الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القاص المغربي عبدالغفور خوى يصدر الطبعة الثانية لمجموعته القصصية-سنوقد ما تبقى من قناديل-.

مصطفى لغتيري

2012 / 5 / 1
الادب والفن


صدر حديثا للكاتب المغربي عبد الغفور خوى الطبعة الثانية لمجموعته
القصصية "سنوقد ما تبقى من قناديل " مزيدة و منقحة و قد كتب مصطفى لغتيري تقديما لهذه الطبعة بعد ان قدم الطبعة الأولى ، و جاء في التقديم:
في طبعتها الثانية تأبى المجموعة القصصية "سنوقد ما تبقى من قناديل" إلا أن تنحو منحى ، يتدثر بنوع من الصفاء الإجناسي ، محاولة أن ترسم لنفسها طريقا في القص ، مخاتلا و زئبقيا ، حتى لا تظل نصوصها متأرجحة -كما هو الشأن في الطبعة الأولى- بين القصة القصيرة و القصة القصيرة جدا ، و لعل هذا الطموح الإجناسي هو ما حدا بالقاص المغربي عبد الغفور خوى أن يختار بين ذلك طريقا وسطا ، فارتأى أن تحط نصوصه الرحال في جنس الأقصوصة، هذا الجنس ، الذي كتب فيه الكثير من القصاصين المغاربة و العرب و العالميين ، فلا زالت كتابات محمد ابراهيم بوعلو و محمد زفزاف حاضرة في أذهاننا ، قوية و يانعة ، تذكرنا بجمال هذا الجنس الأدبي الجميل ، أما على الصعيد العربي فقد برزت نصوص القاص الطاهر عبدالله ،التي وطدت دعائم الأقصوصة ، بتكثيفها ، و سرديتها المخاتلة ،التي تتشرب نسغ الشعر و بهاءه ، و على المستوى العالمي تبرز - في هذا المضمار- نصوص بورخيس و غيره من الكتاب الذين اختاروا الأقصوصة مضمارا لحلبة قصهم الماتع المتميز بعمقه الحكائي و سرديته اللافتة و ذكائه الوقاد في التعاطي مع الأحداث و الشخصيات و الأجواء القصصية بشكل عام.
في هذه نصوص الجميلة يكشف القاص عبد الغفور خوى عن قدرة في اللعب بالحكي و الدلالة ، فالقصة عنده لا تتوخى الكمال ، لأنها تعترف بنسبيتها ، و تلك حال الإبداع الأدبي الحقيقي ، الذي يأنف من المطلق و الكمال ،و يهيم في نسبيته و تواضعه ..
إن النصوص هنا مفتتنة بقدرتها على قول ما لم تقله ،أي أنها تلمح أكثر مما تصرح ، و كأنها تدعو القارئ، ليتخلص من كسله ، ليملأ فراغاتها ، و يحلق بعيدا في المعاني المحتملة للنصوص ، حتى يمارس مع الأستاذ خوى شغبه الجميل ، و هو يقود شخوصه في أرض المعنى البكر ،عبر مسالك الحلم و الرغبة و الحب و الطفولة -..القاص هنا يتناص -بشكل واع و مفكر فيه - مع درر الأدب العالمي و خاصة في جانبها التراثي ، دون أن تفقد نصوصه هويتها الخاصة ، التي لا يخطئها البصر و لا البصيرة ، إنها قصص تدل على كاتبها ،شكلا و مضمونا، و أجواء عامة تستحم في مياهها المنعشة قصص المجموعة.
و إذا كان الكاتب عبدالغفور خوى قد اختارلمجموعته جنسا وسطيا ما بين القصة القصيرة و القصة القصيرة جدا ، فإنه ظل وفيا لهذه الوسطية في اختياره للغته ، إذ جاءت لغة وسطية تتموقع في البين بين ، لغة تؤدي وظيفة قصصية بنكهة شعرية ، لذا جاءت جميلة ، فاتنة ، تتسربل بالمجازات ، و التقاطعات و المفارقات ، و توظف معجما دالا بنفسه حينا ،و بالعلاقة المؤتلفة و المتوترة ما بين مكوناته حينا آخر.
لكل ذلك و لغيره ، فاللقاء بنصوص الكاتب عبد الغفور خوى دوما تضرب للقارئ موعدا مع المتعة و الإفادة ، فاحرص أيها القارئ أن تكون في الموعد، و اعلم أن غوصك في أعماق هذه النصوص سيتيح لك التقاط جواهر كامنة ، سترصع ، إلى الأبد، ذاكرتك القرائية بدررها النفيسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا