الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمد الجيزاوى يفضح حكام هذا الزمان

هانى جرجس عياد

2012 / 4 / 30
حقوق الانسان


التظاهر أمام السفارات ليست بدعة اخترعها المصريون بعد الثورة، لكنه حق كانوا محرومين منه، بين حقوقهم التى انتهكها نظام مبارك. كل شعوب العالم تعرف وتمارس حق التظاهر أمام سفارات الدول على أراضيها، رفضا لموقف، أو تأييدا لحادث، أو تضامنا مع شعب الدولة التى يتظاهر الناس أما سفارتها، أو احتجاجا على نظام الحكم فى هذا البلد أو ذاك، والمظاهرات دائما مصحوبة بهتافات معادية أو مؤيدة، حسب طبيعة الموقف.
ما حدث –إذن- أمام السفارة «السعودية» فى القاهرة ليس اختراعا مصريا، وليس لأن المصريين يعتقدون أنهم «محصنون أمام القانون بعد الثورة» كما تنطع السفير «السعودى» فى القاهرة، الذى لا يعرف على الأرجح معنى القانون، وكان حريا به أن يقول لنا ما هى القوانين المطبقة فى دولة «طويل العمر».
نعم نحن المصريين لا نحكم شبه الجزيرة العربية، لكن ما هى الشرعية التى تستند إليها قبيلة آل سعود للتحكم فى الأرض وما عليها، بما فى ذلك المقدسات الإسلامية، وما فى جوف من الأرض من ثروات هى بالقطع ملك الشعب وليست من تركة الحاج سعود الكبير التى تركها لأبنائه يعبثون بها كما يشاءون.
نعم نحن لا نحكم شبه الجزيرة العربية لكن هذا لا يعنى أنه من حق قبيلة آل سعود أن تعتقل أبناءنا كما تشاء وكما يحلو، دون أى مبرر قانونى.
نحن لا نحكم شبه الجزيرة، لذلك ليس ذنبنا أن «السعودية» دولة لا تعرف القانون ولا تعرف حقوق الإنسان (سألنى مذيع إذاعة صوت روسيا، فى حوار تليفونى حول واقعة اعتقال الجيزاوى: ما هو تقييمك لحقوق الإنسان فى «السعودية»؟ فكانت إجابتى إن التقييم يكون لشيء موجود، لكن ماذا لو لم يكن فى «السعودية» شيء اسمه «حقوق الإنسان» من أصله؟) دولة حولتها قبيلة آل سعود إلى دكانة وأطلقت عليها اسمها، فلم يعد أحد يذكر شبه الجزيرة العربية بل «السعودية» (ألم يسعى المخلوع لتحويل مصر إلى دكانة يرثها ابنه من بعده؟)، وليس ذنبنا أن خادم الحرمين جعل من نفسه ظل الله على الأرض، لا يجوز لأحد أن يتناوله بالنقد، بل على الجميع الانحناء وتقبيل الأرض تحت قدميه، ليس ذنب المصريين، كما أنه أيضا ليس ذنب شعب شبه الجزيرة المغلوب على أمره حتى الآن، فإذا كان هناك مئات المصريين والسوريين والفلسطينيين وغيرهم من العرب يعانون فى سجون آل سعود، فهناك آلاف من أبناء شبه الجزيرة يعانون أيضا فى ذات السجون، وهناك ملايين يعيشون فى سجن كبير اسمه «السعودية»، ومثلما لا يحكم المصريون شبه الجزيرة العربية، فإن قبيلة آل سعود لا تحكم مصر أيضا، وليس من حق كائن من يكون فيها أن يقول لنا متى وكيف وأين نتظاهر، ونحن نعرف جيدا حقوق الدبلوماسيين، فلم يحدث أن خطا متظاهر واحد داخل حرم السفارة.
ظهور حكاية الأقراص المخدرة بحوزة الجيزاوى بعد ثلاثة أيام من القبض علية فى المطار، وقبل حتى أن يتسلم حقائبه، ثم التضارب الواضح بين الراويات، التى قال أصحابها إنها منقولة عن محضر التحقيق، فضلا عن حقيقة أن الجيزاوى لا علاقة له من بعيد أو قريب بالغرز، أدى إلى تفجير حالة من الغضب الشعبى، عبر عن نفسه، مثلما تفعل كل شعوب العالم، فى مظاهرات أحاطت بالسفارة «السعودية» فى القاهرة.
أين هى –إذن- الجريمة التى ارتكبها شعب يمارس حقه القانونى الذى كفلته له كافة مواثيق وحقوق الإنسان التى لا يعرف عنها آل سعود شيئا؟
رد فعل قبيلة آل سعود بإغلاق كل مكاتبهم الدبلوماسية فى مصر واستدعاء السفير وكل الطاقم الدبلوماسى، يعكس عجزا بقدر ما يعكس هلعا.
القدرة والقوة تتمثل فى مواجهة الحقائق، وليس فى الهروب مصحوبا بتلويح –مباشر أو ضمنى- بعقوبات اقتصادية، فليس لدى آل سعود ما يكفى من الشجاعة لتقديم الجيزاوى إلى محاكمة عادلة، وليس لديهم الشجاعة لفتح ملف المعتقلين المصريين فى سجونهم، وماذا عن المعتقلين العرب وأبناء شبه الجزيرة؟، ليس لديهم سوى ثروات شعبهم سلبوها ونهبوها ليعيثوا بها فسادا فى أرجاء الدنيا، ثم يلوحون بما تبقى (وهو كثير جدا) ترهيبا أو ترغيبا.
يعرف آل سعود جيدا أن شعب شبه الجزيرة العربية صابر على ضيم، وان يومهم قادم لا محالة، إن آجلا أو عاجلا، وكل ما يستطيعونه هو تأجيل «يومهم» قدر ما يستطيعون.
المدهش أن حكام مصر من ذوى اللحى وذوى الكابات، والذين ألقت الثورة بالسلطة فى «حجرهم»، على غير انتظار أو توقع، لم يعتادوا أن يعيشوا أحرار كراما، فقد اعتادوا المذلة والمهانة، منذ أيام سيدهم القابع الآن فى استراحة المركز الطبى العالمى يعبث بأنفه، فرغم أن العرب قالت قديما تموت الحرة ولا تأكل بثدييها، إلا أن هؤلاء أحالوا القول العربى الشائع فى ممارستهم العملية «يموت الأذلاء إن لم يأكلوا بأثدائهم».
كان المفروض أن تكون الثورة ليست فقط البوابة التى تعيدنا إلى طريق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، لكن أن تكون أيضا النداهة التى تعيد الطيور المهاجرة إلى وطنها تبنيه وترفع من شأنه وتعيده إلى حيث كان فى زمان سابق، قوة عظمى فى العالم، بعد أن تغلق مرة وإلى الأبد باب هجرة المصرى إلى الخارج بحثا عن لقمة خبز عزت فى وطنه، لكن أصحاب اللحى والكابات وقد انقضوا على الثورة بليل، فأجهضوها وأحبطوها ثم راحوا يتصارعون على اقتسام كعكة السلطة، أبقوا مصر فى موقعها الذى حفره لها المخلوع، فكان من الطبيعى أن يطل علينا جنرالات مبارك ورئيس الوزراء القادم من زمانه ورئيس مجلس الشعب الذى طالما انتخب فتحى سرور رئيسا لمجلس سيد قراره، تطل علينا هذه الجوقة العاجزة الباهتة تعايرنا بأفضال قبيلة آل سعود علينا، من حجم رأس المال «السعودى» المستثمر فى مصر (رغم أنه يجنى أرباحا من عرق المصريين أكثر مما يعود علينا بفائدة)، وكم فرصة عمل سوف تضيع (ولا ذرة حياء تجعلهم يشعرون بمسئوليتهم عن توفير فرص عمل بدلا من التسول من طوال العمر؟)، وكم مصرى فى شبه الجزيرة العربية سوف يخسر عمله (أليس المفروض أن يعود هؤلاء لوطنهم يساهمون فى بنائه، أم أن مشروع نهضة خيرت الشاطر ليس فيه متسع لهم؟)، وكأنه مطلوب منا، وقد رفضنا أن نبقى عبيدا لمبارك، أن نتحول لنصبح عبيدا عند السيد خادم الحرمين، فنرجوه أن أن يتكرم علينا ويعتقلنا جميعا، وليس فقط أحمد الجيزاوى والمئات الذين سبقوه، وتصبح وظيفتنا فى الحياة أن نرسم البسمة على شفتيه حتى يرضى عنا ويفتح أمام الجنرالات وحلفائهم أبواب جنته.
هل ثمة ما هو أكثر عبثية وسخرية من هذه المهزلة؟
لا نريدكم ولا نريد جنة السيد خادم الحرمين، نحن نعرف كيف نبنى جنتنا هنا على الأرض، فى مصر الكنانة، ونعرف أن لنا أشقاء فى شبه الجزيرة العربية يتطلعون إلينا، وإلى يوم انتصارنا، ليكون لهم إلهاما ونبراسا، عندما ينطلق إعصارهم يمسح فى طريقه كل آل سعود الذين أحالوا شبه الجزيرة العربية (أطهر أرض) إلى سوبر ماركت أطلقوا عليه اسم شيخهم فأصبحت «السعودية».
جريرة أحمد الجيزاوى الحقيقية، أنه أخذ على عاتقه مسئولية الدفاع عن «أسرانا» فى سجون قبيلة آل سعود، فشاءت الأقدار أن يصبح الجيزاوى، وهو أسير، كاشفا، بل فاضحا، عورات حكام هذا الزمان من ورثة آل سعود حتى ورثة آل مبارك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تضامنا مع الجيزاوى
ناديه احمد ( 2012 / 4 / 30 - 09:35 )
اعلن تضامنى مع احمد الجيزاوى , ما هؤلاء الناس ! هل الكذب يجرى فى عروقهم مجرى الدم , شكرا لك مع تحياتى


2 - سيل من المغالطات في هذا المقال
محمد بن عبد الله ( 2012 / 4 / 30 - 14:06 )
يحدثنا كاتبه عن حق التظاهر وكأنه لم يرى كم البذاءات التي كتبت على حوائط السفارة..يحدثنا الكاتب عن الاحترام وغفل عن سماع الهتافات الحقيرة في حق حكام دولة نعترف بها

لا أدافع عن السعودية...فمجرد تسمية دولة باسم شخص هو منتهى الحقارة والاستبداد وتطبيق الشريعة يثبت انحطاط تلك الدولة

لكنني ادافع عن الحق واصول التعامل بين الدول

بحجة (الثورة) فجر الغوغاء وتصوروا ان كل محظور مباح

رأيناهم غنما هائجا أمام السفارة الاسرائيلية ليثبتوا للعالم حقارة رجل الشارع في مصر وذكرني ذلك بما اقترف غوغاء الخميني في ايران ابان ازمة السفارة الامريكية

نفس الوجوه الهائجة رأيناها في تظاهرات أولاد الست أم اسماعيل في وسط عيالها...همج متخلفون طفحوا على وجه الدنيا من غياهب قرون الظلام

هؤلاء البشر يحتاجون إلى إعادة تأهيل وتهذيب وإصلاح حتى يعودوا ويرتقوا درجات السلم البشري...أين أنت يا داروين لترى آدميين ينقصون إلى البهيمية في حين تتطور باقي الاجناس؟ !

لا لكل هياج حيواني خاصة لو كان من أجل مهرّب مخدرات قبض عليه مع أدلة جرمه أو شيخ مدلّس كاذب معاند

كشفت الاحداث كذب ادعاءات تمدن شعب !!


3 - قليل من الأدب لا يضر
هانى عياد - الكاتب ( 2012 / 4 / 30 - 14:50 )
الأستاذ محمدين، لست أفهم معنى البذاءة فى قاموسك، وأنت تقول عن بشر، بصرف النظر عما إذا كانوا ثوارا أم بلطجية، «غنما هائجا أمام السفارة الإسرائيلية ليثبتوا للعالم حقارة رجل الشارع في مصر...» ثم تضيف وكأن ما قلته ليس كافيا، «هؤلاء البشر يحتاجون إلى إعادة تأهيل وتهذيب وإصلاح حتى يعودوا ويرتقوا درجات السلم البشري...أين أنت يا داروين لترى آدميين ينقصون إلى البهيمية في حين تتطور باقي الأجناس؟». أما ما تسميه «كم البذاءات التى كتبت على حوائط السفارة» فهل هذا «الكم من البذاءات» تفوق على ما ذهبت إليه أنت بقولك «...مجرد تسمية دولة باسم شخص هو منتهى الحقارة والاستبداد وتطبيق الشريعة يثبت انحطاط تلك الدولة» على الأقل لأن من وصفتهم أنهم «غنم هائج» كانت لديهم القدرة على التمييز بين الدولة والقبيلة التى تحكمها، بينما افتقدت أنت هذه القدرة تماما!! كنت أتمنى يا أستاذ محمدين أن تمسك بواقعة واحدة مما ورد فى المقال وتفندها بواقعة أصدق، أو رأى وتدحضه برأى أقوى، بدلا من الانحدار إلى هذا الدرك الوضيع الذى ذهبت إليه، لكن يبدو أن من قال «كل إناء ينضح بما فيه» لم يكن مخطئا


4 - كل الاجلال لشعب مصر العظيم
جاسم محمد ( 2012 / 5 / 1 - 11:17 )
عندما اجتاحت القوات العراقيه الكويت والتي هي ارض عراقيه وبعد ان دخل الجنود قصورهم وجدوا فيها وثيقه هامه جدا بل اقول بالغه الاهميه حيث تعكس تلك الوثيقه النظره العامه للعائله الحاكمه على ارض مهد العرب نحو مصر. الوثيقه هي مكتوبه بخط الملك الراحل فيصل وتحريضه للاسرائيل عبر الولايات المتحده لمهاجمه مصر.طبعا الهدف من ذالك ان ينكسر الجيش المصري ومن ثم يتم سحب القوات المصريه من اليمن. لكن ما احتوت عليه الوثيقه والتي كانت متداوله على النت انذاك وخصوصا بعد الاحتلال الامريكي للعراق ان ذالك الملك كان يرى ان هزيمه مصر تمنع على اي مصري ان يرفع رأسه بعد ذالك. اي ان حرب حزيران لم تكن فقط هزيمه لعبد الناصر وانما الغرض منها ايضا كسر كرامه وادميه الشعب المصري كما هو يستنتج من تلك الوثيقه. ان القوى التي حاولت بعد ذالك وخصوصا نظام مبارك كان استدامه نهج تلك الوثيقه عبر قمع وسلخ ادميه الانسان صاحب التاريخ .حينما يتضاهر المصري اليوم انما يحاول ان ينزع عنه ذالك القيد او تلك الاصفاد التي كبلته وهو يحاول وهي احدى المحاولات والتي جزء حن حقه ان يستعيد بها معنى ان يكون انسانا حرا.ضد عبوديه المال ومن يمثله.


5 - تحية لك ولهم
محمد البدري ( 2012 / 5 / 1 - 11:47 )
مثلما سرقوا المصريين قديما باسم الاسلام يعيدون سرقة كرامته حديثا عبر الاخوة العربية. فالمصريين يذهبون الي تلك الاوطان ليبذلوا جدها في العمل ولا يدفع مقابله بما يساويه طبقا للنظرية اليسارية التي يتبناها اليسار عامة واليسار المصري خاصة؟ نتوقع من اليسار الذي اخذ علي عاتقه فكرة العروبة كاكذوبة متخليا عن الطبقة العاملة فكرا ان يعيد النظر لكل ما ساقه الحكام القوميون اليه ويسوقه اليه حكام الاسلام. بوجهي العملة تجري سرقة المصريين علي كل وجه. شكرا وتحية لمقالك وتحية لكل من يقف امام سفارات دول النهب والسرقة والكذب والتضليل الديني

اخر الافلام

.. العربية ويكند | الأمم المتحدة تنشر نصائح للحماية من المتحرشي


.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو




.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع


.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة




.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون