الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا ايها الذين امنو ان جاءكم القرضاوي بفتوى فتبينوا

خالد عبد القادر احمد

2012 / 5 / 1
القضية الفلسطينية


من الواضح ان الشيخ يوسف القرضاوي , ومن خلفه فئة الاخوان المسلمين, على دراية بمجريات الصراع بين مراكز القوة العالمية, التي يجمعها نادي العضوية الدائمة في مجلس الامن, ومراكز القوة الاقليمية المتمثلة في الكيان الصهيوني وتركيا وايران, الامر الذي يصرف عن مواقفهم ومنهجيتهم السياسية صفة الجهل السياسي, كما يظن البعض فيهم, ويؤكد اصطفافهم السياسي التامري المقصود,
ان الصفة الحقيقية لافتاء القرضاوي هي انه مفتي حركة راس المال النفطي الخليحي, ( الذي ستقوم لاحقا قطر والاخوان المسلمين بتفجير الاطار السياسي لتنسيق حركته ) هذا الراسمال المرتبط ارتباط عضوي بالراسمال العالمي من خلال الاطار البنكي والاتجاه السياسي في الاستثمار العالمي, حيث لا يستطيع الاستقلال بذاته ولا بحركته عن ذات وحركة راس مال مراكز القوة العالمية مغادرته, فكيف سيستقل افتاء القرضاوي عن متطلبات رب نعمته راس المال الخليجي,
ان جانبا لا يراه المتابعون في فوضى الربيع العربي, هي انها في نتائجها الراهنة حتى اللحظة من الصراع, وجهت ضربة قاسية لنفوذ اللوبيات الصهيونية المنتشرة في المجتمعات الاقليمية, وافسحت في المجال امام حركة النفوذ السياسي الاقتصادي الامريكي بديلا عن النظام المخلوع,
ان انقلاب دول الخليج وتحديدا قطر على صورة علاقاتها السابقة بالكيان الصهيوني, ولوبياته الاقليمية, كان محصورا في الانقلاب على الرموز السياسية لانظمة الحكم, لا على طبيعة الانظمة الحاكمة نفسها, ولم يكن مستغربا ان يحاصر هذا الهامش المحدود المتاح لحركتها, الحركة السياسية لفئة الاخوان المسلمين تحديدا, والوظيفة السياسية لفتواها الدينية, وهو ايضا جوهر انقلاب تركيا على تاريخ علاقتها بالكيان الصهيوني وتاريخ تحالفهما ضد مطالب شعوب المنطقة في التحرر, وهو ما لم يقف ساكنا ازاءه الكيان الصهيوني, والذي تتصاعد حدة ردة فعله لمواجة توسع النفوذ الامريكي حتى بات يهدد برفع مستوى المواجهة مع الرموز السياسية الجديدة الى مستوى العمل العسكري, حيث يعمل الان على نقل تهديداته العسكرية ضد مصر ويرخي تهديه العسكري لايران, متحججا بمقولة انفلات الامن في سيناء وسيادة الفوضى فيها.
اننا لا ننتقص من شفافية نوايا واهداف الحركة الشعبية في ثورات الربيع العربي, لكن تاييدنا لمطالبها لا يجب ان يصرف نظرنا عن هامشية استقلال حركتها في الصراع العالمي والاقليمي, ولا يجب ان يصرف نظرنا عن تصدر قوى الرجعية لصورتها السياسية وامساك هذه القوى الرجعية برقبة قرار الحركة الشعبية السياسي,
كما اننا لا يغيب عن نظرنا عدائية الطرفين الامريكي والصهيوني لمطلب التحرر الاقليمي, غير ان هناك فرقا بين مواجهة خيارين احلاهما مر, مما يتطلب منا معه البحث عن الخيار الوطني خارج حصار هذين الخيارين لارادتنا ومنهجيتنا السياسية, اوان نبقى اسرى عدم قراءة تباينات المصالح بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني, وتجليها في تباينات موقفهما من التسوية السياسية وتباين منهجية تعاملهما معها, وان نستمر في التزام القراءة القومية العربية في ادعاء وحدة ذاتهما وصالحهما ومنهجيتهما؟ مما يمنع عنا رؤية التباينات وتوظيفها في مناورتنا السياسية؟
لقد كانت حرب اكتوبر قرصة امريكية للاذن الصهيونية, ومن لا يرى هذه الحقيقة, عليه ان يفحص نظر بصيرته السياسية, وهؤلاء هم اللذين لا يرون حتى الان وقائع الصراع بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة في مصر, حيث تتولى القوى الاسلامية لعب دور ادوات هذا الصراع, والواضح منه ان دور فئة الاخوان المسلمين يصب في خدمة توجهات الولايات المتحدة, في حين تتستر الحركة السلفية في ظلال علنية فضيحة منهجية الاخوان المسلمين لتخدم التوجهات الصهيونية,
ان هناك محاولة واضحة للابتعاد بدعوة السلطة الفلسطينية العالم لزيارة القدس والمسجد الاقصى عن مضامين الموقف الوطني, ومحاولة لاسقاط ما تنطوي عليه منها, رغم ان نتائجها ايضا تبقى قسرا في اطار الحصار بين الخيارين سابقي الذكر, حيث يعمل الحوار الفكري السياسي الاعلامي على اسقاط الجوهر الوطني لدعوة السلطة من صورة الحوار, ليحل محله ويبرز جدلية علاقتها بالتطبيع مع الكيان الصهيوني وادعاء مخالفتها مقولة التحليل والتحريم الديني,
لكن هذه الدعوة التي صبت على كل حال الزيت على نار تباينات المصالح بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة, واظنه بغي قصد منها ولكن استشعارا بضرورة الاستجابة لاحتياجات صمود المواطن الفلسطيني, فانه تموضعت في موقع تفعيل تاثيرالجيوسياسية الفلسطينية في الصراع العالمي الاقليمي.
لم يكن غريبا اذن ان تتصدر فئة الاخوان المسلمين نيابة عن الولايات المتحدة مشهد معارضة الدعوة الفلسطينية, ليس لطهارة دينية فيها ولكن لنخاسة سياسية منها, فتبادر لتخدم بالفتوى الدينية محاولة الولايات المتحدة حصار اتجاه التحرر ولاستقلال في الكيان الصهيوني من نفوذها عليه,
ان الموقف والمنهج الوطني لنظام ودولة اي مجتمع لا ولن يكون بمعزل واستقلالية تامين عن الصراع العالمي, حيث تنعكس نتائج المواقف الوطنية سلبا وايجابا على مصالح هذا الطرف او ذك من اطراف الصراع العالمي, اما البحث عن منهجية كاملة النقاء فهو من مستحيلات المنطق العام والسياسي على وجه الخصوص,
لن الاختلاف الرئيسي بين تخلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن نهج خطف الطائرات كمنهج وطني يستهدف محاولة حصار الكيان الصهيوني, وتخلي حركة حماس عن مقولة المقاومة المسلحة مثلا نجده في ان الجبهة تخلت عنه للحفاظ على منظور نضال التحرر الفلسطين نقيا في تصور الراي العام العالمي للنضال الفلسطيني, لكن حركة حماس تخلت عن مقولة المقاومة المسلحة واستبدلتها بمقولة الهدنة طويلة الامد ووضع التهدئة, استجابة للمطلب السياسي الامريكي وتوجيهات جماعة الاخوان المسلمين فهل نتلمس الفرق بين سلبيات تصادف ان تلازم موقف ومنهجية وطنية واضرار فادحة تجلبها مواقف لا وطنية ومنهجية تامرية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العلامة القرضاوي
عبد الله اغونان ( 2012 / 5 / 1 - 22:33 )
العلامة الجليل يوسف القرضاوي رضي الله عنه وارضاه من العلماء الربانيين الذين لايخافون في الله لومة لائم وكان دائما ضد الظلم والفساد وكتبه ودروسه في المساجد والاعلام خاصة برنامج الشريعة والحياة مشهور وهو دائما مع قضايا الشعوب العربية وكان معارضا لنظام مبارك فسجن ونفي
فتواه حول حرمة زيارة الاقصى تحت الاحتلال واعتبار زيارتها تطبيعا فتوى تتفهمها الشعوب الاسلامية وتعمل بها ماذا استفاد المقدسيون من زيارة البعض للقدس؟


2 - الاخ عبد الله اغونان
خالد عبد القادر احمد ( 2012 / 5 / 2 - 09:51 )
تحية واحترام
احترم وجهة نظرك رغم اختلافي معها في تقييم الشخصية السياسية للفتوى الدينية للشيخ القرضاوي, اما بالنسبة لتفهم الشعوب الاسلامية لفتواه بتحريم زيارة الاقصى’ فانا كفلسطيني لا يهمني راي الدين في القضية الفلسطينية بل انا معاد لمقولة ان فلسطين ارض وقف ديني, لانه يفرغ الجهد السياسي الفلسطيني من وطنيته ويضعه في خدمة الاجندات الاجنبية التي استعمرتنا باسم الاخوة الدينية معنا

اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ