الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تساؤلات عراقية مشروعة عبر ضفاف دجلة

نوري جاسم المياحي

2012 / 4 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كنت جالسا في بيتي لوحدي ساهما مفكرا سارحا في احلام اليقظة وخيالاتها واتعاب الحياة ومعاناتها وازعاج الحر الذي زارنا مبكراهذه السنة وبلسعات البعوض المؤلمة التي تعجز الملابس عن منعها من اختراق جلودنا ...عندما صرخ مدويا رنين الهاتف فايقظني من سرحاني واحلام اليقظة فرفعت سماعة الهاتف للاجابة...واذا بي اسمع صوت السيدة ام مصطفى على الطرف الاخرمن الهاتف ...وبما انني جالس لوحدي ..فانتهزت الفرصة لتبادل الحديث والدردشة معها على الطريقة البغدادية لقتل الوقت وتخفيف الهموم ..
ام مصطفى امرأة عراقية خريجة كلية ومدرسة اعدادية ...متزوجة من مهندس موظف في التصنيع العسكري (بعقد وقتي) لايتجاوز راتبه 250 الف دينارشهريا ...ولديهم طفل وضع بالحضانة اضطرارا لاأختيارا مقابل 150 الف دينار شهريا ...لعدم وجود من يبقى معه في البيت ...مضحين بثلاثة رباع راتب الزوج ...وبالرغم من الغلاء الفاحش في كل مناحي الحياة البغدادية ...بدءا بالايجار والنقل والطبيب وحتى لقمة العيش ... ولكن ما حيلة العراقي والعائلة العراقية المسكينة..وكل شيء مفروض عليها فرضا ..باسم الحرية والديمقراطية والتوافقية والمحاصصة الطائفية والاثنية والدينية في نظام حكم العراق الجديد ...أي بعبارة مختصرة ومفيدة وحسب الوصفةالبغدادية (عيشة هذه العائلة وامثالها كشرة ومطينة بطين ) كحال عيشة ملايين العوائل العراقية الاخرى التي دمرها الغلاء والفساد المالي والاداري لموظفي الدولة الحاليين ..ولو ان هذه العائلة تعتبر محظوظة واحسن من غيرها لان والد الزوج يمتلك دار في ارقى مناطق بغداد وهي منطقة الكرادة الشرقية امتلكها ايام الخير من العهد الملكي البائد ...وافرز لهم سكنا مضمونا وبلا ايجار (كحال الاباء العراقيين الذين استفادوا انذاك من توزيع الحكومة للاراضي واستلفوا من المصرف العقاري وبنوا دورا تأ ويهم واولادهم واحفادهم هذه الايام ) ... الرحمة والبركة على تلك الايام ...الحكام ماكانوا حرامية ولا فاسدين ولا فاشلين مثل هذه الايام ...كانت بقلوبهم رحمة على المواطن والفقير ...وهنا لابد لنا ان نترحم على زعيم الفقراء الشهيد عبد الكريم قاسم فهو اول من تبنى توزيع الدور والاراضي على الفقراء ...ولنترك ذكريات الخير والاخيار ولنعد الى حديث السيدة ام مصطفى ..
اثناء الدردشة قالت لي ...بالامس اخذت ولدى مصطفى للترويح عن النفس مجانا في لعب الاطفال البسيطة المنتشرة على ضفاف دجلة من جهة شارع ابو نؤاس (الجهة اليسرى لنهر دجلة ) واما المنطقة الخضراء فتقع على الطرف الثاني المقابل من النهر ...وهنا تغيرت نبرات صوتها ..اذ تميزت بالحدة والغضب والاحتجاج بل واللعنة ...اذ قالت لفت نظري ...ان الانارة في ضفة النهر اليسرى التي نحن فيها ضعيفة وتفسفس (هذا وصفها بالنص) بينما الجهة الثانية من النهر جهة المنطقة الخضراء ...مليئة بالبروجكترات التي حولت ظلام الليل الى نهار ...وهنا بدأت تلعن الساعة التي تسلط سكنة هذه المنطقة الغبراء على رقاب الشعب العراقي وحولوا حياته الى جحيم وبلاء ...وببراءة المهموم علقت مسترسلة بالحديث ...
ان هؤلاء السياسين لايخجلون من الله ولا من انفسهم ولا من الشعب العراقي حيث يدعون انهم اسلاميون ويطبقون العدالة الاسلامية ...عار عليهم وعلى الاسلام الذي يمثلونه هؤلاء الاوغاد فتصرفاتهم ومواقفهم لاتنم عن اية روحية او توجه اسلامي حقيقي سوى البسملة عندما يبدأون الحديث او التصريحات الكذابة ...
وهنا سألتني الم تشاهد البرنامج الذي بثته فضائية الحرة حول تجهيز الكهرباء للبغداديين هذه الصيف ؟؟؟ حيث اجمع المحاورون في الندوة الحوارية ان الكهرباء هذا الصيف سيكون اسوأ من الصيف الماضي وان ادعاءات وزارة الكهرباء واعلامها كذب بكذب حيث اعلن النائب عدي العداي ان كمية انتاج الكهرباء العام الماضي بلغت 5000 ميكا واط نقصت هذا العام واصبحت 4000 ميكا واط اي بدلا من الزيادة المفروضة اذا بها تنقص (ومن هالمال حمل جمال ) ...وبالرغم من صرف مليارات الدولارات ..هذا واقع الكهرباء المخزي والمهين لعقلية المواطن العراقي ...
وهنا أضافت وعلقت ام مصطفى بمرارة ...طيب ..اذا كان حال الكهرباء يتجه نحوا الاسوأ كما اعلن ...لماذا لاتسكتون على خيبتكم وفشلكم الذريع ؟؟؟اهي بشرى للمواطن تزفون ؟؟؟ ومع هذا ..الا تعلمون ؟؟ عندما يسمع اصحاب المولدات الاهلية بهذه الاخبار المحزنة ...فبالتأكيد سينتقمون من المواطن المسكين شر انتقام وابتزازه سواء بسعر الامبير او وقت التجهيز ؟؟ ..وفي غياب سلطة رقابية فاعلة وضعف حكومي واضح ...حتى ان ام محمد ببساطتها وببراءة الام العراقية .. علقت ...لقد ابتلينا بمسؤولين ليس حرامية وبس وانما فاشلين واغبياء ايضا ...
والغريب ...اللافت للنظر ان هناك استهداف متعمد لتعطيل ملف الكهرباء للتاثير على العملية السياسية برمتها ومن اطراف سياسية لاتخجل ولاتستحي من تعذيب المواطن بحرمانه من الطاقة الكهربائية وبتخطيط خبيث من خارج الحدود ..والا ما معنى استهداف ابراج نقل الطاقة الكهربائية المستمر في ديالى ؟؟؟ اهذه مقاومة للامريكان ام محاربة للمواطن المقهور اساسا ؟؟؟ والاغرب بالامس تناقلت الانباء سرقة الكارتات الالكترونية الخاصة بمحطتي كهرباء الديوانية وكربلاء التي تنفذهما شركة كورية والمفروض البدأ بتشغيلهما في بداية تموز القادم ...انا كمهندس كهرباء ...اتساءل من وراء هذه العملية التخريبية التاخيرية والتعطيلية لانها سرقة فنية بحتة لا يعرفها الا فنيون متخصصون ؟؟؟ اين انتم ياحكومة المالكي ومستشاريه النائمين ؟؟؟ عملية السرقة هذه تستهدفكم انتم بالذات من خلال اثارة غضب المواطنين عليكم ..متى تدركون ان المنصب الذي تشغلونه لايعني فقط حمايات وامتيازات وسفرات للخارج ونهب اموال الشعب وما اليها من مكاسب شخصية ؟؟متى تصحون على ما يعاني المواطن بسبب اهمالكم وفشلكم بالادارة الذريع ؟؟يقال انكم حرامية بامتياز ؟؟ السؤال ...والمفروض بالحرامي اذكى وانبه باسليب الحرامية فكيف تسرق الكارتات الالكترونية وانتم خبراء بالسرقات ن لم تكونوا انتم السارقون ؟؟؟
والله عيب عليكم وعلى اجهزة مكافحة الجريمة ...ان تحدث مثل هذه الاعمال ولاتمسكون بتلابيب الفاعل فورا ...
ليكن الله في عونك يا أم مصطفى .. وانتي يؤدين مهام عملك في تعليم جيل تعبان ..
وليكن في عونك في حياتك المنزلية وانت تصارعين الغلاء ومتطلبات الحياة اليومية الصعبة انت وزوجك وطفلكما ...
ليكن الله في عون كل عائلة عراقية فقيرة وكادحة ...في البلاء الذي ابتلي فيه شعبنا المظلوم ..
وليكن الله في عونكم ياشعب العراق في حر الصيف القادم وغياب الكهرباء ولسعات البق اللئيمة ...
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عودة الكهرباء
ندى فاضل ( 2012 / 5 / 1 - 01:38 )
اعتقد بان الكهرباء ستتحسن قبل بدء الانتخابات بايام سواء انتخابات مجالس المحافظات اوالانتخابات العامة ان حصلت فهذا ما حصل في الانتخابات الماضية.وبمجرد انتهاء الانتخابات تعود الى ما كانت عليه او اسوء .سنوات طويلة.قضاها العراقيين في ظلام دامس منذ ايام حرب تحرير الكويت ولحد الان لاهين بهذه اللعبة االتي اسمها الكهرباء ما بين جاءت المولدة وجاء الوطني وفي بعض الاحيان ياتي كهرباء المولدة والوطني في نفس الوقت ومن يملك المولدة في البيت يقوم بتشغيلها في اوقات الاستراحه
لتصبح ثلاثة خطوط متى تنتهي هذه اللعبة القذرة التي يلعبونها على الناس فالحياة تكاد تكون متوقفه منذ سنيين بسبب الكهرباء ومشكلة العراقيين ينسون سريعا ليعودوا وينتخوا نفس الشلة التي اذاقتهم المر .


2 - نعم وستكرر المهزلة
نوري جاسم المياحي ( 2012 / 5 / 1 - 04:23 )


استاذة ندى ...انا اتفق معك في كل حرف كتبتيه ...ولاسيما في كون ذاكرة العراقيين ضعيفة وينسون بسرعة ..وسينتخبون نفس الشلة الفاسدة ثانية ...السؤال الذي أطرحه على نفسي دائما ..كيف الخروج من هذا المستنقع الاسن ؟؟؟ومن سيرمي لشعبنا طوق النجاة ؟؟؟ وكما يبدوا لي ان نفس الشلة باقية ...واحد يرفع والاخر يكبس ...والشعب كالكرة بايديهم ..شكرا يا سيدتي على المشاركة ...

اخر الافلام

.. دروس الدور الأول للانتخابات التشريعية : ماكرون خسر الرهان


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات اقتحام قوات الاحتلال في مخيم ن




.. اضطراب التأخر عن المواعيد.. مرض يعاني منه من يتأخرون دوما


.. أخبار الصباح | هل -التعايش- بين الرئيس والحكومة سابقة في فرن




.. إعلام إسرائيلي: إعلان نهاية الحرب بصورتها الحالية خلال 10 أي