الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكم الشمولي في العراق

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2012 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية



لم أتفاجئ بقرار منع المسيرة بمناسبة الأول من أيار الصادر عن السلطة الحاكمة في العراق فانه من المتوقعات بعد هيمنة الإسلام السياسي على مقاليد السلطة، ونذر الشر لا تحتاج لمقياس فالأحزاب الراديكالية تتبنى الشمولية وتسعى لبناء الدكتاتورية وإقصاء الأخر لأنها لا تؤمن به وتعتقد بامتلاكها الحقيقة المطلقة المنزلة من السماء والخلل ليس في السلطة الحاكمة بل الخلل في القوى السياسية التي اعتقدت إن أحزاب الإسلام السياسي يمكن لها في يوم من الأيام التحرر من عنجهيتها وشموليتها وان تؤمن بالديمقراطية والحرية والوطنية فهذه المصطلحات بعيدة عن قاموسيها وغريبة عن تكوينها.
إن القوى الوطنية والديمقراطية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي أخطأت بمجاراة الإسلام السياسي ومنحه الشرعية في الحكم بمشاركتها في سلسلة الانتخابات غير النزيهة التي جرت في العراق فالجميع يعلم أن هذه الأحزاب تلاعبت بنتائج الانتخابات واستغلت الفرص المتاحة أسوء استغلال وأفسحت حيزا صغيرا لقوى الخير والسلام حتى إذا تمكنت من بسط نفوذها وفرض هيمنتها قامت بإقصاء وتهميش من سار معها، فكانت البداية بإقصاء الأحزاب والشخصيات الوطنية من ليبراليين وديمقراطيين وعلمانيين ووطنيين وانفردت هذه القوى بالسلطة ليجري الصراع بينها بإقصاء حلفائها من الإسلام السياسي لفرض الحزب الواحد من جديد فأقصي المجلس الأعلى والحزب الإسلامي وهمش الصدريون والفضيلة ليصبحوا حلفاء بما يلقى لهم من فتات ليتصدر المشهد السياسي في العراق السيد نوري المالكي بشخصه واسمه وها هو اليوم يحاول إنهاء التأثير الكردي بعد أن تمكن من إقصاء علاوي ومن لاذ به من عرب الغرب وسنة العراق وها هو المالكي مع مجموعة من أتباعه يفرضون هيمنتهم على الجميع بحيث عجزت القوى المتصارعة عن إضعافه او النيل منه بحكم ارتباطاتها المعروفة واكتفت من الغنيمة بما تحصل عليه من امتيازات شخصية دون التفكير بمعاناة الشعب الذي يقاد إلى الذبح دون أن يعلم بما سيئول إليه مصيره في القادم من الأيام.
إن اللوحة السياسية قاتمة والعراق في طريقه الى دكتاتورية الدم والنار وعلى القوى الوطنية أن تعي طبيعة المرحلة وتلجأ الى العمل السري لمواجهة الحكم الجدي واستعمال كل طرق النضال المتاحة بم فيها القوة المسلحة، لأن السلطة الحاكمة في طريقها للتفرد بالسلطة في ظل جيش مليوني يؤمن بالقائد الأوحد ويأتمر بأمره، ويعمل برأيه وعلى القوى السياسية المسايرة للوضع الجديد أن تحسب حسابها فالأيام القادمة ستشهد إقصاءا للجميع وانفرادا يخشى منه على مستقبل العراق وعندها يصدق فيهم القول المأثور ألا إني اكلت يوم أكل الثور الأبيض، وعلى الجميع تكوين جبهتهم الموحدة لمواجهة ما سيكون وإلا فالسجون والمقابر ستفتح أفواهها لاستقبالهم واحدا بعد الآخر ولهم بتاريخ العراق القديم والمعاصر خير دليل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طريق المغامرة
عبد علي ماهود ( 2012 / 5 / 2 - 10:39 )
استنتاج السيد محمد علي محي الدين القائل:-ن اللوحة السياسية قاتمة والعراق في طريقه الى دكتاتورية الدم والنار وعلى القوى الوطنية أن تعي طبيعة المرحلة وتلجأ الى العمل السري لمواجهة الحكم الجدي واستعمال كل طرق النضال المتاحة بم فيها القوة المسلحة، -. هو ضرب من المغامرة واللعب بالنار. فالعمل المسلح في الظروف العراقية الملموسة لا تعني سوى حرب أهلية تقسم البلاد ولا تزيل ممارسات ضد الحريات بل تبني ديكتاتورية فاشية تقضي على كل ما وفره التغيير في عام 2003 من مجال لممارسة الحريات العامة التي يحاول البعض انتهاكها، وتوفر الفرصة لفلول البعث البائد وحلفائه من امثال الهاشمي ورهطه في فرض فاشيتهم. إنه ضرب من الخيال غير قابل للتطبيق، فالممارسة السلمية الاحتجاجية وحدها كما اكدته الايام الاخيرة هي الوحديدة في ترشيد العملية السياسية.


2 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2012 / 5 / 2 - 17:42 )
الاخ عبد علي ماهود
في الامثال العربية اخر الدواء الكي ويبدو ان الطبيعة البدوية الكامنة في داخلنا بدات تفرز افرازاتها ليطفوا على سطح تفكيرنا اللجوء للقوة في ظل شريعة الغاب فالعراق بادارته السياسية الحالية لم يتمكن من توفير الحد الادنى من الديمقراطية لمن يؤمن بها بل انه بنحني صاغرا امام القوة ولا يرى في السلم والمسالم مثلا للاقتداء فالسلطة تسمح لعصابات ومافيات الجريمة اللعب على الحبال وتتفاوض مع القتلة والسفاكين وتحارب الداعين للسلم والعمل السلمي بمعنى اخر انها لا تفهم غير منطق القوة ولا تؤمن الا بالقوة وها انت ترى ان الحكومة تتفاوض مع من يلوي يدها بالقوة وتحارب من يحاول اسنادها من خلال النصح والتوجيه فما العمل
اما مسالة البعث وفلوله فهذه اسطوانة ما عادت رائجة فالبعث في صميم السلطة العراقية وفي هرمها وقد فتحت السلطة ابوابها للبعثيين القتلة والمجرمين وهم يتنسمون اعلا المراكز الامنية والعسكرية والسياسية بل ان بعضهم مستشارون معتمدون لدى سلطة العراق


3 - للاطلاع
محمد علي محيي الدين ( 2012 / 5 / 2 - 17:52 )

كتب المحرر السياسي:
قدمت الجهات الحكومية الرسمية، يوم امس الاول من ايار، دليلا دامغا آخر على صحة ما ورد في تصريح الاعلام المركزي للحزب الشيوعي العراقي الصادر يوم السبت الماضي، من ان للجهات المذكورة -موقفا مسبقا مقصودا- في -التضييق على حزبنا ونشاطه-. ففيما رفضت الجهات المذكورة، الخميس الماضي، الترخيص للحزب باقامة احتفاله بعيد العمال العالمي (مثلما في السنوات الماضية) في ساحة التحرير، بدعوى ان هناك الآن -تعليمات- بعدم اجازة التظاهرات في هذه الساحة، سمحت يوم امس لطرف آخر باقامة تجمع فيها بالمناسبة نفسها! وقد وصل الى علمنا ان الموافقة على طلب اقامة التجمع هذا صدرت الاحد الماضي، بعد يوم واحد فقط من تقديمه، وبعد ثلاثة ايام من ابلاغ حزبنا رفض طلبه المقدم يوم 19 نيسان، مما اضطره الى تغيير مسار تظاهرة الاول من أيار! طبيعي اننا نرحب باجازة أي فعالية بمناسبة عيد العمال تقام في أي مكان، لا سيما في ساحة التحرير. وكان ترحيبنا مضاعفا عندما علمنا ان المبادر الى فعالية الامس في ساحة التحرير،هو الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق.


4 - تابع لما قبله
محمد علي محيي الدين ( 2012 / 5 / 2 - 17:54 )
لكننا لا يمكن الا ان نشعر بالغضب ازاء هذا الاستغفال الصريح والتعامل البعيد عن اللياقة جملة وتفصيلا، من جانب الجهات الحكومية المعنية، مع حزبنا وطلبه المشروع قانونيا وسياسيا واخلاقيا! اننا نتساءل: لماذا هذا الكيل بمكيالين؟ لماذا هذا التمييز ضد حزبنا بالذات؟ اين هو من الدستور والحقوق والحريات الدستورية، التي لا يكفـّون عن الدعوة الى احترامها؟ والى متى سيستمر هذا التعامل غير الدستوري وغير الديمقراطي؟ اننا نحتج بشدة ونشجب هذا السلوك من جانب الجهات الحكومية الرسمية، والذي يبدو الآن جليا انه يجسد موقفا مسبقا، يستهدف التضييق على حزبنا ونشاطه، وعلى الحريات وحق التعبير عن الرأي عموما، والتي يكفلها الدستور. وفي الوقت نفسه ندعو المواطنين والمجتمع المدني باحزابه السياسية ومنظماته وهيئاته وفعالياته الشعبية المختلفة، الى رفض وشجب التمييز الذي يتعرض له حزبنا من طرف الجهات الحكومية، والى التعبير عن تضامنهم مع الشيوعيين وسائر القوى الديمقراطية، ومع حقهم في الحرية والتعبير عن الرأي بصورة سلمية وديمقراطية.

اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان