الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


.. - امنحنا جناحيك وجه الصبح -

هاني صالح الثوابتة

2012 / 5 / 1
أوراق كتبت في وعن السجن


امنحنا جناحيك وجه الصبح ..
امنحنا رصاصة في المسافة الواقعة بين الوفاء والنسيان .
امنحنا رصاصة كنت قد منحتها لبرج الحراسة المنصوب عند أطراف المخيم ، يسرق أحلام الطفولة الذاهبة على أجنحة النوارس إلى المدارس .
تفرك يديكَ أطياف الصبح بشغف قلبك لمهمة صعبة ، ذات الأصابع تحاصر فنجان قهوة تشتهيها ، وتحترف العزف على زناد البندقية ترسم طريقها صوب البحر صوب الغرب ..
أمهلوني قليلاً أيها الرفاق .. نحن ما تعلمنا أن يسقط الوعد من يدنا .
قبل أن يخيم الحزن على المدينة في المساء ، لكَ أن تُدشن أمسيات القنص وتعلن فرح بيوت الشهداء ، وتغمس فاتحات صبح الغرباء بالخوف ،أنت تدري؟! كيف يغلف الرعب قلب علج مدجج بآلة موت تعود لنحرها بموت محتم ، ما أن تلامس وجنتك ظهر البندقية ،تقطُب جبينك تتحفزعينك بدقة متناهية ، نيشان بارودتك الشقية أدنى منتصف الهدف رأس صهيوني جاء يحتل هدوء الشواطيء ، تتمتم لنفسك خدها خدها قد أتتك لا تخذلك فوهة النار ، هنيهة .. تختلط رمال السافية بدم ينفر من برج صدء يعتلي أطراف المستوطنة ..
يا نضال امنحنا رصاصتين جميلتين حادتين كعيون الأسمر وقرعان أنشودة مجد يغنيها الأطفال لعيون المصطفى في القدس ، امنحنا ابتسامتك المؤجلة للقاء الأحبة في عالمك الآخر ، امنحنا عزم رائد يتقدم الرفاق يؤمن انسحابهم ويطمئن أن المعركة له وحده ليخوضها ببسالة ، ألم يكن ؟! ذلك درس الإيثار الذي تلقنه فرساننا في مدارس الصمود ونهلناه وعياً حضارياً كُتب بيد فوتشيك والراعي والخواجا على جدران الزنازين ، ألم ؟! نستلهمه من جَلدْ أبوغسان يكتب آيات من الصمود الإنساني بجسد نحيل وإرادة لا تطالها هامة الجرمق ، تنغرس في كل عزل ينتقل إليه يُزهر إقحوناً وزنبق بري يُقبل كل صباح جبين عاهد ومجدي يتأملان قسمات أطفال البلاد وقد كبروا ، وكبرالأمل معهم .
امنحنا فخر أميراتك الجميلات فرح ومرح ، يباهين الصديقات "بابا" نجماً يسطع في الليل فوق بيتنا يضيء عتمة ليلنا ، امنحنا الجرأة للإجابة على أسئلة الحنين في عيونهن ، متى ستعود ؟؟!! .
امنحنا صبر الأمهات العائدات من زيارة قبور العابرين إلى مدن السلام و فيض من كفاح أمنيات البسطاء ، أمنحنا وله القادمات من خلف شبك الزيارة في السجون يحملن الوديعة سلة قرنفل معشقة بالبارود وبعض أغنيات حفظناها عن ظهر قلب نحب أن نرددها .
يا نضال ..
قاماتكم شاهقة ، لا نستطيع بلوغها بالنصوص أي كانت ومهما بلغت من الفصاحة والإحساس ، ولكن لم يكن لي بد إلا أن أكتب لكَ على جبين الذكرى ، كلمة حب واشتياق لأزمنة التمرد .

هاني صالح الثوابتة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خالد أبوبكر: أمريكا وأوربا تجابه أي تحرك بالأمم المتحدة لدعم


.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - الأمم المتحدة تشدد على ضرورة إدخا




.. سفير إسرائيل بالأمم المتحدة: قرار واشنطن وقف بعض شحنات الأسل


.. بعد إعلان إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم.. الأمم المتحد




.. كاميرا العربية ترصد أوضاع النازحين في مخيم المواصي