الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر على نافذة الأول من آيار عام 2012

رائد محمد نوري

2012 / 5 / 1
الادب والفن



الأول من آيار في العراق عطلةٌ رسميّةٌ ،
لكنّ العراقيين لا يتبادلون التّهاني و الهدايا فيه ،
و لا يحتفل بقدومه إلا قليلٌ منهم .
من سكنوا قصور الإمارة اليوم من النماردة الجدد بعد هروب ساكنيها
النّماردة أبناء النّماردة أحفاد النّماردة القدامى
صبغوا منطقة سكناهم بلونٍ مختلفٍ عن لون مناطق سكنانا نحن البسطاء ؛
لكي ينسوا على عمدٍ
أنّ الشّرائع كلّها
تقدّس التّراب المغسول بعرق الكادحين .
حفيد كسرا الذي استبدل ببزته الكسرويّة بزّة سلطانٍ صفويٍّ
لا يفقه من أمور الفكر شيئاً
إلا ما يتناغم مع فورة فرجه المنتصب بخمرة أنثى سحريّة ،
صحيحٌ أنّه لم يعد يطمع في أن تكون المدئن عاصمة امبراطوريّته ،
إلا أنّه لا يزال يسعى جاهداً
لعلّه يضمّ ما تبقّى من نخيل العراق إلى كنوز فارس !
و آخر ما سمعناه من حفيد السّلطان العثمانيّ
-ذاك المسكون بوهمٍ فرضته على أمم الأرض مدفعيّة الطّغاة من أجداده-
أنّه يريد أن يحبس عنّا دجلة ،
تلك الرّبّة السّومريّة التي عمّدت برضابها المعسول طين التّمدن و باركته نبيّاً أمميّاً !
أمّا الصّحراء ،
-تلك الأرض العربية-
فيكفينا منها أنّها
ملأت علينا أجواءنا غباراً مسموماً برذائل الأجلاف المرائين !
الجوع لا يزال حيّاً في بلادي
كأنّه عاهرةٌ تبيع أولادها بثمنٍ بخسٍ
لاحظات عواءٍ ذئبٍ مظلمةٍ سرمديّة .
و الموت لا يزال يفترسنا
كأنّه الطّوفان الذي أدمن لحوم العراقيين .
و الفقراء في العراق لا يزالون فقراء .
و الراية الحمراء لا زالت ترفرف هناك ، و السارية لا تزال تحملها تقاوم السقوط صابرةً .
إذن ، لماذا لا يحتفل أكثر الناس في بلادي بالأول من آيار مشعلين شموع الأمل ؟
أفيعيش الأوّل من آيار غريباًفي أرض الثّوّار ؟!
لا يعقل هذا !
أويكون الأوّل من آيار و حيداً بين أنصار عليٍّ و أبي ذرٍّ و الحسين ؟!
لا يعقل هذا !
بل يعقل هذا ؛
؛ لأنّ الرّاية مفتوقةٌ من جهة المنجل و المطرقة و النّجمة .
و السّارية ، حتى السّرية التي تحملها
صحيحٌ أنّها لم تصدأ بعد
إلا أنّ الأرض التي تمسكها رخوة .
أفبُدِّلت الأرض غير الأرض ، أم قد أدركها الكبر و شاخت ؟
الأوّل من آيار لا زال يطوف على الكادحين كلّ عام
مرتدياً قميصه الأحمر ،
يشدّ على أياديهم ،
يتوضّأ بعرق جباههم ،
و يناديهم :
( أنتم عمود الأرض فإذا صلحتم صلحت الأرض و إذا فسدتم فسدت ،
سواعدكم هي الأبقى . )
الكادحون لا يسمعون النّداء ؛
لأنّهم مبتلون بمرارة خيبات الأمل و التشرذم و الضياع و غياب الوعي .
لكنّ الأوّل من آيار سيظلّ يعود كلّ عام
مرتدياً قميصه الأحمر ،
يطوف على الكادحين ،
يبارك لهم عيدهم ،
و يذكّرهم بضرورة أن يكونوا مشاعل ثورةٍ مضيئة ،
لعلّ أصابعهم ترتّق فتق الرّاية ،
و لعلّ سواعدهم المفتولة
تحمل السّارية لتغرسها
في غدٍ مشرقٍ
بشمس العدالة و المحبّة و السّلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب


.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي




.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي