الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسيون بروليتاريون جدا !

محمد المراكشي

2012 / 5 / 2
كتابات ساخرة


الذي يرى سياسيينا وهم يشاركون في تظاهرات فاتح ماي يتخيل أنهم مخلوقات من كوكب آخر ،معما بلغ بهم التمثيل و المكيجة وفق لزوم اليوم التاريخي ! فالسياسي يبقى سياسيا ، و الوزير أو رئيس الحكومة أو حتى رئيس حزب معارض لا يمكنه ابدا أن يتقمص جيدا ليوم واحد دور المدافع عن الطبقة العاملة !
يحاول سياسيونا المساكين إعطاء الانطباع أنهم مثل الناس ،يعيشون عاما من العناء و التعب المضني الذي يستحق أن يأخذ من الوقت يوما للإستجمام وسط الجماهير ! و الغريب أنهم يتخيلون أن لا أحد ينتبه إلى هذا القناع الذي يتفنون في وضعه على وجوههم..أو لنقل يتخيلون انهم أناس عاديون وسط عمال عاديين !
إن جلت في صور اليوم التاريخي فلا أخالك تأخذ انطباعا عاديا عن هؤلاء العاديين في يوم واحد فقط ! فالذي تراه فقط عبر التلفزيونات و الصور الرسمية و الخطابات الخشبية لا يمنحك مظهره الجديد الغير عادي فرصة اللاانطباع !
يبدو سياسيونا مضحكين جدا وهم يرتدون سراويل الجينز التي لم يتعودوا عليها ،حتى أن المقاسات لاتبدو مناسبة ! فالسراويل اقتنيت على عجل لتناسب الحدث الخالد..أما بعض من لهم بطون منتفخة أو ضامرة حتى ،فالتيشورتات التي لا يرتدونها إطلاقا تفشي أسرارها التي كانت مخفية بالقميص و ربطة العنق ! و لا أود الحديث عن الألوان فتلك لوحة أخرى لك أن تتخيل جماليتها حين تمزج ما لا يمزج !
يحاولون ما أمكن ان يكونوا شعبيين و بروليتاريين في مظاهرهم ،لكنهم لا ينجحون إطلاقا في ذلك ،و أكاد أجزم أن فهمهم لفاتح ماي العطلة و الاستجمام هو الذي يجعلهم يتحررون من ملابسهم الرسمية ! يدفعني ذلك للتساؤل : ما المانع إن ارتدى مواطن في تظاهرة عيد العمال ربطة عنق و بذلة !؟ ويزيد هذا الأمر التباسا ما يفعله سياسيونا كل عام و كأن العمال محكوم عليهم في الأصل لباس العمل !!
لكن أجمل ما يثيرني فعلا عي تلك القبعات الشمسية التي يرتدونها ،و التي لا تبدو مستأنسة فوق رؤوسهم ! اشعر بها وكأنها تريد ان تصرخ أو تقفز ! فهي تدرك جيدا أنها مجرد أكسسوار للخروج عن العادة و حامية لرؤوس مسؤولينا البروليتاريين من ضربات شمس غير متوقعة !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت