الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استقالة ليفني مؤشر على جوهر الصراع _ داخل _ المجتمع الصهيوني

خالد عبد القادر احمد

2012 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



مما لا شك فيه ان صراع الاشخاص على المواقع الادارية لعملية الانتاج الاقتصادية , انما يعكس تباينا في التجسيد الفكري لتباين المصالح الشخصية المرجوة من نجاح عملية الانتاج, اما على الصعيد الديموقراطي المحلي العام فانه يعكس رؤى قكرية تعكس التباين الطبقي للمصالح مرفوعا لمستوى التباين السياسي التنموي , في حين انه على المستوى الدولي يعكس الرؤى الفكرية حول تباين المصالح القومية بين الدول.
ان التنافس على ادارة القوى السياسية والدولة والتشريع لها, هو تنافس يعكس خليط هذه التباينات الذي يمتد من المصالح الشخصية مرورا بالطبقية ووانتهاءا بالقومية, لذلك عملت الانسانية في تاريخها على تفعيل المطلب الديموقراطي فتخلصت من الديكتاتوريات الفردية, واتجهت الى تقسيم عمل مؤسات النظام و تشكيل الفريق الاداري ومن ثم ارتقت في الدول المتقدمة الى الاخذ بدور المؤسسة التخصصية والتي مهمتها الادراك العام للمصالح والتخطيط الاستراتيجي لتنفيذ لائحة اهدافها,
ومما لا شك فيه ان عامل الرقي الاداري المؤسساتي الصيغة هو من ميزات تفوق الكيان الصهيوني في الصراع, خاصة ان جوهر اداء هذه المؤسسات لا يحيد في شفافيته ومهنيته في الاداء الوظيفي, وفي مختلف المجالات, عن الاسترشاد بشعار اسرائيل الكبرى, والذي نجد على لائحة اهدافه مهمة رفع مستوى تحرر الكيان الصهيوني من علاقات التبعية التي فرضتها عليه ظروف النشأة,
بل يمكن القول ان هذه المهمة باتت تتصدر لائحة الاهداف الصهيوينة ومجال الصراع بين مختلف القوى الحزبية الصهيونية في الكيان, حيث يتدرج المجتمع الصهيوني الى درجات سطوع متباين لنفس اللون والاتجاه, في الموقف من موضوع التسوية السياسية للصراع, والذي تتمكز حوله مجمل العلاقات الصهيونية العالمية,
فعلى صعيد العلاقات مع العالم نجد ان الكيان الصهيوني لا يقف عند حد عدم الاعتراف بالحقوق الفلسطينية, بل نراه مصرا على محاولة التهرب والتملص من الرؤية العالمية القائلة بحل الدولتين لهذه التسوية, والاخذ برؤيته الصهيونية الخاصة, وهي رؤية رفع مستوى الحلول الصهيوني محل الفلسطيني, الى درجة النقاء والشفافية الصهيونية, فمشروع توسيع الاحتلال الصهيوني انما يصب في اتجاه توسيع بنية عملية الانتاج الاقتصادي المعدوم التكلفة لانها تتم بالاستيلاء على المقدرات الاقتصادية الفلسطينية, وبذلك فانه يضمن تسريع وتائر عملية بناء القومية الصهيونية, وفي نفس الوقت تقليص الحاجة للاعتماد اقتصاديا على مراكز القوة العالمية, وترسيخ الاسس اللازمة والمطلوبة للتحرر من نفوذها عليه, وافشال محاولة هذه المراكز الاستيلاء على المردود الاقتصادي الرئيسي الذي تعود بها منهجيته العدوانية في المنطقة, والاستئثار بها لنفسه.
ان تنامي قوة ما تسميه نخبتنا ( الاتجاه اليميني ) من بين القوى السياسية في الكيان وتراجع قوة ما تسميه خطأ( الاتجاه اليساري ) انما جاء تاريخيا بفعل حقيقة ان هذا المجتمع هو ذي لون واحد, تتمايز درجات سطوع التطرف فيه, وان ادارته السياسية للمردود الاقتصادي الذي تعود بها عليه منهاجيته العدوانية, انما تصب في تنامي قوة اتجاه التطرف, فلم يكن غريبا وهذه الحال ان المهاجرين للكيان الصهيوني واللذين يجرى توطينهم في الاراضي المحتلة عام 1967م, والمستفيدين مباشرة من سياسة الاستيطان, باتوا ليس فقط الاكثر تطرفا في المجتمع لصهيوني بل وبيضة قبان الخيار الديموقراطي فيه,
ان انشقاقات القوى السياسية في تاريخ المجتمع الصهيوني كانت دائما تتجه للتمركز في اتجاه توسيع مساحة التطرف وتقليص مساحة ( الاعتدال ) كذلك الامر بالنسبة لعملية توالد القوى الحزبية في هذا المجتمع, ومن الواضح ان نتائج الانتخابات الاخيرة لحزب كاديما والتي خسرت بها تسيبي ليفني موقع زعامة الحزب انما تشكل مؤشرا على تنامي اتجاه انحراف هذا الحزب من الوسطية والاعتدال السياسي النسبي الى الاتجاه الاكثر تطرفا, وهو ما يؤشر ايضا الى تقاطع هذه النتيجة مع نتيجة الانتخابات المبكرة التي جرت في حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو, وتتقاطع ايضا مع سابقة انسلاخ وزير الدفاع باراك عن حزب العمل وتاليفه حزب ( الاستقلال )
ان استقالة تسيبي ليفني من حزب كاديما واعلانها عدم الانسحاب من الحياة العامة, يعني انها ستجري مراجعة لرؤاها السياسية الذاتية , واعادة تقييم لمقدار تناغمها مع الاتجاه العام في الكيان الصهيوني, ومقدار تعبيرها عنه خلال ادارتها وزارة الخارجية الصهيونية وخلال تزعها حزب كاديما, لان نتيجة التصويت كانت تحمل انذارا من القاعدة الحزبية لها, لذلك فالمحتمل معه ان تتراجع ليفني عن الاصرار على اولوية معالجة الموضوع الفلسطيني, والاتفاق مع الاتجاه العام الذي بات يتعامل مع الموضوع الفلسطيني باعتباره شانا داخليا, والسؤال هنا هو هل ستعود ليفني للانخراط بالحياة العامة من خلال انخراط شخصي في حزب ما من الاحزاب الصهيونية الموجودة, او انها وحفظا لكرامتها الشخصية ستسعى للعودة اليها كقوة حزبية؟
ان تشرذم القوى الحزبية الصهيونية يبقى منتظما على الحركة في الاتجاه الاستراتيجي العام الواحد ولا يجنح الى تفتيت مركزية القوة, كما يفعل الفلسطينيون لكنه يبقى يسترشد حقا بالمفهوم السليم للتعددية والممارسة الديموقراطية,









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة