الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهل كانت القدس الا ماخورا للغزاة, اليهود والمسيحيين والمسلمين, عربا وغير عرب.

خالد عبد القادر احمد

2012 / 4 / 30
القضية الفلسطينية


مثل الشباب العربي السياحي الذي لا يفكر الا بمتعة حدها من المعدة الى الركبتين, اجد ان كتابات متخلفة لا ترى مجالا لصلة القدس بالمنطقة الا صلة الاغتصاب, في صورة الغزو العسكري الذي يسمونه فتحا وتحريرا, او في صورة العهر الجنسي السياحي؟ فهل كانت القدس في تاريخها يوما حرة او انها لم تكن سوى ماخورا. للاجانب عسكرا وسياحا؟
وحده ذي الفكر العرقي المتخلف, هو من يرى في غزو اجنبي لفلسطين تحريرا وفتحا لها فقط لان مجترأ هذا الغزو ينتمي للعرق العربي, عوضا عن ان يرى بمواطنية فلسطينية صادقة انه اغتصاب مورس طوال التاريخ ضد فلسطين وقدسيتها وقدسها, وانه لم يكن فرق بين الغازي الاوروبي او الاسيوي او الافريقي, او اليهودي او المسيحي او المسلم, فكلهم مغتصبون هدروا الكرامة الوطنية الفلسطينية, واغتصبوا ( وطنه ) لا ارضه؟؟؟ وعرضه وكرامته, وكرروا ذلك تاريخيا وكان اخر تكرار تقاسم فلسطين مع الحركة الصهيونية العالمية.
ان ادعاء النخبوية الفكرية والسياسية والكتابة حول الكرامة والاذلال واسقاط استقلالية الوطن والمواطنة من رؤاها الفكرية والسياسية , لن يعدو ان يكون ادعاءا يصب في اعادة انتاج الهزيمة التاريخية المتواصلة التي تلم بالشعب الفلسطيني, فالنخبة الفكرية والسياسية لا تنتظر اجندة اجنبية لتحرر وطنها, والا لاعتبرنا ايضا غزو الولايات المتحدة واوروبا للعراق وليبيا تحريرا, ولكن لمن تقرع الاجراس؟
هل سمع هؤلاء المدعين النخبوية بمذبحة صبرا وشاتيلا التي ارتكبها _ الشباب العرب _ او ما سبقها او ما تلاها من مذابح ومجازر, ام ان هؤلاء النخبويين مستمرون بملازمة فكر وسياسة تدجين الفلسطينيين, وتظليل هذا التدجين بمنتوج فكري اعلامي وبيان سياسي مضلل؟
ان الجيوش العربية مليئة ب _ الشباب العرب _, فماذا يجترحون من جريمة بحق اسرهم انفسها, وحتى لا تختبيء هذه النخبوية المريضة خلف مقولة سياسة الانظمة في القمع الامني , نسال ماذا فعل _ ثوار الناتو _في ليبيا بشعبهم, وماذا فعل قبلهم ثوار العراق بشعبهم وبالجالية الفلسطينية في العراق,
ان كرامة الفلسطيني تتمحور حول قناعته واصراره وتمسكه بحقه القومي في الاستقلال والسيادة الوطنية وحرية تقرير المصير, والاصرار على البقاء والاستمرار في مشوار الترقي الحضاري الذي بدء منذ فجر التاريخ, وكرامتنا هي في ان نمنع عودة الغزو والفتح الاجنبي اعربيا كان او غير عربي لفلسطين ببناء الدولة الديموقراطية العلمانية المستقلة على كامل تراب الوطن.
ان تحرير فلسطين من اجل استعادة هويتها العربية والاسلامية.......الخ هو استغباء منقطع النظير لقدرة الفلسطيني على قراءة علاقاته بالغير, واستغباء قدرته على قراءة تباين مصالحه عن مصالح _ الاشقاء_, وربما يقتنع الفلسطيني حتى الان بضرورة تجاهل قراءة هذه المصالح نظرا لحالة الحصار المفروضة عليه, لكنه قطعا على مسار التحرر من هذه المنهجية, والتخلص من النخبوية الفكرية والسياسية التي تستدعي مقولة استعادة الهوية العربية والاسلامية,
انني كفلسطيني ارفض ان يحررني او يحمي مؤخرتي _ الشقيق _ العربي او اخ في الدين, لان ذلك هو انتقاص الرجولة والكرامة الانسانية والوطنية, كما ارفض ان تعتلي ظهري مصالح الاشقاء بعد ان يكونوا اسقطوا مصالحي, مهما كانت قدسية الشقيق, بل اقضل العودة لعبادة الاله بعل, على اي اله غيره في سبيل العودة لاصالتي الوطنية, ومواطنتي الفلسطينية الحقة,
فلتطمان نخبويتكم العروبية فان لائحة الاهداف الوطنية الفلسطيني الحقيقية بدأت تتضح اولوياتها الصحيحة, وبدأ التاثير السياسي الواسع للفكر العرقي والطائفي في فلسطين بالانحسار, فلا داعي لتخوبفنا بهدر الكرامة والاذلال فنحن نسعى لاستعادة الكرامة التي فقدناها عام 1948م, ولن نكف عن السعي ولا داعي لاعادة التذكير بقصيدة مظفر حول القدس.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كاتب رائع
.مريم رمضان ( 2012 / 4 / 30 - 23:07 )
أ جمل مقال قرأته عن فلسطين،كاتب رائع في مقال رائع.
هدفنا في الحياة هو أن يشعر الأنسان له كرامه،له قيمه ،ينتمي الى بلد حر ديمقراطي علماني يشعر بفخر أنه ينتمي الى هذا البلد بغض النظر عن دينه،أو جنسه،أو لونه. لكنه هذا شئ مستحيل مع أمه تتفاخر في التخلف والإنحطاط الفكري،مثل الأمه الإسلاميه،تسير عكس الحضاره ويحكمون بدين لا يحترم الفرد ولا المرأه ويسْيرون البلد على هواهم .


2 - السيدة مريم رمضان
خالد عبد القادر احمد ( 2012 / 5 / 1 - 06:57 )
تحيتي واحترامي
ان تعليقك الايجابي على المقال يؤكد ان ليس كل العقول مغلقة على موروث التخلف الايديولوجي وان التحرر من التخف الفكري له الاولوية على لائحة مجالات الانسانية في التحرر
انني على قناعة من ان مقايضة الوطن بجنة السماء هو طريق يغترب بالانسان عن الوطنية الصادقة, ويورث المجتمع ويلات الانقسام والتشرذم والتخلف لصالح اؤلئك الانتهازيين امثال الشيخ يوسف القرضاوي الذي يعرض فتواه للبيع في سوق النخاسة السياسية , وكان الاجدر به ان يحرم زيارة العراق تحت الاحتلال وزيارة ليبيا ايضا بل على العكس فانه افتى محللا احتلالها

اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ