الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توقف الفلسطينيون، فمتى سيتوقف الإسرائيليون؟

فايز صلاح أبو شمالة

2005 / 1 / 26
القضية الفلسطينية


كل الدلائل تشير إلى ارتياح بال الإسرائيليين، واستقرار أمنهم بعد نجاح أبي مازن في توفير حالة غير مسبوقة من الهدوء الذي مكّن رئيس الوزراء الإسرائيلي من التبجح بذلك في بلدة (سديروت) الإسرائيلية، بل والتهديد باستخدام القوة الغاشمة في حالة تكرار تساقط القذائف الفلسطينية الصنع على البلدة، بما في ذلك قصف مدن فلسطينية بالطائرات كما وصف ذلك (زئيف شيف) في صحيفة هآرتس، فهل هذا الحال ما يريده الإسرائيليون؟ هل يريدون الطاعة والخنوع، وشهادة حسن سير وسلوك فلسطيني، والإعراب عن الخضوع؟ هل يريد الإسرائيليون أن يتعود الفلسطينيون الصبر إلى حد استخذاء شفقة الإسرائيلي، الذي سيدرس الجانب الإنساني في كل الأمر؟ هذا ما تشير إليه الممارسات الإسرائيلية حتى الآن، وهو ما لا يشجع المترددين في تأييد خطوة التهدئة، وهو ما يكسب حماس وأخواتها في المقاومة الجولة الأولى من معركة الصبر والترقب، والتحفز لجولة قادمة.
أسبوع من الهدوء والاطمئنان، والأمن المطلق للإسرائيليين، ولم يشعر الفلسطينيون في المقابل بالأمن، أو ما يوحي بتغير الحال عما كان عليه سابقاً، فلم يعبر الناس الطريق من خان يونس إلى غزة دون تفتيش، وفحص، وعرقلة حركة، ولم يسافر أصحاب المصالح إلى خارج الحدود المحاصرة، ولم تعبر المنتجات الفلسطينية من وإلى الضفة الغربية، وما زال شبح الجرافة يربض على الأشياء، وما زالت الدبابة تتجول حول البيوت المحاصرة بالفزع، وكل ما سبق له علاقة فقط بالبعد الإنساني دون الاقتراب أو الاحتكاك بالمطالب السياسية، فإذا كان المواطن الفلسطيني قبل اليوم يحتمل كل الإيذاء الإسرائيلي وفي داخله رضا، ويقنع نفسه بأن هناك إطلاق نار ولو محدود يهدف إلى تحقيق مصالح سياسية فلسطينية عليا، وهناك مقاومة، وهناك مواجهة يومية صغيرة أم كبيرة، ولكن بعد أسبوع من الصمت لا يحتمل المواطن الفلسطيني أي إعاقة وإيذاء على المعابر، وإذلال خلع الملابس، والتعري في البرد، بعدما تم وقف إطلاق النار، لقد كان المبرر الإسرائيلي بأن ما يُمارس على الحواجز ردة فعل على إطلاق النار الفلسطيني، وقد توقف إطلاق النار دون أن يتوقف منهاج الإذلال للفلسطينيين، إن استمرار ذلك يعطي إلى موقف حماس وأخواتها في المقاومة نقطة ترجيح على دعاة التهدئة.
ما زالت الأفعال الإسرائيلية على الأرض تشير إلى أن أبا مازن كان يجوب ليل غزة وحيداً، ودون دراية الإسرائيليين بالأمر، بينما التصريحات الإسرائيلية اللفظية كلها تشير إلى الفرح العارم بما تحقق حتى الآن، وأشادوا بكفاءة الرجل في التهدئة، ولم يبق مسئول إسرائيلي واحد لم يدل بتصريح يشيد بوقف إطلاق النار، ولكن دون أن يتحقق للفلسطيني المقابل لذلك.
فهل سعى الإسرائيليون إلى تحقيق ما تمنوا من تهدئة، ليبدأ التفاوض من حاجز المطاحن وحتى نصل إلى 28 سبتمبر2000 إلى أقصى حد بعد عشر سنوات كما قال يوماً إتسحاق شامير رئيس وزراء إسرائيل الأسبق؟.
لقد انشغل العالم بوقف إطلاق النار الفلسطيني، ولم يتحرك أحد لوقف إطلاق النار الإسرائيلي على الحواجز والمعابر، فإذا كانت هذه هي البداية، وهذا هو الطريق الذي سيسلكه المفاوض الفلسطيني أمام الإسرائيليين، فإن الهدوء الذي تشهده الساحة هو هدوء مؤقت، وستدفع الممارسة الإسرائيلية المدروسة حمائم شعبنا إلى تشجيع خيار المقاومة قريباً جداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد سيطرة إسرائيل على معبر رفح وما موقف القاهرة ؟| المس


.. أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا




.. انتفاضة الطلبة ضد الحرب الإسرائيلية في غزة تتمدد في أوروبا


.. ضغوط أمريكية على إسرائيل لإعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات




.. قطع الرباط الصليبي الأمامي وعلاجه | #برنامج_التشخيص