الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور التعليم في تفاقم مشكلة البطالة في العراق

نبيل جعفر عبد الرضا

2012 / 4 / 28
ملف حول مشكلة البطالة في العالم العربي وسبل حلها، بمناسبة 1 ايار- ماي 2013 عيد العمال العالمي


للوهلة الاولى قد يبدو العنوان غريباً بعض الشيء اذ يفترض بالعملية التعليمية ان تساهم في تذليل مشكلة البطالة لا في تفاقمها . غير ان ما يحصل في العراق هو العكس تماماً ، حيث تعطي العديد من الدراسات دلائل على تردي نوعية التعليم في العراق وتاكد هذه الدراسات بان ناتج التعليم في العراق تغلب عليه ثلاث سمات هي : تدني التحصيل المعرفي ، وضعف القدرات التحليلية والابتكارية ، واطراد التدهور فيها . واسهم الخلل الحادث بين سوق العمل ومستوى التنمية من جهة ومخرجات النظام التعليمي من جهة اخرى في ضعف انتاجية العمالة واختلال هيكل الاجور وتفشي البطالة وتدهور الاجور الحقيقية للغالبية العظمى من العاملين مما يعني ضعف العائد الاقتصادي والاجتماعي للتعليم ، ولعل اكثر جوانب ازمة التعليم في العراق اثارة للقلق هي عدم قدرة التعليم على توفير متطلبات تنمية المجتمع العراقي ، وهذا لا يعني ان التعليم قد فقد قدرته على توفير مدخل للفقراء للصعود الاجتماعي فحسب بل يعني ايضاً ان العراق اصبح معزولاً عن المعرفة بالتقنية العالمية والمعلومات .
وفي الوقت الذي تجاهد بعض الدول العربية لايجاد المنظومات والمؤسسات الكفيلة بتنشيط البحث العلمي في مجالات مختلفة ، وافساح المجال امام الباحثين الوطنيين للعمل والحصول على اجور مناسبة ، فالسعودية مثلاً تخطط لربط كل المدارس السعودية بالشبكة الدولية للمعلومات ضمن ما يعرف بالمشروع الوطني السعودي ، نجد ان العراق يحتل المرتبة الاخيرة بين الدول العربية من حيث نسبة الحاسبات الشخصية حيث بلغت 08ر0 لكل 100 شخص . وفي الوقت الذي تحظى فيه العلوم الانسانية بالاولوية من حيث الدعم المادي والمعنوي فان مخرجات هذه العلوم لا تنسجم مع متطلبات سوق العمل في العراق ، في حين ان التعليم التقني والمهني والعلوم التطبيقية والتي تكون لمخرجاتها التعليمية فرصاً سانحة للتوظف لا تحظى الا بالقليل من العناية والرعاية ، ففي جامعة البصرة مثلاً ثمة قسمين للتاريخ في كليتي الاداب والتربية يخرجان سنوياً مئات الطلبة الذين يعانون الامرين لان الطلب عليهم محدود في سوق العمل فيما تبدو الدولة قاصرة عن توظيف المزيد منهم ويزيد الامر تعقيداً وجود كلية اخرى ضمن جامعة البصرة متخصصة في الدراسات التاريخية وهو امر بعيد عن الترشيد ويمثل الهدر بعينه وبكافة جوانبه ، وعلى الرغم من اهمية الدراسات الانسانية في تنمية المجتمع العراقي الا ان تطور البلد وتحديثه يعتمد الى حد كبير على مدى توفر الملاكات العلمية وقوة العمل الكفوءة التي تستجيب لاشتراطات سوق العمل ومتطلباته وهو ما يعد ضرورياً لتذليل مشكلة البطالة . ان الظاهرة الاشد ايلاماً في بطالة الشباب هي بطالة حملة المؤهلات الدراسية ، فيها تبدو مؤسسات التعليم والتدريب وكانها مولدة للبطالة والدخول المنخفضة ، وتزيد جهود التنمية البشرية هدراً .
وقد اجرى احد الباحثين العراقيين مسحاً لعينة تضم مجموعة من العاطلين عن العمل من حملة الشـــهادات الاكاديمية ، وقد تمخضت عن هذا المسح مجموعة من المؤشرات ابرزها :
• 80% من العينة مضى عليهم اكثر من (3) سنوات عاطلين عن العمل ، أي ان بطالتهم بدأت خلال العهد السابق ولا تزال في العهد الحالي .
• %44 يرون ان الاحتلال الامريكي هو المسؤول عن استمرار ازمة البطالة الحالية .
• %90 اكدوا بانهم سيهاجرون من العراق نهائياً لو اتيحت لهم فرصة العمل والاستقرار في الخارج .
•83% حددوا مصدر عيشهم الحالي من خلال الاعانات من الاهل والاقارب ونفى جميع افراد العينة ان يكونوا قد تلقوا مساعدات من وزارة العمل او من جهات خيرية .
• %67 اوضحوا موقفهم من الانتخابات المقبلة بعبارة (لا تعني لي شيئاً) .
• %86 باتوا يعانون من الاكتئاب والعجز وضعف الثقة بالنفس .
• %70 وصفوا مشاعرهم نحو وطنهم بـ (الاغتراب) .
ان بطالة الخريجين اضحت مشكلة مزمنة في المجتمع العراقي لها امتداداتها السابقة والحالية وافضت الى تراكم شعور حاد بالحيف والغيظ لدى هؤلاء العاطلين كان له انعكاسات واضحة في انقطاع شبه تام في صلة التعاطف والانتماء لديهم مع محيطهم الاجتماعي وهو امر كفيل بتقويض السلام الاجتماعي والاستقرار الاقتصادي وهدر استثمارات اجتماعية ومكتسبات اقتصادية .
ثمة مقترحات عديدة لمعالجة مشكلة بطالة الخريجين لعل ابرزها :
• تطوير نظام التعليم في العراق وبالاتجاه الذي يؤدي الى تنمية المهارات وايجاد درجة عالية من التكامل بين نظم التعليم وسوق العمل
• تأسيس معاهد عليا تركز على البحث والتطوير التطبيقي .
• الاهتمام بالاجيال الجديدة وجذبها الى المعلوماتية ، وهو ما يتطلب تطويراً نوعياً في التعليم في العراق والاهتمام باللغات الاجنبية جنباً الى جنب اللغة العربية وتشجيع هذه الاجيال على ادماج اللغة العربية في تطبيق المعلوماتية .
• ايلاء اهتمام خاص بالذين يتخرجون من المدارس دون مؤهلات او بمؤهلات ضعيفة من خلال ادماجهم ببرامج الخبرة العملية وبرنامج تدريب الشباب .
• انشاء مكتب تشغيل يختص بخريجي الجامعات .
• الاستفادة من تجارب الدول العربية في تشغيل الخريجين وبالذات في مسألة انشاء التعاونيات بين الشباب التي تمول بـ 30% كمنحة وتكفل الباقي المصارف وهذه التعاونيات يمكن ان تنشط في العديد من القطاعات وبالذات الزراعة .
• الاهتمام ببرامج دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة لدورها الهام في توفير فرص العمل حيث وفرت الصناعات الصغيرة في مصر نحو 65 الف فرصة عمل .
صرف اعانات مالية للعاطلين عن العمل من قبل صندوق اجتماعي خاص في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الى حين ايجاد فرص عمل لهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل