الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد العمال العالمي:رغم الصعاب الكادحين يحتفلون ويستذكرون

ستاتر عباس

2012 / 5 / 1
الحركة العمالية والنقابية


يتأثر الحراك الاجتماعي والثقافي بتداعيات الأحداث السياسية والاقتصادية وبما يدور في المحيط الخارجي لبلد هذه التداعيات انعكست سلبا على الحراك الاجتماعي والثقافي وصادرت تفكير النخب الثقافية وأبعدت قسم كبير منهم عن استذكار و أحياء المناسبات ,عيد العمال العالمي واحد من اهم المناسبات التي تهم شريحة واسعة من الشعب ظهرت يافطاتها بشكل لايتلائم وحجم هذه المناسبة ولولا وجود الافكار والتوجهات الوطنية لطويت هذه المناسبة وسوفت ذكراها والاحتفاء بها, فالنقابات العمالية والتي يفترض ان تكون الراعية لهذه المناسبة افرغت من محتواها العملي والمهني في اهم واغلب المفاصل الحيوية صودرت مهامها وانصهرت في السياقات الادارية والمالية والسياسية ولم تعد قادرة لدفاع عن الطبقة العاملة لا في القطاع الحكومي ولا الخاص ولم تعالج مشكلة البطالة مما حول تفكير الكثير من العمال الاعتماد على العلاقات الشخصية ومد الجسور بينهم وبين المسئول دون اللجوء الى النقابة في حسم قضاياهم والدخول في دائرة الشد والجذب بين الادارة من جهه والاخيرة ,هنالك مسالة مهمة ظهرت بعد التغير وجود أجواء سياسية بطابع ديني حاضرة بين الاوساط العمالية تستمد قوتها من الخطاب المسيطر على الشارع وعلى توجهات وتفكير المسئول الاول كأن يكون وزير من كتل واحزاب دينية او مدير عام وهذا امر وارد جدا بحكم المحاصصة والشراكة في تقاسم السلطة وداعم قوي للأفكار التي يتبناها,هذه التدعيات لم تثني المثقف العضوي كما يسميها" البعض" عن الكتابة والاستذكار واحياء ذكرى مثل هذه المناسبة ,فقد اعتاد ابناء هذه الطبقة الكادحة التي تعاني التهميش والاقصاء في كل زمان ومكان في بلد عانى من الاحتلال والحروب والانقلابات والازمات وظهور النفس البيروقراطي في الاونة الاخيرة وكلما ظهر زعيم او قائد وطني ينصف شريحة العمال والفقراء تكالبت علية ابناء جلدتة ودول الاقليم لتقصية وبطريقة وحشية,واهمين من يعادون الوطنية والوطنيين والعمال والفلاحين والفقراء فهذه هي ادوات الثورات فالكل ماضي والقلم باقي ولتاريخ صفحتان بيضاء وسوداء الوطنيون يطرزون صفحتهم البيضاء بأسمائهم التي كتبت بدم الشهادة ولا يمكن لتاريخ و لا لجلاوزة السلاطين ان تسقط هذه الاسماء التي نقشت في ذاكرة الشرفاء الوطنيون,نعم ايها الذكرى وايه الشهداء سنظل نحي ذكراكم مادامت الدماء في العروق والمداد في الاقلام الواجب الوطني والاخلاقي يحتم على كل المثقفين الوطنيين ان يستذكروا دماء كل الشهداء وعلى مختلف توجهاتهم وانتمائاتهم مادمت الدماء سالت في مذابح الحرية والدفاع عن الاوطان وعن حقوق الانسان نعم ايها الذكرى لازال أبنائك مشروع استشهاد في كل زمان ومكان فقد كتبت احرفك الاولى بدماء الشهداء في عام 1886وضلت جثامينهم طرية بعرق العمال والفلاحين تفوح منها رائحة المعامل والحقول والسجون والمعتقلات مشاعل علقت بأعمدت الطغاة لتنير درب الحرية, , وعلينا واجب اخلاقي وأنساني ان نستذكر هذه المناسبة وان لاندع الافكار الظلامية والشوفينية والسجالات والتقاطاعات من اجل المصالح تستوقفنا عن احيائها واستذكار شهدائها وعلى مختلف انتمائتهم وجنسياتهم هولاء النخبة استرخصت ارواحها لتعلم الاجيال دروس البطولة والتضحية و بأن الحريات تنتزع ولا تمنح, وأن الحرية وساعات العمل التي نعيشها اليوم هي نتاج هذه الارواح التي ازهقت ظلمنا,حريتنا مدفوعة الاجر بدماء النخبة فلا للاحد من السلطات التي مازال البعض منها يعيش بعقلية التسلط وتهمش الاخر فضل علينا ومن الواجب أن نكون امينين ومحافظين على تلك الحقوق, فقد كانت تظاهرات شيكاغو السبت الاول من أيار عام 1886صرخة مدوية لازال صداها يتعالى في كل عام وصفعة في وجه السلطة والشركات الصناعية الحاضرة بقوة بالسلطة اثار غضبها وأخرجتها عن جادة الصواب, المطالب المشروعة بأن يحدد العمل بثمان ساعات واستراحة ثمان ساعات وترويح وثقافة ثمان ساعات ومنع الاطفال من العمل وعدم استغلال العاملين وتوفير الضمان الاجتماعي والتقاعد لهم ,و امتدت التظاهرات وتسعت رقعتها وظلت الى اليوم الخامس مما افقدة السلطات عقلها وجعلها تعطي الاوامر الى الشرطة باطلاق النار وقتل 200متظاهر وعتقال واعدام عدد من قادة التظاهرة وقد اطلق أحد ابرز قادة التظاهر صرخة قبل أعدامه هزت اركان السلطة وايقظت الضمير الانساني (سيأتي اليوم الذي يصبح فيه صمتنا في القبور أعلى من أصواتنا )كانت بحق المحرك القوي والمدوي في الضمير الانساني وكانت الدافع لتحقيق الحلم الاممي لعمال واحرار العالم وكسبت تعاطف الشعب وجزء من الحكومة مع المتظاهرين ومتد التعاطف والتايد الى جميع الدول الاوربية ودول اخرى واصبح الامر لازم وأن هذا التايد الذي حظيت به من العالم و الدول الاعضاء في المنظمة الاممية ان تقرر الامم المتحدة وتعتبرالاول من ايار عيدا عالميا ُ لكل العمال في العالم بدأ بعام 1889 ,في العراق الذي شهد تغير الانظمة الشمولية والتحول الى الديمقراطية لازالت اثار قانون 15لسنة1987الذي غير جنس العمال الى موظفين وألغى دور النقابات في ليلة وضحاها كواحدة من المهاترات والارتجالات دون دراسة الاسباب والنتائج واستشارت اصحاب الشان واصبح العراق يعيش نظرية منفردة في العالم, بالاضافة الى قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال المرقم 37في1971 وقانون تنظيم النقابات المرقم 52لسنة1987,الامر الاخر والذي ظهر بعد التغير هو توافد العمالة الاجنبية بشكل كبير على الرغم من وجود الاف من العاطلين والانفتاح على الاسواق وغياب دور الكمارك مما جعل السوق الاعراقية تعج بجميع البظائع ومن جميع المناشئ الامر الذي ادى الى توقف الكثير من المعامل الصناعية والانتاجية وتسريح الاف من العمال لينظمو الى العاطلين لكن الذي يخفف من وطائت هذا الكم من المشاكل التي تستهدف الطبقة العاملة هو وجود الحس الوطني والصوت الهادر المطالب بحقوقهم والاحتفاء بالمناسبة سنويا0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - -حكايات الحما- .. اتيكيت وقواعد التعامل بين الخصوصي


.. غزة اليوم(3-5-2024):عدنان البرش.. طبيب مستشفى الشفاء، في عدا




.. نقابة الصحفيين الفلسطينيين: 135 صحفيا وعاملا بمجال الإعلام ق


.. 10 طلاب بـ-ساينس بو- يضربون عن الطعام لـ 24 ساعة دعماً لغزة




.. إضراب طلاب في معهد العلوم السياسية في باريس عن الطعام بسبب إ