الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن تاريخ وطني منجز

ابراهيم زهوري

2012 / 4 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


المعركة الحقيقية التي كانت تدور رحاها وما زالت هي بين بنى ذهنية متقابلة وغير متكافئة ومختلفة كليا في آليات عملها العقلية وفي استنتاجاتها التمامية , الأولى وهي من النوع ( الصدّامي ) تحكمها استيهامات الأسطرة وقوة تلبس خرافاتها المرضية الخارقة التي لاتعرف حدودا لتقديرالواقع الملموس وطرق معالجته نحو الأفضل , ويبدو أن تاريخ الهزيمة الذي ورثناه رغما عنا لم يمنحنا الفرص الكافية والمقنعة لاستخلاص العبر وتلمس الطرق المناسبة للخروج من عنق زجاجة التخلف مشفوعا بنعمة الاستبداد الأبدي , ولذلك من المعقول جدا أن لحظة الوثبة القومية الناصرية بكل مالها وما عليها قد أضحت عند أصحاب الرؤى الميثية عقدة واضحة المعالم بمفعول رجعي يؤكد الجهل ويرفع من شأن ديكتاتورية الفرد الجامع لكل العطايا بديلا عن رفعة النهضة وشروط انضاجها الى استجرار اعادة انتاج الهزيمة بهيئات جديدة من الذل والهوان في كل مرة , ويبدو أيضا أن فشلنا في التعلم من دروسنا لم يبق لنا الا القوة الخارقة للمفاعيل السحرية لفتنة اللغة وسحرها التعويضي حيث يبدو أن الخطاب التبجيلي الطنان السائد هو المعادل الموضوعي لقوة هشاشة الهزيمة الحضارية التي نحصد بكل فخر نتائجها العملية في حياتنا اليومية , وما الخراب الاجتماعي الشامل والايغال المقصود في تيه الاستهلاك الفقير كنمط واحد ووحيد للانتاج الآدمي الا صورة واضحة وحصرية للغربة التي تسكن حاضرنا وتستبشر لنا بمستقبل تكون فيه البضاعة هي المعبود الثاني وجيوبنا هي نذر النار الجديدة التي تحرق من كل بد كل جميل فينا وتمنع بكل ماتحمله من شراسة القادر من تمتعنا ولو قليلا من فوائد البنى الذهنية الثانية التي انتجتها قوة العلم وآفاق العقل ورحابة الروح الانسانية في توقها نحو التحرر والخلاص . ويبدو أيضا أننا سوف ندفع مجددا حياتنا ثمنا لمرور واستدامة هذا النوع الهجين من ثقافتنا وبأشكاله المختلفة , مثلما دفع أبو اياد ورفاقه الثمن على يد قاتل مأجور .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يحب لاعبو الغولف ملاعب -لينكس- الصعبة؟


.. دمار كبير في عيتا الشعب وتبادل مستمر للقصف.. كيف يبدو المشه




.. المحكمة العليا الأميركية تحسم الجدل حول -حصانة ترامب-


.. وضع -غير مألوف- في فرنسا.. حكومة يمينية متطرفة تقترب من السل




.. قبل -جولة الحسم- في إيران.. معسكران متباينان وتغيير محدود |