الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة العمل النقابي

محمد باني أل فالح

2012 / 4 / 30
الحركة العمالية والنقابية


رسالة العمل النقابي
محمد باني أل فالح

النقيب هو الشريف في قومه وهو سيدهم وحامل رايتهم والمدافع عنهم وعن حقوقهم أمام الأخرين . جميعنا نقابيين أي نقباء نتحمل المسؤولية ولنا نقيب أيضا فإذا كان النقيب هو رمز في قومه وشريفهم والأمين فيهم فكيف بنقيبهم لأبد أن يكون سيد قومه وأكثرهم سماحة ووقارا وأن يكون قويا وصلبا وجسورا وعنيدا وذو قدرة على مواجهة الخصوم وانتزاع الحقوق .
الأنبياء هم أصحاب رسالة سماوية والمجتمع يتبع الرسل كذلك النقباء هم أصحاب رسالة ولكنها رسالة إنسانية تتبعهم مجتمعاتهم لنيل حقوقهم ومكاسبهم وهم يؤمنون بهم وبعدالة قضيتهم ويؤمنون بقدراتهم على كسب الحقوق لذا فهم يؤيدون مطالبهم ويتفاعلون معها ويناصرونهم كما تناصر المجتمعات الرسل فعلينا معرفة أن العمل النقابي هو عمل رسالي يجتمع على عدة صفات وأخلاق وطباع ومزايا وتصرفات يمتلكها النقابي كما هي مواصفات الرسل والأنبياء إذ لابد للنقابي أن يكون صادقا وأمينا وصبورا وعنيد وقوي الإرادة وبشوشا ومؤالفا وسمحا وودودا وذو وجه مقبول ومحبب لدى الجميع وهو فوق كل ذلك يتصف بالإيثار ونكران الذات ولا يعرف الحقد والأنانية ولا يبغض ولا ينفر يسعى بالخير لكل الناس لا يكذب ولا ينافق واسع الصدر حليم ذو هيبة ووقار له قدرة على الإشعاع والتأثير في الآخرين لا يحتكر ولا ينتهز لا فسوق في أمره ولا ارتياب صادق في عهده وموعده يحترم قومه وتحترمه عامة الناس وإذا أردنا النجاح في العمل النقابي علينا أن ننجح في اختيار قادة العمل النقابي ووفق ما تقدم . على أن المجتمع يتغير من خلال قادته فإذا ما وضعت قائدا متعسفا ومتسلطا وانتهازيا فأن مصير المجتمع سيكون الهلاك لا محال لأنه سيخطو بهم نحو الرذيلة والفجور ونحو الانحطاط والسفالة وانحدار القيم والخلق وقطع دابر المعروف واستباحة كل المثل العليا وبالتالي أنهيار قيم المجتمع وأخلاقيات عناصره وهو ما سعى أليه النظام المقبور عندما عطل العمل النقابي وحارب النقباء وشرد القادة الميدانيين لهم وعمل على إلغاء دورهم في المجتمع لما له من أهمية في نظر النظام الحاكم آنذاك ومعرفته بقدراتهم على التغيير والقيادة لما يمتلكونه من مؤهلات وقابليات تمكنهم من إفشال مخططاته وأفكاره وأساليبه العدوانية وكما كانت الرسل فخر للبشرية كان ومازال النقابي فخر للمجتمعات العمالية والإنسانية لما يمتلكه من صفات تتصل بصفات الرسل والأنبياء .
المجتمعات العربية تأخذ عدة أبعاد في مفاهيمها وأفكارها وتتقاطع في النهج والتطبيق مع بعض النظم الفكرية بسبب الحالة الدينية التي ترسبت في عقلية الانسان العربي وتفتقد في معظم الاحيان الى بصيره العمل الجماعي والتضامن الاجتماعي وتأخذ بوصلة الفكر القمعي خطا أفقيا قاطعا لكل بوادر النهوض فيها والاستفاقة الجماعية لتطوير نفسها وفرملة واقعها المتخلف لذلك نرى ضمور الحركات النقابية التحررية والفكر الجمعي في العمل النقابي مما سهل على الاخرين من نظم وحكومات من تفتيت بنية الهرم النقابي والقواعد النقابية في المجتمعات العربية .
كان لأثار الحرب العالمية وتسلط قوى الكمبرادورية في المجتمعات العربية أثره الفعال في قولبة المفاهيم والثقافات الفكرية لبعض الحركات الناشطة في المجتمع بما يبعدها عن مجال التأثير في العقلية العربية نحو بلوغ ميدان التفكير الجدي في خلق مجتمع تحرري وبناء نظام يعتمد سياسة الحركات العمالية في نهوض المجتمع وترسيخ ثقافة العمل النقابي ودق أسفين بين خلايا الحركات الثقافية بما يؤمن الانشطار الفكري والعقائدي لنظم ومجموعات العمل النقابي عبر تعميم النهج والافكار الرأسمالية في ثنايا الفكر السطحي المتسرطن في المجتمعات العربية فكان الصراع النقابي يتخذ عدة أشكال بعضها مع النظم السياسية كقوى معارضة تنتهج مبدأ التغيير والبعض الاخر مع الفكر المعادي للرسالة التنظيمية للعمل النقابي فكان صراع ثقافي منهجي يتصل بواقع المجتمع العربي وعقائده الدينية وأعرافه المجتمعية فما كان من قواعد العمل النقابي وقياداته ألا النضال المستمر لبقاء العمل النقابي يتنفس الهواء النقي في عاصف النظم الكمبرادورية .
في المرحلة الراهنة وبعد عاصفة الربيع العربي لبعض النظم العربية وخدعة الديمقراطية التي يلعبها العالم الغربي في المجتمع العربي وألية بناء شرق أوسط جديد يتلاءم ومتطلبات خلق عالم جديد تكون فيه مبادئ حقوق الانسان مطلب أممي يسمح لدول العالم بالتدخل في الشأن الداخلي للشعوب وسلب أرادتها في الاستقلال والسيادة والتغيير نرى تراجع القوى النقابية في الساحة العربية بعد التغيير الدراماتيكي للنظم السياسية التسلطية وبروز التيارات الاسلامية كقوى فاعلة في المجتمعات العربية وابتعاد القوى الليبرالية والعلمانية عن واقع الاحداث مما يعكس تساؤلا عن قدرة تلك الاحزاب في قيادة المتغيرات الجديدة ونقل المجتمع العربي الى ضفة البناء الديمقراطي للنظم السياسية وهل هناك أجندة خارجية تعمل على تفعيل حركة تلك الاحزاب وتوليها زمام الامور بعد التغيير لأثبات فشل تلك الحركات السياسية الاسلامية في عملية النهوض التراجيدي الذي يشكل عبئا ثقيلا على كاهل القوى السياسية التي ستؤول اليها تركة ثقيلة من مخلفات النظم الاستبدادية ومتناقضات التغيير في امتلاك المجتمع لحرية الرأي والعقيدة والتفكير واستباحة الشارع بكم هائل من وسائل الاعلام والاتصال والتي تعني في النهاية صعوبة قيادة المرحلة الراهنة بما يخالف النهج العقائدي للمجتمعات الاسلامية وعلية سيكون هناك ضمور في الحراك النقابي العمالي وتذبذب رسالة العمل النقابي في الوقت الحالي لتولي الامور من قبل جماعات لا تسمو بنفسها الى مقام المفاهيم العمالية رغم ادعائها بإمكانية ولوج العمل النقابي بلباس إسلامي يعتمد مفاهيم فترة الولاية الاسلامية في امساك تلابيب الامور في عصرنا الراهن مما يعني ابتعاد التنظيمات النقابية الحقيقية عن المشهد السياسي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لـ 160 ساعة شهريا.. تفاصيل زيادة ساعات العمل المرن للموظفين


.. صباح العربية | زيادة عدد ساعات العمل المرن في السعودية




.. ليبيا.. بنغازي تستضيف معرضا طبيا للشركات العاملة في القطاع ا


.. مش كل القطاع الخاص يقدر يطبق الحد الأدنى للأجور..رئيس اتحاد




.. إسبانيا تستدعي سفيرتها من الأرجنتين احتجاجا على إهانة من رئي