الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعدموا البيروقراطية وأنقذوا الكراسي

ثائر الربيعي

2012 / 4 / 30
حقوق الانسان


هنالك نظرة سائدة في المجتمع تفسر ان كل من يسرق الأموال ويتقبل الرشوة من الأخر في النظام المؤسساتي للعمل الوظيفي يطلق عليه صفة الفاسد وتنطبق عليه شروط الفساد ويخضع للمساءلة القانونية،فماذا نطلق على الذي يؤخر صدور كتاب مهم يتعلق بمصائر الناس وحياتهم لأكثر من اسبوع ومدة صدوره لاتتجاوز الخمسة دقائق،وآخر يعرقل امراً بالموافقة على مشروعاً مهم كأن يكون بناء مستشفى اومركز صحي اومدرسة جديدة للأطفال،او بناء مشروع عملي ينتشل الشباب من واقع البطالة بدلاً من الذهاب لمشاريع تخريبية وتدميرية تضر البلد،ماهوالتفسيرالمقنع بعدم اظهارالموظف لشيء بسيط من الاحترام للمواطنين عند مراجعتهم لإنجاز موضوع ما في دائرة معينة،وعندما نساءل لماذا كل هذا التأخير والاستخفاف والإجابة العمل متراكم ولا يوجد الفراغ لأبادلهم الابتسامة،والواقع عكس ذلك فسرد القصص والحكايات وتفسير الاحلام من والى هي المهمة التي يبتدئ بها العمل ومن ثم النظر بمعاملات الموطنين،فالتمحيص والتدقيق لغرض تجنب الوقوع بالفساد،انه تعليل وتبرير للفشل الذي يكتنفهم في أداء عملهم،والصحيح هي ظاهرة البيروقراطية التي بدأت تنتشر مثل الهشيم بالنار بين أروقة ومفاصل الدولة وكأنها جزء لايتجزء من منظومة بناء المؤسسة،وكلمة قراطية مشتقة من الأصل الإغريقي (كراتس )ومعناها السلطة والكلمة في مجموعها تعني قوة المكتب اوسلطة المكتب،والبعض الاخر يوضح مفهومها نظام الحكم القائم في دولة ما يشرف عليها ويديرها طبقة من كبار الموظفين الحريصين على استمرار وبقاء نظام الحكم لأرتباطه بمصالحهم الشخصية،حتى يصبحوا جزء منه ويصبح النظام جزءً منهم،أنها الروتين القاتل والمؤخر لمسيرة البلد الذي يحبو نحو الارتقاء للتخلص من فلسفة الرمز الأوحد،وهي أحدى المعاول التي يعمل بها الفساد ليحقق مبتغاه،فالتقيد الحرفي بالقانون وعدم اعطاء الفضاء الواسع في فهم الامور لمعرفة أصل المشكلة،وكأنه سورة منزل من السماء،فقتل روح المبادرة والإبداع والابتكار والنظرة الضيقة للموظف المجد بأنه سيأخذ مكان مديره وبالتالي فأنه سيضع العراقيل والعقبات واحدة تلو الأخرى ومبرراته كثيرة فقيمته تتجلى بوجود الكرسي الذي لايستطيع مفارقته حتى في نومه يتسامر معه،وهل لايوجد غيرهم في دوائرنا ليكونوا مؤهلين ؟ام أنهم فقط من لديهم القدرة على تقديم الخدمات والاحتياجات،وماذا سنفعل أذا أحيلوا على التقاعد لبلوغهم السن القانوني،هل سنستأجر اونستورد موظفين لهم باع في أدارة المؤسسة،أن فسح المجال للطاقات وترك العقد التي تحاكي العقل الباطني بأوهام شتى،ودعم شريحة الشباب (الموظفين الجدد) وتطوير قدراتهم وقابليتهم وإخراج المكنون الفكري لديهم وهذا لايأتي من فراغ ،وإنما من خلال اشراكهم في دورات بمختلف الاختصاصات وإعطاءهم دروس تتناول ثقافة العمل بروح الجماعة والابتعاد عن فلسفة النفاق والتسلق،وقضاء حاجات المراجعين والتعامل معهم بسلوك حسن ومحترم ،لإعطاء صورة ناجحة ولائقة عن عمل المؤسسة،والقيام بآلية تدوير المدراء والمجيء بمدراء جدد من شأنه خلق فرص أكثر لتحقيق النجاح وان كان صغيراً لكنه كبير في عين من يعمل به .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات | ماذا بعد طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إ


.. تباين ردود الأفعال الدولية حول مطالبة -الجنائية الدولية- باع




.. محاكمة غيابية في فرنسا لـ 3 مسؤولين سوريين بتهمة ارتكاب جرائ


.. الحكم بإعدام مدرس الفيزياء قاتل طالب الثانوية العامة بالمنصو




.. بايدن يهاجم طلب الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت.. -أ