الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات العراقية..ونعمة النسيان !

أمجد الرفاعي

2005 / 1 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نقلت لنا وسائل الإعلام المتنوعة،قبل فترة وجيزة، خبرإضراب(صدّام) ورفاقه عن الطعام داخل سجنهم.ثم جرى الحديث،وبكل جدية!،عن التعذيب والمعاملة السيئة وانتهاكات حقوق(الإنسان)التي تتعرّض لها هذه الزمرة،فظهر الأمر كما لو أن الحديث يدور عن مجموعة من المناضلين المدافعين عن شعبهم ووطنهم،وليس عن زمرة من المجرمين القتلة داست شعبها،ودمّرت وطنها،ونهبت خيراته، دون أي وازع من ضمير.

والظاهر أن الشعب العراقي(أو بعضه)مثله في ذلك كبقية الشعوب العربية ،سريع النسيان،وذاكرته شديدة العطب.فقد بات منساقا وراءإعلام أسود مشبوه يتحدث عن المعاملة(السّيئة)التي يلقاها (صدّام) وزمرته داخل سجنهم،ناسيا أو متناسيا أن هذا الـ(صدّام)كان في يوم من الأيام الوحش الذي لايرحم ،والقاتل الذي لايروي ظمأه إلا الولوغ في دم ضحاياه .

ويتناسى هذا الشعب الطيب عديم الذاكرة كيف كانت سجون البعث الصدّامي الفاشي أمكنة للرعب والتعذيب الوحشي ،وكيف كانت تكتظ بالمساجين السياسيين ومعتقلي الرأي ،لدرجة أنه لم تكن هناك مساحة كافية في بعض السجون إلا للوقوف طوال اليوم على قدم واحدة!..وكيف كان الجلاد يقتل العشرات يومياً كي يوفر مساحة كافية للقادمين الجدد!.

نسي الشعب الطيب(أو بعض منه)جرائم النظام السابق وأصبح كل همه محصوراً اليوم في الاستفسار أو الاطمئنان عن صحة فلان أو علان من الرموز المتوحشة القابعة خلف الأسوار بانتظار محاكمتهم العادلة،تلك المحاكمة التي لم يحظ بها من شاء حظه العاثر أن يقع في براثنهم حين كانوا في السلطة يتجبرون.

هذا من ناحية.ومن ناحية أخرى فإن(بعضٌ)من الشعب العراقي يتطلع إلى الانتخابات المقبلة بشيء من التحفظ والبرود،إن لم نقل ببعض السخط ..ويبدي(رأيه)بعدم ثقته بهذه الانتخابات،وعدم ثقته بمرشحيها جميعهم.
وهو بهذا الرأي يرفس النعمة التي ساقتها له الأقدار،ويتكبر على انتخابات لم يكن ليجرؤ على أن يحلم بها لو بقي (صدّام) وزمرته في الحكم.
وبذلك،فهؤلاء البعض يتناسون أو ينسون -لافرق -تلك الأيام السوداء حين كان (صدّام) يفوز في انتخاباته واستفتاءاته بنسبة المائة في المائة الشهيرة.
ويتناسون أيضا تلك الأيام التي كان فيها بعض السذج يعتقدون بأن لهم(رأيا)ليكتشفوا بعدها هول الخطأ الذي وقعوا به، ولكن بعد فوات الأوان،وبعد أن يقص لهم فدائيو صدّام ألسنتم الطويلة،أو يسملوا عيونهم،أو يقطعوا آذانهم..

ومن الطبيعي أننا لانخاطب في هذا المقال فلول( صدّام) وحلفاءهم من زرقاويين وتفجيريين وقاطعي رؤوس ومن لفّ لفّهم.فهؤلاء على مايبدو يتمتعون بذاكرة طيبة.ويحنّون إلى تلك الأيام السعيدة حيث كانوا بحماية (صدّام) يسرحون ويعربدون ويبرطعون على هواهم.
نحن هنا نخاطب المواطن العراقي البسيط،المضلل،والذي تصوره قناة (الجزيرة) وكأنه يحنّ إلى أيام (صدّام)وزمنه.ونذكّره إن نفعت الذكرى ،بأن مآل( صدّام) و"زلمه"هو مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم.وأن المستقبل هو للعراق وشعبه وخياراته الديموقراطية.وبأن أول خطوة بدأت باسقاط نظام البعث الصدّامي وأن الخطوة التالية الضرورية باتجاه تحقيق الحلم العراقي هو في الاقبال الشعبي على الانتخابات القادمة.والاختيار الحر الواعي لممثلي الشعب الأفضل.

ومن يمثل الشعب العراقي أفضل من أبنائه الذين تحمّلوا من عسف واستبداد النظام السابق الشيء الكثير.
والذين بعد أن ساهموا بتخليص بلدهم من الطاغية السابق،يدعون اليوم في قوائمهم الانتخابية إلى تحقيق المصالحة بين كافة القوى الوطنية وإلى نبذ الطائفية والمذهبية والعشائرية.ويدعون إلى محاكمة الرموز السابقة محاكمة عادلة،وانزال القصاص الملائم لجرائمهم،كما يدعون إلى خروج المحتل الأمريكي فوراً ،ودون إبطاء،كي يعيد شعب العراق بناء بلده بنفسه.

لكن وبكل الأحوال على الشعب العراقي دوما أن ينفض الغبار عن ذاكرته وأن لاينسى، وهو يرى سلبية هنا أو خطأ هناك في أداء الحكومة الحالية أوالحكومة المقبلة،نظام القتل والهمجية الذي كان،نظام الإغتصاب وقطع الألسن والمائة في المائة.
إياك أن تنسى أيها الشعب العراقي الطيب...هل ستنسى؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال