولون؟ سؤال حيرني ليس الان..انما منذ الصغر ولم استطع طرحه في أي محفل لانني محاط باطر مشروعة تجيز وتبيح لكثيرين القتل...لازلت ابحث عن حل او عن جواب لسؤال بسيط جدا.. " لماذا يقتل الانسان؟؟!"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز الخيّاط
رعد الحافظ ( 2012 / 4 / 28 - 15:57 )
ألبير كامو / الفيلسوف والمسرحي والروائي الفرنسي المولود في الجزائر
والذي شارك في مقاومة النازية التي إحتلت بلاده ثم إشترك مع جان بول سارتر في إحدى الصحف والحائز على جائزة نوبل للأدب كثاني أصغر مّن نالها
والذي عرفناه جميعاً من خلال روايته الطاعون / كان يقدّس الحياة ويعلم معناها الحقيقي
لا عجب أن يستشهد بمقولاته شاعر فراتي عراقي مثل شاكر الخياط
تحيّة لإبداعاتكَ في زمن بؤس بلدنا العزيز ,الذي يُقتل فيه الإنسان ليس فقط بسبب خصومة سياسية , بل وصل الأمر لمجرد تخويف الآخرين
لكن مع ذلك , لن نفقد الأمل بنهوضه مجدداً , وبوجودكم


2 - عزيزي الأستاذ شاكر الخياط المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 4 / 29 - 15:21 )
كانت أولى جرائم القتل كما تذكر الكتب المقدسة جريمة قايين أو قابيل بحق أخيه هابيل
وما زال التوحش متسلطاً على الإنسان ، كل ما تغير الأدوات فحسب
أعتقد أنه لا ينقصنا أنبياء ، ولا ينقصنا تعاليم مقدسة فعندنا الكثير لدرجة التخمة منها ، ما ينقصنا هو تطبيق الوصايا ، أو القانون ، نحن نعيش في غابة يسودها قانون البقاء للوحش الأقوى . وهكذا يموت الكثيرون من الأبرياء ، ويتشوّه آخرون ، ويتيتّم أطفال ، وكلما زاد تعقيد الكون ومشاكله ازدادت معه مشاكل الإنسان ولجأ للعنف أكثر
نتمنى أن تنتشر ثقافة السلام والحب بين الناس فعلاً لا قولاً وهذا يبدأ الطفل يتشربه من بيته ثم مدرسته .
مقالك عامر بالإنسانية وتساؤلاتك أرددها مع حضرتك
ولو سمحت لي برأي فأنا أجد أن الرياضة والموسيقى الحلّان الأكيدان لزرع الإنسانية في النفوس والعقول مع دعمهما بالتربية الواعية في البيت والمدرسة
أطيب تحية أرجو أن تتقبلها وشكراً


3 - الاعزة لندا ورعد
شاكر الخياط ( 2012 / 4 / 30 - 10:46 )
بكل الحب احييكم متمنيا لكم دوام السعادة والامان....اتمنى ان نلتقي يوما
احبائي...ليس هناك اسعد ممن يتواصل مع الناس فكيف بالذي تتواصل الناس معه؟! لقد جعلتموني اسعد مايكون بهذه التعقيبات الجميلة والاطراءات الشفافة...اتمنى ان تقرأوا موضوعي القادم والذي اعتقد ان فيه مايتوائم ودواخلكم النظيفة...تحية اليك العزيزة كابرييل والعزيز ابو سيف الحافظ.....تقبلوا مودتي


4 - من يقتل لم يكتشف بعد بأنه انسان
سيلوس العراقي ( 2012 / 4 / 30 - 11:35 )
السيد شاكر
تحية
ان من يقتل لم يكتشف بعد كونه انساناً، تقديري لمقالك


5 - الاستاذ العراقي المحترم
شاكر الخياط ( 2012 / 4 / 30 - 21:39 )
اشكرك على مرورك اللطيف هذا والمعبر في مختصره المفيد...بالتاكيد اوافقك الراي ايها الكريم.....تقبل مودتي

اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي


.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب




.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?