الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدبلوماسيه اليمنيه ازمة ثقه وهيبه

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2012 / 5 / 2
السياسة والعلاقات الدولية


الدبلوماسيه هي فن التفاوض او الممارسة الرسمية التي تتبعها معظم الأمم في إرسال ممثلين يعيشون في بلدان أخرى. وهؤلاء الممثلون المفاوضون يُعرفون بالدبلوماسيين ويساعدون على استمرارية العلاقات اليومية بين بلادهم والبلاد التي يخدمون فيها. ويعملون من أجل مكاسب سياسية أو اقتصادية لبلادهم ولتحسين التعامل الدولي.
الدبلوماسية كلمة كانت تُطلق على الوثيقة الرسمية المطويـة مرتين والصادرة عن الرؤسـاء السياسيين للمدن التي كان يتكون منها المجتمع الإغريقي القديم , هي نظم ووسائل وفن وعلم ادارة التواصل بين الدول الأعضاء في الجماعة الدولية، وهي وسيلة إجراء المفاوضات وتوقيع المعاهدات الدولية بين الأمم. ويطبق اليوم بعض أهل الأدب هذا التعبير على الخطط والوسائل التي تستخدمها الأمم عندما تتفاوض. فالتفاوض يشتمل على صياغة السياسات التي تتبعها الأمم لكي تؤثر على الأمم الأخرى , ويرى آخرون أنها: رعاية المصالح الوطنية في السلم والحرب، و ممارسة القانون الدولي العام .
الحديث عن الدبلوماسيه كبير كونه علم تتخذه اغلب الامم من الثوابت والاولويات في بناء دولها وانفتاحها على العالم الخارجي والتواصل مع دول العالم وشرح نهجها ومواقفها عبر ناس يمثلوها في الخارج والذي دفعنا للحديث عن الدبلوماسيه هو الحاله التي وصلت اليها الدبلوماسيه اليمنيه وخاصه بعد رحيل المخلوع علي صالح وتكشف حقائق من وزارة الخارجيه اليمنيه عن ان السفارات اليمنيه في دول العالم مليئه بناس لايفقهون من الدبلوماسيه شئي ولايحملون اي مؤهلات ووجودهم في هذا السلك هو نتيجه للوساطات والمحسوبيه والأنتمأت القبليه التي تنخر مؤسسأت الدوله اليمنيه في الداخل والخارج.
في عهد مابعد الوحده في بداية التسعينيات كان احدى موظفي قنصليه السفاره اليمنيه في موسكو لايجيد القرأه والكتابه بالعربيه ولايعرف اي لغه اجنبيه وكان عندما يطلب منه ان يكتب اسم فلان لتجديد الفيزا او لاتمام معاملة ما كان يطلب جواز الشخص ثم يقوم بااخفاء جوازه ويضعه على ارجله تحت طاولته الفخمه وبعد ذلك يقوم برسم ونقل الاسم كما هو وافتضح امر الدبلوماسي اليمني الجاهل ليتم بعد ذلك تحويله الى دوله اخرى وبمنصب استشاري .
وفي سنة ٢٠١٠ شكا عدد من رجال الأعمال اليمنيين الزائرين لجمهورية ألمانيا الاتحادية من فساد القنصلية اليمنية في فرانكفورت حيث كشف رجال الأعمال اليمنيين في شكوى أن وزارة الخارجية اليمنية هي من أساءت الى سمعة اليمن بالدرجة الأولى عند تعيينها مسؤلي في البعثات الدبلوماسية دون مؤهلات دراسية و خبرة في مجال العمل الدبلوماسي ، موضحين بمثال عن ذلك تعيين القنصل اليمني في دولة أجنبية كألمانيا و هو لا يجيد التحدث باللغة الإنجليزية أو الألمانية مما ادى الى فقدان تواصل القنصلية اليمنية بفرانكفورت مع الجهات الألمانية.
ووصفت السلطات الالمانيه حينها القنصلية اليمنية بالمستهترة نتيجة لعدم رد القنصلية على المراسلات الواردة إليها , الامر الذي يؤدي إلى تعطيل أعمال رجال ألاعمال في حالة تطلب الأمر تعميد وثيقة أو الإستفسار عن أي معلومة من القنصلية .
ولدى بعض السفارات اليمنيه في الخارج من الدبلوماسيين العاملين في القنصليات ممن يمارسون جباية رسوم الدخل القنصلي بطريقة غير شرعية ولديهم سندات و إستلامات غير رسمية فما يدفع من رسوم مصادقة وثائق تجارية أو تأشيرات سياحية عشر أضعاف الرسوم الرسمية .
ومن ضمن الوقائع المحرجه للدبلوماسيه اليمنيه هو تسبب ضياع التلفون النقال للسفير اليمني في ابوظبي خلال أعمال اجتماع أصدقاء اليمن في ابوظبي في فضيحه دبلوماسيه حيث اصر السفير حينها على اتهام اعضاء الوفد اليمني في سرقة تلفونه وتفتيش اعضاء الوفد اليمني , وبعد ان تعالت الأصوات وجد اعضاء الوفد البريطاني التلفون النقال الخاص بالسفير وقد سقط تحت كرسي السفير لينقذ اعضاء الوفد اليمني من التفتيش المباشر لإثبات براءتهم من سرقة تلفون السفير , الذي لم يراعي رسمية الوفد ولاالبلد الذي يمثله ولاحتى الاعراف الدبلوماسيه التي تنص على التريث في السلوك وعدم اصدار الاحكام والقرارات المستعجله كونه جهه دبلوماسيه يمثل بلد وشعب بااكمله.
وهذه الواقعه كانت بمثابة شهاده للنظام اليمني في ذلك الوقت في اختيار من يمثله من بعض الدبلوماسيين المتهورين الذي لايعرفوا ولم يدرسوا الاعراف الدبلوماسيه بل يرتكز جل اهتمامهم على الاعراف القبليه وانتمأتها وتعريف الفرد بلقب القبيله والذي وصل باليمن ان تطلب من المسافرين حتى وهم في داخل الطائره التي تقلهم الى اهاليهم على املاء فراغ لقب القبيله تحت مسمى لقب العائله في الاقرار الجمركي للمسافر والبطائق الشخصيه والجوازات وبشكل اجباري و مقرف ومثير للاشمزأز وتلاحظ بعد ذلك ان ضباط الامن والجمارك يتعاملون معك على اساس لقبك ان كنت سنحاني او عدني , ولاتهمهم الاعراف الدوليه ولاالقوانين الخاصه التي تحمي خصوصيات الفرد.
ذات مره كُنت على احدى الرحلات القادمه من دبي وكان بجانبي يجلس احدى الدبلوماسيين اليمنيين بدرجة قنصل في احدى الدول الاوربيه وعندما اقتربنا من مطار صنعاء جلبت لنا المضيفه الاقرار الجمركي ولاحظ القنصل انني تركت تحت كلمة لقب العائله علامة اكس فقال لي لابد من كتابة اللقب فااستغربت ذلك الاصرار العجيب فقلت له انا من مواليد عدن ماذا عليا ان اكتب قال اكتب العدني , صمت وتحسرت على هذه العقليات المتحجره التي تمثلنا في الخارج وتهتم بتوافه الامور ولاتعير مصير الوطن وسمعته ذرة اهتمام.
الدبلوماسيه اليمنيه تمر في فتره عصيبه من ايامها فرحيل المخلوع علي صالح وبقاء اقاربه والموالين له في مفاصل الدوله حتى يومنا هذا ادخل اليمن في ازمه اقتصاديه طاحنه وسمعه دوليه سوداء ملطخه بدماء ابنائه وفي دائرة الدول المشتبه بها في رعاية ودعم الارهاب بعدما كان في السابق وجود خيط رفيع يقينا من السقوط في مستنقع الاشتباه , وكل ذلك بسبب تورط بعض كبار المسوؤلين المدنيين والعسكريين اليمنيين في دعم الجماعات الارهابيه وتقديم لها الدعم اللوجستي والاعلامي وانتشار تجارة السلاح , وعجز وزارة الخارجيه عن تقديم اي ايضاح عن حقيقة مايجري في اليمن ومحيطها للسفارات والقنصليات في الداخل الخارج وذلك نتيجه للانقسام الحاصل في الوزاره وموظفيها ولجوء بعض الدبلوماسيين الى دول اوروبيه وادلائهم بتصريحات تتهم النظام باابتزاز الخارج وترهيبه بالقاعده وان هو في الاساس الراعي والحامي لها وبقاء بعض كوادر الوزاره في مناصبهم وهم خارج نطاق الدبلوماسيه ويقعون تحت نطاق المقربين من جهات لازالت تعتقد بانها قد قامت بخصصة وزاره الخارجيه في عهد الرئيس المخلوع صالح وكدست موظفين من نفس القبيله دون مؤهلات او خبره الامر الذي عكس سلبا على نشاط الخارجيه وكيانها.
في الوقت الحاضر الدبلوماسيه اليمنيه تعيش اسوء ايامها حالها حال البلد بااكمله الذي يعيش ازمه داخليه طاحنه وصراعا داخليا متداخل متشعب الجذور فالعالم لازال يخمن ماذا يجري في اليمن بسبب غياب الرؤيه ودخول الخارجيه اليمنيه على خط الصراع الداخلي للدوله وتناسيها مهامها في ظل كادر همه الاول جمع المال والاحتفاظ بطاقم القبيله على مناصبهم فيها كل ذلك يحدث في ظل متغيرات اقليميه ودوليه كان على اليمن ان تكون لاعب فعال ومؤثر بحكم الموقع الاستراتيجي ومصالح الدول العظمى في منطقتنا وخاصه في اليمن .
الدبلوماسيه تحتاج الى الحنكه والخبره والمؤهلات المصقوله بالوطنيه والولاء للوطن ومصالحه , والدبلوماسيه اليمنيه بحاجه الى اعادة ترتيب شامل من الداخل اولا بعيدا عن المصالح الضيقه والانتهازيه والحزبيه والقبليه وهذا لن يتم إلا ما تم ماكان هناك اراده موحده تضع مصلحة الوطن قبل كل شئي واعادة هيبة اليمن ودبلوماسيتها وهذا لن يتحقق إلا عبر الاتي;
- وجود الكادر المؤهل والواعي لما يجري في اليمن والعالم.
- تنظيف السلك الدبلوماسي اليمني من الفاسدين ومن العقليات التي تؤمن بالقبيله والحزبيه المبطنه والانتمأت الرخيصه .
-وجود جهاز رقابي فعال ومستقل للوزاره .
- الاستعانه بالكادر الدبلوماسي الوطني المتقاعد والاستفاده من تجاربهم وخبراتهم في رسم الدبلوماسيه اليمنيه الجديده الفعاله .
-تدريب الكادر على ان الدبلوماسيه فن ومهارات وعلم وليس سوق للتجاره والبيع والشراء.
-وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.


ختاما تنحني هاماتنا امام الكادر الوطني الشريف والنزيهه الفعال والمتقاعد من الدبلوماسيين الذين عملوا ويعملون بصمت من اجل المصلحه العليا للوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرسم على جدران الشاحنات في باكستان | عالم السرعة


.. موريتانيا: تنافس حاد بين روسيا والصين والغرب | الأخبار




.. حرب غزة.. صياغة جديدة لاتفاق الهدنة | #ملف_اليوم


.. كيف يؤثر ارتفاع الحرارة على البنية التحتية لشركات الكهرباء؟




.. ارتدادات المناظرة الرئاسية الأميركية الأولى لا تزال تنعكس سل