الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطلِقُوا سراح الرّفِيق سلاَمَة كيلة يا بهَايِم

السموأل راجي

2012 / 4 / 28
أوراق كتبت في وعن السجن


في ذات يوم إحْيَاء يوم الشّبِيبة المُناهِضة للإمبريالِيّة ، في ذِكرى الإنزال الإجرامِيّ لِأساطِيل المافِيات الأمريكيّة في موانِئ الجامايِيك في 24 أبريل / نِيسان 1965 ، تُلْقِي سُلُطات القمع الوحشِيّة بكُلّ همجِيّة القبض على واحِد من الذِين ملأُوا الدُّنيا وشغلُوا النّاس فاختَلَف معهُم من إختَلَف وتصارع معهُم من تصارَع ولم يُشَكِّك فيهُم أحد : الرّفِيق "سَـلاَمَة كيلَة" ، فلسطِينِيّ المولِد والمنشَأ والهَوَى ، فيها عرَف معنى الحِرمان والقَهر والتّعذِيب والإعتِقال والتّرحِيل ، ومنها كان المُنطَلَق ، وعلى أرضِها فَهِم الصِّراع الطبقِيّ بالمَلْمُوس كما أخْبَرَنِي هُو ذاتُه في صائِفَة 2011 عندَمَا كُنّا في المُؤتمَر العَلَنِيّ الأَوَّل لِــحزب العُمّال الشُّيُوعِيّ التُّونسيّ الذي غادَرَ 25 سنة من السرِيَّة.
كُنّا مُمَدَّدَيْن في ذلِك القَيْظ وقد أنْهَيْنَا غداءنا المُتواضع ، كان الرّفِيق قليل الأكل ، إرتشفنا فناجِين الشّاي وأخذنا في إستِعْرَاض وضع العَمَل الشُّيُوعِيّ العَرَبِي مُتدارِسيْن للحالة التّنظِيمِيّة والفِكرِيّة لعدد من الأحزاب وإكتَشَفْنَا إتِّفاقنا حول مهزلِيّة الصُّورَة وقَتَامَتها بإسْتِثناءاتٍ قليلة في المغرب وتُونِس وإلى حدٍّ ما مِصْر مع التّنصِيص على إرْتِباكِيّة غرِيبَة وحالة من القَذَارَة المالِيّة وغباء في تحدِيد أولوِيّات الصِّراع وتفسُّخ المواقِف وشُيُوع اللِّيبرالِيّة بِأتعَسِ مظاهِرِها وأخلاق مُنحَطَّة ...... وطال الحدِيث .

عرفتُ الرّفِيق عبر كِتاباته أوّلاً عِنْدَمَا كان ينتحِلُ إسم "سعِيد المغربِي" ومِنها الثّورة ومُشكِلات التّنظِيم وطلبتُ عددًا آخَر من كتابات السيِّد سعِيد ليتمّ إعلامِي أنّهُ إسمٌ مُستعارٌ لِــسلامة الذي وضَع كتابًا آخَر بنفسِ الإستعارة هُو نقد التّجرِبة التّنظِيمِيَّة الرّاهِنَة وهِي من أهمّ المُؤَلَّفَات في هذا السِّيَاق وتفتحُ بوَّابة نِقاشاتٍ جِديَّةٍ قد تلإضِي لِــحَلّ مأزق أحزاب تدّعِي الشُّيُوعِيّة وألقت رايات المطارِق والمناجِل في وُحُول الليبرالِيّة أو التذيُّل لتنظِيماتٍ مشبُوهَة ، تندَّرْتُ مع سلامَة حول سعيد المغربي وصاحبِهِ الحقِيقِيّ إذ قَضَّى من سنوات العُمُر ثَمَانِيَةً في سُجُون البَغْل اللاّحافِظ لبلدٍ مَــقَــتهُ فملأهُ أصنامًا لشخصِهِ الرّدِيء.
من الوَهْلَة الأُولَى من يَرَى الرّفِيق يُدرِك مدَى بساطةٍ فِيه من السّهلَة على الشُّيُوعِيّ المُمتنعة على مُدّعِي الشُّيُوعِيّة على عُمقٍ وإنسِيَابِيّةٍ في التّحالِيل والطّرحِ ومنهجِيّة وثِقَةٍ في تناوُل المواضِيع وعِفَّةٍ في اللِّسان لم أجِدها إلاّ في عددٍ قليلٍ من المُناضِلِين ، تجربتهُ طويلة على صِغَر سنِّهِ النِّسْبِيّ ومقدرته على الإخْتِلاط كبيرة لاحظتُها مع تلامِيذ وطُلاّب وفلاّحِين من مُناضِلِي حزب العُمّال الشُّيُوعِيّ وعامِلات إلتقينا بهِم على مائِدة مُستدِيرة نُوقِشَت فيها مُمْكِنات الإنغِراس وعوائِق الكِفاح الميدانِيّ ضِدّ الليبرالِيّة بِشِقَّيْها الحديث والقديم وضِدّ الطُّغَم وقُوَى الظّلام السّاعِيَة للتّمثِيل السِّيَاسِيّ للمافِيات الفاقِدة لتنظِيماتٍ أُطِيح بِها في ثوراتٍ شعبِيّة لم يستطِع المُتَكَلِّسُون فهمها نتيجة غياب مقدرة تحليل نمط الإنتاج السّائِد لتَبَيُّنِ طبيعة الثّورة.

تناقشنا عن إمكانِيّة الإتِّصال بعددٍ من الأحزاب الماركسِيَّة العربِيّة وإطلاق مُبادرة لِقاءٍ أو ندوة تتحدَّدُ فيها أجِندات نِضال مُشتركَة تَسْتَنْهِض إحْتِياطِيّات الثّورة من مُهَمَّشِين وعُمّال ومُفَقَّرِين بعد ضبط أرضِيَّة تقطعُ مع أشكال الإنحِراف ويكُون العمل الميدانِيّ عنوانها الأبرَز بعِيدًا عن جعجعات الإنترنت وضُراط إجتِرار الماضِي وغَثَيَان ذوِي رَبَطَات العُنُق من رَوْثِ الماركسِيِّين وقُمَامَة الشُّيُوعِيِّين ، وبدَأنا فِعْلِيًّا في تفعِيل ما إتّفَقنا حوله على تقطُّع الحوار بيننا نتِيجَة ظُرُوفِي ومُتطلّباتِ إلتِزاماتِي النِّضالِيّة ووضعِيَّتِهِ كناشِطٍ ميدانِيٍّ في الثّورة السُّورِيّة التي كتَبَ عنها في قلبِ سُورِيَا وليس خارِجَهَا ، وكان لِقاءنا قريبٌ منعتهُ أيادِي الإجرام البَشَّارِيّة المدعُومَة من مافِيات الحُكم في أوروبا وواشِنطُن تتشادقُ إعلامِيًّا بضرُورَة رحيل الورِيث اللاّشرعِيّ لحُكم والِدٍ بائِس ومن تحت الطّاوِلَة أيادِي العَوْن لا تنقطِع ، وفيما بَيْن هذا وذاك بهايم تُسانِدُ التّعِيس بشّار لمُحارَبَة قُوَى ما وراء البِحار فلا هِي ربِحَت الكرامَة الوطنِيَّة ولا ناهَضَت الطُّغَم الكونِيَّة ولا بَصَقَت حتّى على الكيان الصُّهيُونِيّ اللّقِيط الذي ناهَضَهُ سلامة فتحوَّل إلى مطلُوب لديه (wanted) مُنذ السّبعِينات .
أَصْدَرَ سلامة كُرّاسًا بعنوان "من أجل حزب للعُمّال والفلاّحين الفُقراء في سُورية، الواقع الرّاهن ومهمّاتنَا" حدّضدَ فيه معالم الخارِطَة الطبقِيّة في سُورِيَا بعد أن "انتصرت اللبرلة نهائياً سنة 2006/ 2007، حيث تحقق الانفتاح الكامل وباتت الأسعار عالمية، وتعرّضت القطاعات الصناعية والزراعية لوضع أفضى إلى انهيار كبير فيها، كما انتهى الدعم الذي كانت تحققه الدولة عن كل السلع الأساسية، فيما عدا الخبز، وتراجع دعم التعليم والصحة. وتمركزت الثروة بيد أقلية ضئيلة بينما أفقرت كتل كبيرة. وأصبح الاقتصاد متحكماً فيه من قبل "رجال الأعمال الجدد" سليلي موظفي الدولة الفاسدين والذين نشطوا مع المافيات الدولية. وهو الأمر الذي جعل الانتفاضة الشعبية أمراً لا بديل عنه" فكان إستِشْرَافًا للواقِع الرّاهِن وسالت أقلامُهُ دِماءًا في سبِيل تحرُّر كامِل الشّعب الفلسطِينِيّ وإستِعادة تُرابِهِ من المُتوسِّط لنهر الأُردُنّ ، كان وطنِيًّا نختلِفُ معه لكن لا نختلِف عليه ، بهايِم دمشق إعتقلتهُ سابِقًا مرارًا وأعادت جُرْمَهَا حالِيًّا ، لها نقُول : أطلِقُوا سراح الرّفِيق سلاَمَة كيلة يا بهَايِم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإغاثة اللبنانية للعربية: 180 ألف نازح داخل مراكز الإيواء ف


.. يونيسف للعربية: لا مكان آمنا في لبنان




.. أمريكيون يتظاهرون أمام البيت الأبيض للمطالبة بوقف حرب إسرائي


.. ليبيا.. ترحيب بأوامر اعتقال بحق ستة أشخاص متهمين بارتكاب جرا




.. -الخسائر بلبنان غير مقبولة-.. المتحدث باسم الأمم المتحدة: أو