الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل لانها التجربة الاولى نقبل بالاخطاء الاعلامية

ماجد فيادي

2005 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


لا اتحدث هنا عن الفضائيات الارهابية وهي كثيرة , ولكني اتوجه الى اكثرها عراقية ( قناة الفيحاء ) التي عوضتنا خيراًَ عن الافكار الهدامة من القومية المقيته والطائفية المتطرفة .
بعد البداية الرائعة لقناة الفيحاء واتخاذها خطاًَ عراقياًَ نزيهاًَ واجتذابها الى العديد من المشاهدين العراقيين , لما تقدمه من روحية وطنية غايتها العراقيين اولا والعراق ثانياًَ .
تعرضت هذه القناة الى اول امتحان اعلامي صعب عندما تناولت العملية الانتخابية والترويج لها والتعريف بالشخصيات المرشحة وأئتلافاتهم وبرامجهم الانتخابية لغرض طرحه على المجتمع العراقي , هنا لابد من التوقف عند نتائج هذا الامتحان وعدم التسرع والجري وراء العاطفة لاعطاء درجة التقييم , فقد استطاعت هذه القناة من فتح المجال امام العديد من التوجهات السياسية العراقية وبدون تحفض وبغض النظر عن مدى قربها او ابتعادها عن ميول المشرفين على القناة , وهذا يحسب الى القناة مع كل التقدير , لانها استضافة الاسلامي والعلماني والليبرالي والشيوعي واخرين يتفرعون من هذه الاتجاهات السياسية , كما انها اعطت الفرصة لكل المداخلين بطرح افكارهم وتوجهاتهم دون ان تقمع حرياتهم , كذلك استضافة الاختصاصيين لتقديم ارائهم العلمية , ولم تنسى عامة الناس من العراقيين الذين يشكلون نموذج نفتخر به لعراقنا الحبيب , واستطاعت ان تقدم المعلومات الكاملة عن العملية الانتخابية وكيفية اجرائها وما الغاية منها , وتحشيد العراقيين للمشاركة بالانتخابات القادمة , وقدمت الكثير من المشاعر الجميلة للشعب العراقي من خلال الشعراء والمواطنين المتصلين والشخصيات الوطنية لتكسر حاجز العزلة الذي فرض على العراقيين في فترة الحكم الدكتاتوري , واجرت لقاآت مع ارهابيين لتكون شاهد تاريخي على معانات الشعب العراقي على يد اخواننا العرب, ولو استمرينا بالحديث لوجدنا الكثير مما لم يقال .
اما في الايام القليلة التي تسبق العملية الانتخابية نرى ان الفيحاء ( ولشدت حبي لهذه القناة اذكرها بالاسم ) جرت وراء الدعاية الانتخابية ووراء اساليب بعض المرشحين الغير نزيهة بوعي او بدون وعي , مثل التركيز على تصريحات بعض السياسيين الذين اكالوا التهم الحقيقية والملفقة على بعضهم , وكذلك وراء تركيز حملات دعائية على افراد في هذا الأئتلاف او ذاك , وانسحابات قلما كان سببها للمصلحة العامة بل في معضمها لمصالح شخصية بعيدة عن مصلحة العراق , واهتمت باتهامات بانتماء قوائم او افراد الى دول مجاورة مثل ايران , واعطت الحق لبعض الخبراء في اخذ دور سياسي اكثر مما هو علمي في توجيه الناخبين او التقليل من شأن قائمة معينة مثل تحليل السيد رضا الشهرستاني بشأن نتائج التصويت والمتعلق بقائمة اتحاد الشعب , هذه الاخطاء تقلل من درجة التقييم التي ممكن اعطائها الى قناة الفيحاء لانها دخلت في زاوية تبتعد عن الحيادية التي اردناها لها , ان كان هذا مقصوداًَ او غير مقصود , ولست هنا لاوجه الاتهام الى قناتي المفضلة ( الفيحاء ) بل بصدد التنبيه الى الالتزام بالخط العراقي الذي نريده الى الاعلام العراقي .
من اهم القضايا التي ابتعدت عنها الفيحاء بالوقت الذي نحن بامس الحاجة له , هو التركيز على البرامج الانتخابية , لغرض توعية الناخب العراقي بهذه البرامج وابعاده عن القومية والطائفية والتعصب السياسي . ولاننا اليوم بصدد اخطر واهم انتخابات في تاريخ العراق علينا ان نوعي الناس بمحتوى هذه البرامج لما لذلك مم اهمية كبرى تأتي من جهل العراقيين بالنتائج المترتبة على من سيدخل الجمعية الوطنية , وجهل العراقيين باللعبة الانتخابية ( لاننا بدون تاريخ انتخابي ) .
كنت اتمنى على الفيحاء ان تتطرق الى مجمل البرامج الانتخابية وفسح المجال امام العراقيين لطرح اسئلتهم على ممثلي البرامج وتقديم الاجوبة , كنت اتمنى ان تجرى مناظرات سياسية لفهم الاختلافات في وجهات النظر , كنت اتمنى ان نبتعد عن الجري وراء التصريحات الرنانة والخالية المحتوى , كنت اتمنى ان يفضح كل من يستخدم اساليب غير شرعية في العملية الانتخابية لاان يعامل كما يعامل الملتزم , كنت اتمنى ان يتم التركيز على تثقيف العراقيين باجابيات وسلبيات البرامج الانتخابية , لاكما نرى اليوم وكان المنافسين الوحيدين على الساحة هم الشيعة والسنة او العرب والكرد , كنت اتمنى ان تعطى الفرصة لمن ليس لديه مساعدات مالية ليعبر عن وجهة نظره في خدمة العراق لا التركيز على متخمي البطون , كنت اتمنى ان يفسح المجال واسعا امام ممثلي المجتمع المدني لا الاحزاب التي لها من يعينها , كنت اتمنى ان يعطى للمرأه مساحة واسعة لا التركيز على الرجال , كنت اتمنى ان اعرف كيف ستنفذ الاحزاب برامجها لا ان تبقى وعود , كنت اتمنى ان يعصر السياسي على قناة الفيحاء لا ان يقال له انت فوق مستوى الشبهات .
اعود لتقييم امتحان الفيحاء كتجربة عراقية اعلامية لارى نفسي حائراًَ , فلا يمكنني ان اقيمها ب (% 50 )او (%70) بل ادعوكم الى دراسة تجربتكم هذه وعدم التسرع بالتقييم والتحضير الى المرحلة القادمة الخاصة بالتصويت على الدستور الدائم .
مع حبي وتقديري لقناة الفيحاء العراقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة