الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعجوبة كوكبنا - عنوان الارض المثالى

مجدي زكريا الصايغ

2012 / 4 / 30
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


عنوان الارض المثالى
غالبا مايتضمن عنوان المرء اسم بلده ومدينته والشارع الذى يقيم فيه . وعلى سبيل المقارنه لنقل ان البلد الذى توجد فيه الارض هو مجرة درب التبانه والمدينه هى النظام الشمسى اى الشمس والكواكب التابعه لها والشارع هو مدار الارض فى النظام الشمسى . وقد نال العلماء بصيره نافذه فى فهم مزايا موقع الارض البالغ الصغر فى كوننا الفسيح بفضل التقدم الذى احرز فى علوم الفلك والفيزياء .
بادئ ذى بدء تقع المدينه التى توجد فيها الارض اى النظام الشمسى فى منطقه صالحه للسكن من مجرة درب التبانه فهذه المنطقه تبعد عن مركز المجره 28,000 سنه ضوئيه وتحوى التراكيز المناسبه من العناصر اللازمه لدعم الحياه .
فلو كانت هذه المنطقه ابعد مما هى الان لندرت هذه العناصر ولو كانت اقرب لتعرضت لخطر شديد بسبب تزايد الاشعاعات التى يحتمل ان تسبب الموت وغيرها من العوامل المؤذيه .حقا نحن نحن نعيش فى العقار الافضل على الاطلاق حسبما يرد فى مجلة ساينتيفيك امريكان .
الشارع الانسب
ان الشارع الذى تقع فيه الارض اى مدارها فى نظامنا الشمسى هو الافضل ايضا فهذا المدار الذى يبعد عن الشمس حوالى 150 مليون كيلو متر يقع فى منطقه صالحه للسكن بحيث لاتجمد الارض ولاتحترق . كما ان مسار الارض شبه الدائرى يقينا طوال السنه على البعد نفسه تقريبا من الشمس .
علاوة على ذلك تعد الشمس محطة توليد الطاقه الاكثر فعاليه فحجمها ملائم وهى تبث بدون انقطاع الكميه الصحيحه من الطاقه لذا تستحق الشمس ان تدعى نجما متميزا للغايه .
خير جار للارض
لو ترك الخيار للارض ان تنتقى جارا لها لما وجدت احسن من القمر . فيما ان قطره يتجاوز ربع قطر الارض تقريبا فهو يعد كبيرا جدا نسبة الى كوكب الارض اذا ماقورن بالاقمار الاخرى فى نظامنا الشمسى لكن ذلك ليس من محاسن الصدف فالقمر هو المسبب الرئيسى لحركة المد والجزر التى تؤثر تأثيرا هاما فى بنية كوكينا . وهو يساهم ايضا فى ضبط درجة ميلان محور الارض . فبدون القمر المفصل على قياس الارض اذا جاز التعبير يترنح كوكبنا مثل الدوامه حتى انه قد يقع على احد جوانبه . ويمكن ان ينجم عن ذلك تغييرات مأساويه فى المناخ وحركة المد والجزر وغير ذلك.
فريده فى ميلانها وسرعه دورانها
يسبب ميلان محور الارض 23,5 تعاقب الفصول سنويا وتلطيف درجات الحراره ويخلق مجموعه كبيره من الاحزمه المناخيه. يذكر كتاب الارض الفريده بالانكليزيه - لماذا يندر وجود الحياه المعقده فى الكون : يبدو ان درجة ميلان محور كوكبنا مناسبه تماما.
اضف الى ذلك ان طول النهار والليل الناجمين عن دوران الارض هو ايضا مناسب تماما فلو طالت دورتها كثيرا لاحترق الجانب المواجه للشمس وتجمد الجانب الاخر. اما اذا قصرت دورتها ولو بضع ساعات فقط لاحدث دورانها السريع رياحا عاتيه وتأثيرات مؤذيه اخرى.
حقا ان كل مايمت بصله الى كوكبنا من عنوانه الى سرعة دورانه وحتى جاره القمر يشهد ان خالقا حكيما ابتكر هذا التصميم الذكى (ان وجود الكون يعتمد بشكل رئيسى على القوى الاربع التى تتحكم بالماده الجاذبيه الكهرومغنطيسيه والقوتين النوويتين القويه والضعيفه وكل هذه القوه مضبوطه بدقه بالغه).
يقول بول دايفيز عالم فيزيائى ومؤيد للتطور : حتى العلماء الملحدون يشيدون بما فى كوننا من رحابه وعظمه وانسجام وروعه وابداع فذ. فهل يعقل ان يكون هذا الابداع نتاج الصدفه ام انه شاهد على تصميم هادف؟
فكر فى هذا السؤال فيما نتحدث عن درعين مذهلين يحميان الحياه على الارض من اخطار الفضاء الخارجى.
درعان يوفران الحياه على الارض
الفضاء عالم محفوف بالمخاطر تكثر فيه النيازك والاشعاعات المميته الا ان كوكبنا الازرق يسير فى حقل الرمايه الفسيح هذا دون ان يصاب بأضرار تذكر وكيف ذلك؟

تلبس الارض درعين مذهلين يمدانها بالحمايه حقلا مغنطيسيا قويا وغلافا جويا يلائم حاجاتها تماما.
الحقل المغناطيسى ينشأ فى اعماق الكوكب ويمتد بعيدا فى الفضاء حيث يشكل درعا غير منظور يدعى الغلاف المغنطيسى ويقى هذا الدرع الارض من القوه الشديده لللاشعاعات الكونيه والمخاطر التى تنبعث من الشمس مثل الرياح الشمسيه وهى سبل متواصل من الجسيمات المشحونه بالطاقه .اللهب الشمسيه التى تبعث خلال دقائق طاقه تعادل الطاقه الناجمه عن بلايين القنابل الهيدروجينيه والمقذوفات الاكليليه CME التى تطلق من اكليل الشمس الى الفضاء بلايين من الاطنان من الماده.
وتحدث اللهب الشمسيه والمقذوفات عروض الشفق الكثيف وهى اضواء ملونه ترى فى الغلاف الجوى العلوى بالقرب من قطبى الارض المغنطيسيين.
الغلاف الجوى يمد الارض بحمايه اضافيه فالطبقه الخارجيه من الغلاف الجوى الستراتوسفير تحوى شكلا من اشكال الاوكسجين يسمى الاوزون الذى يمتص حتى 99 فى المائه من الاشعه فوق البنفسجيه المنبعثه من الشمس.
وهكذا تساهم طبقة الاوزون فى حماية الكثير من اشكال الحياه مثل البشر والعوالق من تأثير الاشعه الخطره. واللافت للنظر ان كمية الاوزون ليست ثابته بل تتغير بتغير كثافة الاشعه فوق البنفسجيه مما يجعل من هذه الطبقه درعا فعالا يتكيف حسب الحاجه. بالاضافه الى ذلك بحفظ الغلاف الجوى كوكب الارض من الوابل اليومى لملايين النيازك التى تتراوح بين جسيمات صغيره وصخور كبيره فغالبية هذه النيازك تحترق فى الغلاف الجوى وتصبح ذيولا متوهجه تدعى الشهب.
غير ان درعى الارض هذين لايعيقان وصول الاشعه الضروريه للحياه مثل الحراره والضوء حتى ان الغلاف الجوى يساهم فى توزيع الحراره حول الارض ويغدو فى الليل دثارا يبطئ تبدد الحراره .
حقا ان غلاف الارض الجوى وحقلها المغنطيسى هما من روائع التصميم التى لم تدرك خفاياها بالكامل
وتصح هذه الكلمات ايضا فى ظاهرة اخرى وهى وفرة المياه على الارض.
ولتجنب درجات الحراره المتطرفه يجب ان تدور الارض حول الشمس على مسافه مناسبه .فالاحوال التى تتميز بها الارض والناجمه عن حجمها المثالى العناصر الكيمائيه التى تتكون منها ومدارها شبه الدائرى على مسافه مثاليه من نجم يعيش طويلا اى الشمس جعلت تجمع الماء على سطح الارض امرا ممكنا. ومن الصعب حتى تخيل نشوء الحياه دون وجود ماء .
الا يشعرنا هذا بالتقدير الى هذا الكوكب المثالى والمميز الذى نعيش فيه وبالتقدير الاعظم الى خالق الكون الذى ابدع لنا كل هذه الروعه والجمال.
والعجيب الغريب اننا نرى اهلاك هذا الكوكب يتم على قدم وساق كما ان انكار وجود الخالق يتزايد يوما بعد يوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواهب غير مفيدة للمجتمع ???? مع بدر صالح


.. تونس : لماذا كل هذه الفيود على الحريات؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. بعد حرب غزة.. هل ستفوز حماس إذا أجريت انتخابات؟ شاهد كيف رد


.. بسبب التصعيد الإسرائيلي في رفح.. تزايد حدة التوتر بين القاهر




.. أمير الكويت يصدر مرسوما أميريا بتشكيل الحكومة الجديدة | #راد