الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بغداد هكذا رأيتها .. السيطرات وما ادراك مالسيطرات..!!!

ناهدة التميمي

2012 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


بغداد هكذا رأيتها .. السيطرات وما ادراك مالسيطرات
منذ طفولتي وانا شغوفة بالسفر واحب زيارة البلدان وكنت قد سافرت مع اخي وانا في الثانوية الى تركيا ودول اوربا الشرقية واليونان وبعدها لم يمر علي عام الا وانا في سفر,, احيانا اكثر من خمس او ست مرات في السنة .. رايت في رحلاتي الكثير وشاهدت الكثير واعجبت بالكثير من المعالم التاريخية والحضارية والانسانية .. ورايت الكثير من العادات والتقاليد لشعوب العالم والعرب والمنطقة غير اني لم اشاهد ابدا شيئا كالذي يوجد عندنا ..
فالعراق ارض بابل وسومر واشور واكد , وهو مركز خلافة امير المؤمنين عليه السلام, وهو النهرين الخالدين , وهو الكنوز الارضية والالهية والروحانية
فعند زيارة العراق تشعر بآصرة قوية تشدك اليه تستشعرمنها عبق التاريخ وسحر الف ليلة وليلة وترى المصابيح ليلا مهما كانت اضاءتها خافتة وكانها مصابيح علاء الدين السحرية التي تخفي اسرارا وتعبر بك بحارا وتفيض عيونا وخيالا وانت جالس في مكانك تراقبها
وفي بغداد على وجه الخصوص, هناك المرقد الذهبي للامام الكاظم عليه السلام وجامع براثا حيث بات سيد البلغاء وامام المتقين ليلته فيه في ضيافة راهب مسيحي بعد معركة النهروان وهناك مرقد ابو حنيفة النعمان رضي الله عنه وهناك الكرخ والرصافة الشاهدة على التاريخ , كلها معالم تزين وجهها القمري مثل شذرات الذهب على وجه قمر فضي, فهي عاصمة الخلافة الاسلامية لقرون وحاضرة الدنيا وسليلة التاريخ.

ولكن هنالك مايشوب هذا الجمال ويترك في النفس غصة عندما ترى وجه القمر تعلوه الازبال وبشكل غير حضاري يبعث على الاكتئاب والتساؤل, أهو تقصير من الدولة التي لاتعيّن عمال نظافة بشكل كاف وتوفر سيارات تنقل الازبال بعيدا عن المناطق السكنية ام انه اهمال المواطن وعدم اكتراثه بالصحة العامة وجمالية المنطقة
غير ان هنالك شيئا اخر يعكر صفو هذه المدينة الموغلة في التاريخ والتي تتوسط النهرين الخالدين.. الا وهو السيطرات .. فما ان تستقل سيارة قاصدا اي مكان حتى تواجهك مشكلة عويصة اسمها السيطرات الامنية .. اذ وبعد كل عشر دقائق تواجه سيطرة تعطلك نصف ساعة او اكثر وهكذا يكون المشوار الذي كان المفروض ان تصله بنصف ساعة , ساعتين او اكثر مما يضيّع وقت المواطن ويومه وقد لاينجز العمل الذي خرج من اجله لانه غالبا مايصل متاخرا
ولكن الادهى والامر من ذلك ان هذه السيطرات لم تمنع يوما التفجيرات ولاجعلت المواطن في مأمن من المفخخين ولا العبوات التي منذ التغيير والى يومنا هذا نسمع بانفجارها تقريبا وبشكل يومي
يعتقد البعض من الناس جازما ان السيارات المفخخة لاتخرج من بيوت المواطنين الذين لايهمهم سوى تامين لقمة عيشهم وسير حياتهم بشكل مقبول .. ولكنها تخرج من بيوت المسؤولين ومقراتهم ومع مواكبهم لانها تتمتع بالحصانة ولاتخضع للتفتيش .. وعليه فان السيطرات لم ولن تمنع التفجيرات .. وهنالك طرق اكثر حضارية وانسيابية قد تكون هي البديل الافضل
مثل الاقواس الالكترونية على بوابات بغداد والشوارع المهمة مزودة بكاميرات تسجل كل شيء قد تكون افضل واامن من السيطرات التي تعطل المرور وتسبب الزحام والضجر لدى المواطن,, مع تشديد الرقابة على بيوت المسؤولين ومقراتهم وكبار مسؤولي الامن والاجهزة الامنية لانه بات يقينا لدى المواطن اليوم ان المفخخات لاتخرج الا من بيوت آمنة من التفتيش والرقابة
عندما كنت في بغداد ولاني كنت قد بعت بيتا امتلكه وفي يوم استلام الثمن رافقني اثنين من اقربائي وذهبنا الى الكاظمية حيث الموعد وكان احدهما يحمل مسدسا معه وقد وضعه في جيب باب السيارة جهة السائق .. اي انه مباشرة قرب اي دورية تفتيش او جهاز كاشف للاسلحة والمتفجرات
وقد مررنا على مناطق كثيرة منها البياع والدورة والعامرية واليرموك والعدل والسلام والحرية وكانت السيطرات تفحص ولم يؤشر ايا منها على وجود المسدس في جيب باب السيارة وقد عدنا ولم يكتشفه اي جهاز من الاجهزة فقالوا لي اكتبي عن ذلك ..وقد استغربت لاني لم اكن اعلم بوجوده ولماذا لم يكتشفه اي جهاز من اجهزة السيطرات التي مررنا عليها .. ام ان مايقال صحيح من ان هذه الاجهزة الكاشفة فيها الكارت اكسباير او منتهي الصلاحيته فلا يكشف شيئا او سيتدل على شيء
لذلك يعتقد الناس ان هذه السيطرات واجهزة كشف المتفجرات والاسلحة ليست كافية وليست الرادع لعمليات الارهاب وانما البدائل الحديثة.. كما ان الصبات الكونكريتية التي شوهت وجه البلاد وارهقت العباد وزادت من حرارة الجو لانها تمتص الحرارة بسرعة وتفقدها ببطء شديد وهي كثيرة مما جعل بغداد تستعر نارا من الحر صيفا يجب ان تنقل على الحدود التي نعاني من دخول الارهابيين منها لمنع الانشطة الارهابية وتسلل الارهابيين ويجب الاعتماد على البدائل الالكترونية والكاميرات في الشوارع والتكثيف من الامن في كل مكان بدون السيطرات التي لاتغني ولاتسمن لجعل بغداد اجمل وابهى ولتوفير وقت المواطن وعدم تعطيل اعماله.
د. ناهدة التميمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت