الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طفولتي التي تبقى في الذاكرة دوما-

زيد محمود علي
(Zaid Mahmud)

2012 / 5 / 1
الادب والفن


كنت في طفولتي أعيش في بغداد منطقة العلوازية قرب جسر القديم ، وكلية الحقوق أيام زمان في العهد الملكي ، كنا ستة أخوة مع والدتي التي كانت تقوم بتربيتنا ، وكان والدي متزوج لأمراءة غير والدتي وكان كل ثلاثة أيام في الاسبوع يمر علينا ، لسد بعض الأحتياجات ، وكنا ساكنين في مشتمل لعائلتين ، ونحن كنا في غرفة واحدة ، تستغل الغرفة للمنام والطبغ والغسل ، وليس لدينا أي من الأقرباء لأن والدي من محافظة اربيل - والتحق في التمريض العسكري ، وظل في بغداد لسنوات كثيرة ، أما والدتي فهي كذلك من نفس محافظة اربيل ، وقد عانينا الكثير من الفقر ولقمة العيش ، لكن والدتي كانت ذكية حيث طلبت من والدي أن يعلمها كيفية زرق الأبر ، وفعلا" تعلمت هذه المهنة خلال فترة قصيرة وأصبح عيش العائلة على هذه المهنة التي تعلمتها والدتي ، المرحومة والدتي عانت الكثير في حياتها من أجلنا ، وكانت في مناسبات كثيرة حينما نجلس في الغرفة تأخذ في البكاء الصامت ، لأن والدي قد خدر بها لأنه تزوج بعدها أمرأتان أي ليصبح صاحب ثلاثة زوجات ، زوجة من سكنة بغداد ومن منطقة خانقين أصلا" والثانية من منطقة زاخو القضاء العائد لمحافظة دهوك وأما والدتي فقد أهملها والدي وتركها لظروف قاسية جدا" ، لكن كانت أمرأة عصامية لاتقبل الصدقات أو المساعدات كنت دائما" أسمعها تقول عيب على الأنسان أن يتقبل الصدقات وهو معافى صحيا" ، وكنت صغيرا" أخذتنى الى أحد أسطوات البناء قرب بيتنا وقالت للأسطة أقبله عندك للعمل والأسطة قال هذا صغير لايتحمل العمل قالت لايهمك ذلك أنه قوي البنية وفعلا" تم قبولي وأشتغلت معهم الى أن أنتهى العمل وبعدها سقطت طريح الفراش وتمرضت عدة أيام لكن والدتي كانت نوعما قاسية ولم يهمها ذلك قالت لي أبني سوف تكبر وتعيش أطفالك هذه مشيئة الحياة لاتهتم ، ولا أعاتب والدتي التي عانت ماعانت .. لكنها خلقت مني أنسان يتحمل جميع الظروف القاسية ولحد الأن ويذكرني ذلك دوما" شعر عبدالامير الحصيري الذي يقول في أحد أبياته تعلمت الجوع بجميع أنواعه ... ولن أحترم هذا الزمن طالما يوجد طفلا" منكسر العينين ...يذكرني ذلك دوما" ويذكرني كذلك الشاعر الكبير محمد الماغوط .. هؤلاء يبقون في ذاكرتي أتقاسم معهم وقائع مشتركة ،وأتذكر كذلك منطقتنا الجميلة منطقة الكسرة ، ففي سنوات 1957 كان الملك فيصل الثاني يمر من شارعنا وكنت أسرع منطلقا" للركض وراء سيارته السوداء ، والخيول الملكية تسير وراءه ، وتعزف موسيقى شيش كباب ، كنت أرتاح نفسيا" من هذه المناظر الجذابة ، والفقر الذي كنا نعاني منه ، يغيب من تلك اللحظات الجميلة ، وكنت في رجوعي للبيت أشرح لوالدتي عن مرور الملك الذي أشاهده أكثر الأيام وجه نوراني جذاب ، وكانت والدتي تأخذ بالضحك على ما حملته من أخبار لها ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح


.. سهرة لبنانية بامتياز في كازينو لبنان مع النجم سعد رمضان والف




.. العربية ويكند | ترمب يغادر المسرح وحيدا بعد مناظرة بايدن..