الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منح الثقة ... حجب الثقة

احمد الجوراني

2012 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


الثقة هي الحالة التي يكون فيها الانسان متأكداً من كفاءة او دقة امر ما يتعلق به او بشخص اخر , كما انها علاقة بين شخص مستحق الثقة واخر يثق به , فيجب على الاول ان يظهر الثقة لكي يثق به الأخر , وبالتالي هي اطمئنان عميق يلاحق كل بذور القلق او بقايا الشك في النفس تجاه الأخرين .
على هذا الاساس ومن هذا المنطلق منح الشعب ثقته الى اناس اعتقدَ انهم أهل لتحمل المسؤولية , ولكن تم الألتفاف على خيار الشعب بقانون الاستبدال فمن حصل على ستة الاف صوت استبدل ووضع مكانه من حصل على ستمائة صوت , واستبعدت بسبب ذلك قوائم واحزاب عريقة , ليجلس تحت قبة البرلمان نواب مسلوبي الأرادة لا رأي لهم ولاقرار, مهما يكن من أمر فقد حصل ماحصل وتم منح الثقة للرئاسات الثلاث بعد مخاض عسير دام ثمانية اشهر وبضغط شعبي .
بعد مرور سنتان من عمر الحكومة وبدلاً من الأهتمام بهموم ومشاكل المواطن توالت الدعوات المطالبة بانتخابات مبكرة او سحب الثقة من الحكومة او بالتحديد من رئيسها المالكي بدواعي (اخراج البلد من ازماته الخانقة ) او ( تصحيح مسار العملية السياسية ) او( حل المشاكل العالقة ) , وكأن مشاكل العراق وازماته سببها بقاء المالكي في السلطة .
يبدو ان ساسة العراق توصلوا الى معرفة سبب مشاكل العراق ونحمد الله انهم وضعوا اصبعهم على الداء ولم يبقى الا الدواء وهو رحيل المالكي الذي يؤدي الى حل مشاكل العراق السياسية والامنية والخدمية والمعيشية .
ان رحيل المالكي يتم بطريقتين , الأولى بسحب الثقة الذي يلوحون به وهذا لايتم الا عن طريق مجلس النواب تتبعها خطوة ثانية لمنح الثقة لرئيس حكومة جديد , واشك بنجاح هذه الطريقة في مجلس مصاب بشلل تام بسبب التوافقات السياسية , فهو عاجزعن اقرار تشريعات جوهرية تتعلق ببناء الحياة السياسية والمدنية والتنموية في البلد , كما انه وطيلة السنتان التشريعيتان من عمره لم يصدر عنه تشريع واحد مؤثر في تغيير حياة المواطن العراقي نحو الأفضل كي لايحسب لهذه الكتلة او تلك , واثبت عجزه عن منح الثقة لاصحاب الدرجات الخاصة واعضاء محكمة التمييز, واجل لمرات عديدة جلساته الخاصة بتجديد اوحجب الثقة عن امين بغداد , فكيف يستطيع ان يحجب الثقة عن رئيس وزراء ويمنحها لأخر ؟!!.
لم تبقى الا الطريقة الثانية , وهي رحيل المالكي بعد انتهاء ولايته ونحن شعب صبور, حتى ادهشنا الطاغية صدام بصبرنا عندما قال في احد اجتماعاته ( اني متعجب على صبر هالشعب هذا ) لقد صبرنا على صدام اكثر من ثلاثة عقود ولابأس ان نصبر سنتان ونرى مايحدث ,هل تحل مشاكل العراق كما يزعمون ؟ وبعدها يصبح العراقي اكثر مواطني الأرض انتعاشاً !!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز