الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صديقي القناع 4

كريم الثوري

2012 / 4 / 28
الادب والفن


صديقي القناع 4

لقد وجهت آخر حديثي إلى ميت / نيتشة

لم تكن الأحداث تجري بغير توقعاتها ، يُشعرك المُسترخي بنشوة تشبه القشعريرة التي تطبعت اليوم ولم يعد من مزيد، المرويات تناسلت فتمكنت بطرقها المُطمئنة ما فسح لليقين أن يكون يده الطولى ، ما يُدهش أبعد من ذلك ، ما يحدث اليوم له أكثر من وجهة ومسار ، عليك مقايضتها جميعا بطاقاتك البدائية المشحونة بالبدائل ، بت بعشر رؤوس كل رأس له ما يبرره بالنيابة عنك ، أن تختار يعني تفسح لجميعهم مساحة أكبر في وقت قياسي ، ترسل بلمسة زر أقوى الحجج ، أقربها لطقوس ، لا تعرف كيف نمت فتطاحنت وأفرزت أنضجها...


***
الطريق إلى ما لا تفهم ولا تقدر عواقبه ، نوع من أنواع المعارضة النوعية في معاقبة الآن بعد أن تخلى عنك ، كيف تعيد المجد طواعية لتركع الجواري تحت قدميك رغم أنف التاريخ ؟ ، كأنك معنيٌ بمحاسبة الذي لا يرحم ولا يقدر ما آلت إليه تصاريف الحياة ، ولا يدعك بحالك ، المشاكسة هنا ليست لها وجهة محددة ، بل هي امتداد لبناء ذو أساسات أفلتت من وحدات القياسات الطبيعية ، المبارك المقدس في دمك لم يدعك لمراجعة يجعل من حضورك يتنامى وحركة التاريخ
الطريق إلى مالا تفهم ولا تقدر عواقبه ، يشمل جميع الذين يتجاوبون بضمائرهم ويخالفون بأفعالهم ، لذلك غدت الثورية نوع من العار ، أو ما يشبه ذات الترنيمة التي أثبتت الأيام فشل مصاديقها ، ولم تُبقِ غير فكرة قائمة ، نستند عليها في مفاهيمنا ونخالفها في أفعالنا ، ليس الأمر بهذه البشاعة فقط ، بل وتحرمك متعة التواصل مع الحياة ، فما عليك بعد ذلك غير أن تكون سرياليا ، متصوفا ، أو سمسارا تعرف التوقيت المناسب لكل حركة في حدود الزمان والمكان
يقهرك الذين هيأتهم الثقافة فطعنوها في أقرب مثاقفة ، لكنهم مازالوا يتفننون في لغة المصطلح لغاية في نفس يعقوب... قضاها

****
ماذا لو اكتشفت أنك على خطأ ؟
نيابة عن نفسي لا أصرح بذلك علانية ، فَقُراء جريرتي يعانون نفس المشكلة الطاعنة في النرجسية ، ليس بمقدور الواحد منا غير أن يتبختر بكونه إبن أمه وأبيه ، عادة جُبلت بطينتنا ، حتى أن الحركة النقدية عندنا تسير على قدم عرجاء ، فالنقد وهو النقد بات مرتعا للاخوانيات والكلام الحَسن ، فكم من ناقد ارتاح لشخص المنقود قبل نصه ، وكم من متلقي لا يحب أن يرى غير ما يرغب في مشاهداته ، كل ذلك وغيره جعلنا نكرر ذواتنا بطريقة مرعبة ، حتى بات النشاز فينا مطعونا أصوليا مشكوكا ولاؤه ، وكأننا خلقنا لنكون في دوائر يخالف بعضها بعضا ، مكتوب عليها في النصوص المحفوظة خاصيتنا ، الراحة كل الراحة في عدم الاقتِراب ...

*****
في حوارات عقيمة بين رجال من أهواء مختلفة ، كان المعروض فكرة شرسة ، ( الرجل المثلي ) ، اشتغلت المدارس الأصولية في عرض بضاعتها كلا على طريقته ، قال أحد المثليين ، هل تشعرون بما نشعر قبل الحكم علينا ؟
كانت الأحكام جاهزة وقطعية ، كنت على ثقة بأن ضمائر الجميع تطلب في صفاء قراراتها الإنصات لهذا الرجل الذي أعوج يوما ويعاني لأسباب يجد نفسه حشر في أسودها ، ولولا رغبته في أن يكون إنسانا يجري حوارا آدميا بدون مقدمات ، لما وجد في حضرات / الأسوياء / لم يكن الأمر يتطلب غير الإصغاء ، لكن هذه اللغة التي لم نتعود عليها جعلته ، جعلتنا نغض الطرف عما لا نحب ولا نرغب حسب قواميس وأعراف / نعتقد جازمين / بأنها على حق
من أين جاءت هذه العصمة ؟ ما يُعرف بالمنطق السليم
ومن يقود المنطق السليم ؟ ما أتفق عليه الخواص وشرعنوه فقها مقدسا، هكذا وجدنا أنفسنا وأبائنا وأجدادنا...
عندها أقفلنا حواسنا عن لغة الإصغاء قبل الحوار والمثاقفة ، وإن حاورنا فالنتائج مُسبقة ،عندها تحول الجدل إلى جدال ، وهذا ما نرى ونلمس في عدم انسجامنا مع آليات عصرنا...

******
ماذا يحصل لو لم يكن كما توقعت ، هل تقول آسف وتعيد ترتيب أوراقك؟
لا يمكن ذلك فالعربي بطبعه وطبيعته إمّا غالب أو مخذول متواري ، مُنكَّس الرأس
إذن هل يبدو هذا الباب المفتوح هنا وسيلة للتغير ؟ أستبعد ذلك فهو ليس أكثر من بوابة لتنفيس الاحتقان الذاتي وعجزا من مواجهة الحياة والتخطي
ما نراه ونلمسه في الجسد الثقافي خاصة أنه من أشد الأجساد فصاما وشيزفرينيا
لذلك فليس من وجه الغرابة أن يكون الثقافي يعزف على لحن لا يفهمه غير صداه والآنين حتى قال أديب سبعيني يعد الآن نجما لامعا : أنا أسعى لكي لا يفهمني أحد ، فصفق له الجميع مبهورين وحذوا حذوه ( بدون علامة تعجب )
فمن منا لا يصفق اليوم لكي لا يندم غدا ، أم أن مصفقي اليوم هم ذاتهم مصفقي الأمس ؟
التصفيق ذاته يشعر بالخجل وقلة الحيلة ، فليس بمقدوره أن يمنع الشعور قبل اليدين أن لا يكون مجرد هواء في شبك
قيل لمصفق يوما لماذا تصفق فأجاب : وجدت نفسي هكذا منسجما مع موقف بهرني فانفلت عقال حيلتي
لكنه لا يعلم بأن من صفقنا لأجله ينمو ويعتاش على تصفيقنا ، ما يلبث أن يتحول لديناصور كاسر يبتلعنا يوما ، ويصادر هتافاتنا ، لمصلحته الذاتية الضيقة
تلك الحالة المزرية في ما وصلنا إليه... ونقطف ثماره
للحديث صلة...
كريم الثوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل