الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معرض -حوار اللون- إضافة جديدة لفناني المهجر

محمد الكحط

2012 / 4 / 30
الادب والفن


شهدت العاصمة السويدية ستوكهولم أفتتاح معرض الفن التشكيلي السنوي لجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد تحت عنوان "حوار اللون"، يوم السبت 21 نيسان/ أبريل، على قاعة الـ ABF في وسط العاصمة ستوكهولم، بحضور الوزير المفوض في السفارة العراقية الدكتور حكمت داود، وكما أعتاد فنانونا على ماهو جديد فكانت طريقة الافتتاح غير تقليدية، فعوضا عن الشريط والمقص كانت هنالك لوحة وألوان زيتية دعيّ السيد الوزير المفوض لرسم ما يراه مناسبا فيها، إيذانا بافتتاح المعرض الذي سيستمر حتى 29 أبريل 2012. كما حضرت يوم الافتتاح سفيرة الإمارات العربية المتحدة الشيخة نجلاء القاسمي.
وبعد التجوال في المعرض تحدث الوزير المفوض الدكتور حكمت داود قائلا، ((في أروقة معرض جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد انتابني شعور غامر بفرحٍ لوني دفعني لاستجماع ذاكرتي البصرية وجمالية الأشياء في الفن التشكيلي العراقي بمدارسه المختلفة منذ مجيئ الفنانين البولونيين إلى العراق وما أنتجه الرواد الأوائل كجواد سليم ومحمود صبري وشاكر حسن آلـ سعيد وغيرهم ممن أعطوا مدرسة التشكيل العراقية التي شكلت تميزا ليس في العراق بل أمتد إلى الأقطار العربية الأخرى، ومنهم من عانق العالمية بامتياز مثل ضياء العزاوي وليلى العطار وجبر علوان وسعاد العطار وآخرين غيرهم من الأجيال الجديدة التي تواصل العطاء بتجريبٍ عراقي متميز. ان المشاركين في المعرض هم سليلو هذه المدرسة، أنهم حقا عازفو لون كلٌ حسب مدرسته الجمالية ورصيده المعرفي محققين لنا التنوع المطلوب على صعيد الفضاء والكتلة واللون، المعرض سيمفونية بصرية تنوع اللحن فيها واختلف الأداء، ولكن الجامع الكبير هو العراق بأرثه وجماله وحضارته.))
ساهم في المعرض حوالي 25 فنانة وفنان، و28 عملا مختلفا من رسم أكريل وزيت ونحت على الخشب وسيراميك ورسم على الزجاج، كما تباينت المستويات الفنية، وتنوعت الأساليب والمواضيع المتناولة فيها، وفي جولة في المعرض الذي يتعذر تغطيته في تقرير واحد سجلنا الملاحظات السريعة التالية:
ففي لوحة سميرة أيليا "الضوء من خلال العتمة" حيث الأمل والتفاؤل رغم الصعاب، فلابد من ضوءٍ في آخر النفق.

سميرة أيليا

أما زميلتها الفنانة سليمة السليم والتي ساهمت بعملين من السيراميك فتناولت، موضوعة حنان المرأة، وفي العمل الثاني البحث عن المجهول، فتجد الدهاليز والنتوءات المعبرة عن تلك الحالة وكذلك نجد العمق أو البئر العميق للدلالة على ذلك المجهول أو التوهان.

سليمة السليم

تناول منجد البدر معاناة الفنان في هذا العصر، حيث تكبله القيود والحياة المعاشية، ويقول أنها تعكس حالة أمر بها. العمل الذي أعتاش منه يقيد إبداعي، عجلة الحياة تسحقني.

منجد بدر

أما الفنان محمود غلام فكانت لوحته حنين إلى الوطن، انعكاسا لعلاقة المهاجر وخصوصا الفنان بوطنه وتعلقه به، فهو يهيء حقائبه دوما من أجل العودة حالما بالوطن يعود إلى وداعته وهدوئه، وتوقف عجلة الدمار فيه.

محمود غلام

الفنان عباس العباس، ساهم في لوحة تحت عنوان ثلاث حالات، وهي تعكس جوانب من معاناة الإنسان المعاصر.

عباس العباس

الفنانة سمية ماضي، عبرت لوحتها عن الحياة البغدادية، وبالذات المقهى البغدادية، حيث يتجمع أبناء الحارة لتناول الشاي وقضاء الوقت وتناول أطراف الحديث.

سمية ماضي

الفنانة هناء الخطيب حاولت هذه المرة اختزال عملها بحجم محدد، لكنها عكست ما تريده ولم تمنعها مساحة العمل من تجسيد مضمون فكرتها وفنها، فكان حوار الألوان واضحا بين آدم وحواء، في شكل فني متناظر، ولازالت تصر على استخدام طلاسمها فهي وفية لها، فها هي معادلاتها الرياضية الفيثاغورسية، وها هي الأشكال الهندسية من مثلثات ومربعات ودوائر، أنها تدون أفكارا فلسفية بشكل فني تخاطب فيه جميع المستويات.

هناء الخطيب

الفنان شاكر عطية، كانت لوحته كتلة لونية حوارية كثيفة سماها متر مربع، وهو جزء من ثنائية تحاكي العالم السفلي، وتطرح التساؤل هل سنحصل فيه على متر مربع فيه؟، فأننا لم نحصل على متر مربع في الوطن، أما وسط اللوحة الحروف وهي الحوار، بدءا من اللغة المسمارية من أوائل لغات التواصل، حتى الحروف العربية التي نعبر فيها عن أفكارنا وأحاسيسنا.

شاكر عطية
أما الفنان حسين الموسوي، فكانت لوحته تلك الشجرة المقطوعة لكنها لازالت مرتبطة بالجذر فهو الأمل الذي تنتظره تلك الفتاة، القابعة هناك، توحي لأفكار عدة، لكنه يقول عنها أنها حالة خاصة مررت بها، أردت منها أن أعبر عن أشتياقي للماضي، فها هي الحبيبة لوحدها تتأمل ما أنكسر بسبب العواصف ومن ظلم البشر، فحلقات لحاء الشجرة هي 26 تعبيرا عن عمره حينها، أنها السنوات العجاف.

حسين الموسوي

الفنان كابي ساره، وهو متواصل مع زملائه الفنانين العراقيين، عمله "ضوء الحرية" تناول الواقع العربي، والأمل في الخلاص من القيود، ففي لوحته وجوه ومنافذ وأناس خلف الجدران ضمن الدمار، لكن هنالك ضوء منبعث يشق السكون وسط اللوحة، أنه الأمل في التغيير.


كابي ساره

المصور الفوتوغرافي سمير مزبان ساهم بصورتين بالأسود والأبيض، الأولى تحكي عن الصناعات الشعبية والفولكلورية العراقية والثانية عن المضيف العراقي والتقاليد العشائرية.

سمير مزبان (فوتوغراف)

الفنان ياسين عزيز، جسد في لوحته موضوعة البحث عن الوجود من خلال محاولة لونية، وهي مفاتيح الفنان هنا في حوار اللون، فهنالك شيء مبهم لازال البحث جاريا عنه.

ياسين عزيز
الفنانة ناهدة السليم ساهمت في لوحة سمتها "غفوة" وهي عمل تعبيري يعكس الهدوء من خلال الألوان وحركتها.

ناهدة السليم

أما الفنان محمد العزيز فتناولت لوحته محاكاة للربيع العربي، بأسلوب فني يعكس الإرهاصات والصراعات الموجودة، من خلال الكتل البشرية المتلاحمة، ونجد التراب والدم، من خلال محاكاة، لكن هنالك أمل في مجيء ربيع حقيقي.

محمد العزيز


سفيرة الإمارات العربية المتحدة في المعرض

الفنان حسين القاضي تناول في حواره انعكاس الروح، من خلال "طائر بثلاث أجنحة"، يجسد فكرة سريالية بمفردات واقعية.

حسين القاضي

الفنان لؤي جليل ساهم بعمل نحت على الخشب، يقول عنه انه ما تبقى من الألوان، يتناول بقاء بصمات الناس في الحياة، فأنهم يتركون أثرا سلبيا كان أم إيجابيا.

لؤي جليل (نحت على الخشب)


طلال العزاوي


كما تناولت الفنانة أشنا أحمد الفولكلور الكردي والفن الشعبي الكردي في لوحتها.

أشنا أحمد



ومن الفنانين المشاركين الآخرين في المعرض:
د. عماد زبير، داليا بن وطاف، تحفة أمين، فاتن أحمد، سوسن سلمان، عبد الجبار سلمان، رياض حميد، ازدهار محمد، وسام الناشي، لؤي جلال، وعذرا كونني لم استطع الكتابة عن أعمالهم لسعة المعرض، آملا أن يتم ذلك لاحقا.
كان المعرض تظاهرة لونية، وإضافة نوعية جديدة لفناني المهجر باتجاه الوطن ومن قلب الوطن الذي يحملونه في دواخلهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | المخرجة ليليان بستاني: دور جيد قد ينقلني إلى أ


.. صانع المحتوى التقني أحمد النشيط يتحدث عن الجزء الجديد من فيل




.. بدعم من هيئة الترفية وموسم الرياض.. قريبا فيلم سعودي كبير


.. المخرج السعودي محمد الملا يتحدث لصباح العربية عن الفيلم الجد




.. الناقد الفني أسامة ألفا: من يعيش علاقة سعيدة بشكل حقيقي لن ي