الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلم ماي الذي لايموت..

محمد المراكشي

2012 / 4 / 30
كتابات ساخرة


تعجبني كثيرا تسمية عيد العمال الأممي بالأول من ايار..ألمس فيها كثيرا من الشاعرية و الحلم الذي يراودني منذ عصور في وصول الطبقة العاملة إلى الاعتراف بقوتها و انتاجيتها ولم لا بسلطتها ! و لشد ما أكره ان يسمى بالفاتح من مايو ! فالراحل القذافي نفث فينا كره كل صفة لها علاقة بفاتحه العظيم الذي اختار أن يحتفل به أربعين عاما في بداية كل خريف !
ليس القذافي وحده من ابتلانا به التاريخ كي نشعر بالغبن ،فحكوماتنا و حكومات غيرنا كذلك..و احزابنا و احزاب غيرنا ..و نقاباتنا لوحدها و الله أعلم.. ! فكثير منها لا يتذكر العامل الكادح ،إلا مرة في السنة بينما تمر السنة بكاملها في حوار اجتماعي لا نهاية له مع الباطرونا و الحكومة.. عام يمر في انتظار الذي لا يأتي،و مزيد من العمال و الشغيلة يصابون بالغبن والإحساس بمرارة الهزيمة بالتقسيط !
فإن كنا واثقين من أن الحكومات المتعاقبة عندنا على الأقل لا تتحرك إلا تحت الضغط ،بل و التهديد كما حصل في فترات كثيرة من تاريخنا المعاصر ،فإن النقابات التي كانت تهدد و تضغط اصبحت و كأنها تبحث في كل مرة عن مخرج يرفع الحرج عنها..وشيئا فشيئا وصلنا إلى أغرب صيغة صراع اجتماعي في التاريخ ! حكومة تضغط ،و نقابات بعضها يساوم و بعضها يضغط..و الأساس الذي هو الطبقة العاملة و الشغيلة و الأجراء بعيد عن كل هذا وذاك..بعضها ينتظر ،و بعضها أصبح قبائل تجتمع و تتنافر حسب اللحظة التاريخية التي صارت تتبدل مع كل دقيقة ! وتغير جلدها النقابي مع اية إمكانية للظفر باي فتات !
أجمل ما أعجبني في شعارات الأول من أيار بالمغرب هذه السنة ،أنها لا تذكر شيئا إسمه العمال أو الطبقة العاملة ،فالهوية تلك كادت سبة أو شتيمة على مايبدو..فنقرأ في الشعارات "الجديدة" إشارات سياسوية أكثر منها نقابية.. حتى أني أتساءل مالذي سيستفيده العامل البسيط الذي سيحمل لافتة تطالب بمحاربة الفساد أو بالديمقراطية.. ! بينما حلمه البسيط ضمان اجتماعي و تغطية صحية وراتب إنساني !
لحسن حظ نقاباتنا أن عمالها يفضلون الاحتفاظ بالأمل ،بينما تحتفظ هي بشعارات يئسنا من تكرارها و تلويكها حتى كدنا ننقلب إلى المطالبة بنقيضها ربما يكون اسهل ! و لحسن حظ الحكومة أن الطبقة العاملة مازالت لم تصل إلى النضج الذي يجعلها تطالب بتوفير شروط العمل القانونية قبل المطالبة بديمقراطية لا تأتي أو عدالة اجتماعية لايفهم البعض معنى رفعها شعارا ! حتى كدنا نوقن ان يوما سيأتي تخرج فيه الحكومة في فاتح ماي لتطالب بطبقة عاملة أو يخرج الإسلاميون مطالبين بالاشتراكية !
ومع كل هذه القتامة ،لازلت أحتفظ بحقي في الصراخ في وجه الاستغلال الرأسمالي ولو مرة في العام،و لازلت أحلم بعيد حقيقي للعمال لا يوم مخصص لرفع اللافتات وإيصال "الإشارات" و أخذ الصور !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07


.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب




.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج


.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت




.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال