الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلنضيف للبيان الشيوعي فصلا أخر أسمة . بروليتاريون وخدميون

جاسم محمد كاظم

2012 / 5 / 2
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


إن أي تاريخ مجتمع ليس سوى تاريخ الصراعات الطبقية هكذا يبتدئ البيان الشيوعي قبل أكثر من 160 سنة والذي يعد كأول وثيقة صدرت في التاريخ تنادي بدولة العمال بعد إن فكك كارل ماركس سر التاريخ وسبر أغوار تطوره من عصر الحجارة إلى عصر الماكينة البخارية في عهدة .
ووجد هذا العملاق المفكر الحلقة المفقودة الساقطة من تفكير الفلاسفة من تفكير الفلاسفة المتمثلة بالعمل وأدوات الإنتاج وعلاقاته الذي لولاة ما كان التطور الاجتماعي الذي يقود إلى التطور الفكري بعد إن بقي فلاسفة الأنوار الفرنسية يسيرون في حلقة مفرغة بين تطور المجتمع وتغير الفكر .
ابتدأ البيان الشيوعي بفصله الأول بروليتاريون وبرجوازيون مسهبا بتشريح مجتمع البرجوازية القائم على عظام الإقطاع .
" فمن أقنان القرون الوسطى تحدّر سكان أولى البلدات. ومن هؤلاء السكان تكونت الأصول الأولى للبرجوازية"
ثم كانت الاكتشافات الهائلة التي غيرت شكل التاريخ القديم بوجه أخر من اكتشاف أميركا واكتشاف أسواق الهند والصين وتطور الملاحة واتساع حجم التبادل التجاري الذي أزاح الصناع البدائيون وحطم المانيوفاكتورة إلى الأبد وحولها إلى تاريخ . تطورت الأسواق كثيرا ودكت البرجوازية كل العلاقات الإقطاعية وانتهاء عصر الثنائية الحقيقية التي ربطت الإنسان طويلا وحولت الإنسان إلى كيان مجرد بعلاقات ثنائية مجردة قائمة بأساس جديد يسمى الدولة .

وابتدأ عصر جديد لم تشهده البشرية في كل عصورها سمي بعصر الاستعمار والسلب وكانت من نتائجه المريعة إبادة شعوب كاملة من اجل سرقة كنوزها وتحويل مواردها الأولية نحو أراضي الدولة المستعمرة إلام ووصف ماركس ذلك في رأس المال " "إن الأعمال البربرية والفظائع المقيتة التي ارتكبتها الأجناس التي تزعم أنها مسيحية في جميع مناطق العالم وضد جميع الشعوب التي استطاعت إخضاعها لنير ها ليس لها مثيل في أي عصر أخر من عصور التاريخ العالمي ولا عند أي جنس مهما كانت توحشه وبدائيته وفظاعة وقسوته وسفاهته "
ثم ينتقل البيان الشيوعي بفصله الثاني إلى الشيوعيون والبروليتاريون وكيفية العلاقة بين الاثنين وعرف الشيوعيون بأنهم طليعة البروليتاريا الثورية وهم المتميزون بالنظر الثاقب في وضع الحركة البروليتارية ومسيرتها وحدد مهمة هؤلاء بإنهاء عصر البرجوازية وحدد ماركس بدقة شكل التناقض القائم في علاقات تلك الملكية " فالملكية، في شكلها الحاليّ، تتحرك في التناقض بين رأس المال والعمل المأجور. فلنمعن النظر في طرفي هذا التناقض."

" إنّ كون المرء رأسماليا لا يعني أنه يشغل مركزا شخصيا فحسب. بل يشغل أيضا مركزا مجتمعيا في الإنتاج. فرأس المال هو نتاج جماعي، لا يمكن تحريكه إلا بنشاط مشترك لأعضاء كثيرين، بل إنه، في التحليل الأخير، لا يحرَّك إلاّ بالنشاط المشترك لجميع أعضاء المجتمع."فرأس المال إذن ليس فاعليّة شخصية، بل فاعليّة مجتمعية."

حتى تظفر البروليتاريا أخيرا بالسلطة لأنها أكثر الطبقات حجما وهي بالتالي المحركة للمجتمع .
وظفرت البروليتاريا بنصف الأرض وظهر ماركس حقيقيا بلحمٍ ودم بشخص لينين وأثبتت البروليتاريا أخيرا بأنها ليست صانعة للبضاعة فقط بل قادرة على تدمير الجيوش يوم تصبح حرسا أحمر .
واشتعل العالم وتساقطت قطع الدومينو ووصلت المطرقة والمنجل إلى طوكيو مثلما رفعت في سانتياغو وقاتل الثوار في فيتنام والصين كقتالهم أمام وخلف جبال الأنديز .
وتنبأ البعض مستعجلا بان الرأسمال بدا يلفظ أنفاسه باتحاد الشعوب المقهورة مع البروليتاريا المتمثلة بالاتحاد السوفيتي تماما كما قال لينين .

يقول الرفيق النمري في "التحريفية الجديدة" إن لينين لم يخشى على الاشتراكية من الانهيار من العالم الخارجي قدر خوفه من انهيارها على من يدعون أنهم قادتها النجباء .
ويضيف الرفيق النمري كشاهد على الحدث إن أول الضربات القاصمة التي تلقتها البروليتاريا كان على يد خروشوف في المؤتمر الاستثنائي الحادي والعشرين للحزب بعد انحرافهم عن مشروع لينين وتوجيه الطعنة الأولى بإعلانه "دولة كل الشعب" والانسحاب من مشروع الثورة الدائمة وتوقف العالم وماتت معه ثورة البروليتاريا .
وظهر العالم الاستهلاكي بعد الأزمة الخانقة التي ضربت الرأسمال الذي مات بدون إعلان ونعي وشهادة وفاة كما يقول الرفيق النمري والرفيق وسعيد زازا
في قلعة رامبويية عام 1975حين اجتمع الخمسة الكبار ناسفين قانون القيمة الرأسمالية ومتخلين عن بنود معاهدة بروتن وودز خلال مؤتمر جاماياكا عام 1976.
وظهرت الخدمة أخيرا ملتهمة كل المكان كما يلي : "" تشير الإحصائيات إلى تنامي نسبة عدد العاملين في قطاع الخدمات حيث تتراوح نسبتهم في الدول المتقدمة من70الى 80% من مجموع العاملين وبلغ نمو هذا القطاع مابين سنة 1990 إلى 1999 معدل 2.7 في الولايات المتحدة و نسبة 3.2 في اليابان و2.1 في أوربا وتقوم الشركات بطرح وتقديم خدماتها في السوق . وهذه الخدمات أما قد تكون مرافقة للسلع بدرجات متفاوتة أو قد تكون خدمات تامة وصرفة دون أن ترافق السلع .
وتتميز الخدمة باعتبارها تحتل جزءا مهما ومكانا واسعا من حجم العمل ومن عدد العاملين في المنظمات المختلفة . وفي إحصائيات بلغت نسبة العاملين في قطاع الخدمات (3-2) في الولايات المتحدة بينما يبلغ العدد المشتغلين بهذا القطاع وحدة 75% من مجموع القوى العاملة في اليابان ووصلت نسبته إلى و72% في بعض دول أوربا . وأصبح مردود قطاع الخدمات يمثل 60% من المخرجات الإنتاجية لبعض الدول . وظهر الاهتمام واضحا وجليا بهذا القطاع في عقد الستينات من القرن الماضي في الدول الصناعية أميركا واليابان وأجزاء من أوربا .ولأهمية هذا القطاع في تشغيل وتنظيم عملياته ظهرت تسمية "إدارة العمليات" التي تحتل بمفهومها العلمي محل" إدارة الإنتاج ".
وتمتاز الخدمات بتنوعها الكبير وبممارستها من قبل كبرى المنظمات العالمية وفي عدة قطاعات مثل قطاع الاتصالات . التامين . البنوك .الفنادق . النقل الخطوط الجوية . المستشفيات وترتبط بعض الخدمات بالسلع المادية الملموسة كخدمات الإصلاح والصيانة والحفظ والتنظيف وتزداد أهمية الخدمات لأنها أصبحت تشكل جزئا كبيرا من الناتج المحلي والإجمالي العام لمعظم الدول النامية والمتقدمة ."
واضمحل دور البروليتاريا في العالم كثيرا تلاشت معها صورة اليسار العالمي الذي أصبح معها كل التنظير السابق لا يجدي نفعا .
يقول الرفيق النمري إن أعداء البروليتاريا اليوم ليسوا الرأسماليون لأنهم ببساطة تواروا خلف السحاب قبل البروليتاريا لكن الطبقة الجديدة الهائمة في منتصف الطريق مثل الطفيليات المعتاشة على سوائل الضحية هي الطبقة الوسطى بعالمها الخدماتي الجديد المتمثل بالعولمة المحمولة على حاملة الطائرات وبضاعة الديمقراطية الجاهزة هذا الفصل الجديد الذي لم تعيه البروليتاريا جيدا بكل أحزابها التي تدعي النضال لذلك كان الواجب إضافة فصل جديد للبيان الشيوعي أسمة "بروليتاريون وخدميون" يفكك فيه الرفاق مجتمع الخدمة كما أسهب ماركس وصديقة أنجلز في تفكيك مجتمع الاستغلال الرأسمالي .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اصرار الشيوعيين
سعيد زارا ( 2012 / 5 / 2 - 20:47 )
الرفيق العزيز جاسم

هكذا كان اصرار الشيوعيين الاقحاح من مثيل عظام البلاشفة في تسريع وتيرة التاريخ في تقدمه و الارتقاء بالجنس البشري الى الاحسن, لكن و قد خرج التاريخ عن مساره بانقلاب الطبقة الوسطى على الطبقات المنتجة الحقيقية في المعسكرين الاشتراكي و الراسمالي بعد ان كانت طبقة خادمة , و هو ذات الاصرار الذي ورثناه عليهم , فنحن مطالبون الان لاعادته الى مساره الحقيقي اي ذات المسار الذي لا يعرف فيه التاريخ سوى التقدم و الرقي لخير البشرية.

رفيقي جاسم ان البرجوازية الوضيعة منتجة الخدمات هي عدوة العمال مهما ابدت ثوريتها في تغيير الاوضاع, فهي رجعية محافظة لانها لن تدافع الا على طريقة انتاجها الفردي, كما حدثنا ماركس في دليل الطبقة العاملة-البيان الشيوعي-.

اما امكانية تحالف الطبقة العاملة و الطبقة الوسطى فلن يكون ذا معنى ثوري الا مع شرائحها الدنيا-اقصد الطبقة الوسطى- المهددة بالوقوع الى صفوف المعدمين.

تحياتي الخالصة لك رفيقي على اصرارك في النبش على سبل الخلاص من الكارثة التي تجرها البرجوازية الوضيعة للبشرية جمعاء.


2 - في الصميم
فؤاد النمري ( 2012 / 5 / 3 - 04:32 )
الرفيق جاسم يبحث في الصميم فالتناقض بين منتجي الخدمات ومنتجي السلع يلعب الدور الرئيسي خلال النصف الثاني من القرن العشرين، فترة الاستهلاكية وخروج قاطرة التاريخ عن سكتها منحرفة هروباً من الوصول إلى محطة الاشتراكية
لكن هناك نقطة يجب ألا تفوت على بحث في الصميم وهي أن الانحراف خارج السكة لا يورث إلا الفقر والجوع فليس في الخدمات ثروة بل هي لا تكون إلا على حساب الثروة وما الانزياح سوى خطوة ضد حياة الإنسان وبالاجمال فإن التناقض بين البروليتاريا والبورجوازية الوضيعة يقع خارج دائرة الإنتاج وليس مثل التناقض الذي توقف عنده ماركس/ بين البروليتاريا والرأسماليين


3 - يا كومونوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد ( 2012 / 5 / 3 - 12:16 )
الرفاق الاعزاء فؤاد وجاسم وزارا
ما العمل وبماذا تنصحون لمواصلة النضال وما هي البرامج التي تقترحونها للوصول الى الاشتراكية وكيف سنصارع البرجوازيه الوضيعه
مودتي واحترامي


4 - الى الكوموني فؤاد محمد
سعيد زارا ( 2012 / 5 / 3 - 12:59 )

شخصيا ليس لدي برنامج اقترحه لمواجهة البرجوازية الوضيعة سوى التكتل في اتحادات تكون وظيفتها الاولى التنوير و اشاعة الماركسية بين صفوف العمال و لانها بوصلتنا الوحيدة من اجل انتصار الاشتراكية و لانها ايضا تعرف حاليا اكبر حملة تشويه تحت راية تطوير الماركسية لان الاشتراكية انهارت في الاتحاد السوفياتي....و تعميق النقاش بين طلائعيي الطبقة العاملة في العالم لكشف العدو الرئيسي و الممرات الممكنة للتخلص من البرجوازية الوضيعة.

هذا كفيل ببلورة مقترحات تكون فيما بعد ارضية للعمل الشيوعي في كل بلدان الارض.

و شكرا على تفاعلك.


5 - التطوير مهم لكن يجب عدم الانزلاق في متاهات
علاء الصفار ( 2012 / 5 / 3 - 13:37 )
البروليتاريا لم تتوارى ان قل عددها في بريطانيا ام امريكا فهي تنمو في الصين! ثم ان هرب الراسمال الغربي و الامريكي الى اسيا او افريقيا هو للاستثمار وليس للالعاب السحرية! سيدي ان هذا الراسمل سينتج بروليتاريا على التوصيف الماركسي و كما حدث قبل اكثر مائة عام في المانيا و انكلترا و كل الغرب الراسمالي اي ان جيش البروليتاريا سيبقى موجود دائما السيد المحترم الا يجتاج العالم الى سيارات و قطارات وثلاجات و تلفونات و خبز وجبن لا اعرف كيف تتوفر هذه الامور ولا وجود الى بروليتاريا!! ان الدفاع عن الماركسية يتاتى بالدفاع عن البروليتاريا وعن تاكيد وجودها وهي تنمو في اسيا وافريقيا وماذا تسمي جيش العطالة اليسوا محسوبين على البروليتاريا اليسوا متضررين!! السيد الكاتب هناك من يدعي بزوال البروليتاريا نتيجة التكنلوجيا واخر بالتحول الى الخدمية!!؟
لكن يوميا نذهب لشراء الخبز و الملبس والاثاث و نبحث عن الباص. من ينتج هذه السلع اليس الراسمالي فاي غيوم واي مطر وبرد هناك من يصنع الثروة وهناك من يسرق فائض القيمة وهذا ما يجب تاكيده و تفنيد اعداء الشيوعية بانهيار النظرية الماركسية لتبخر الراسمالية كنظام. شكرا وامل الرد

اخر الافلام

.. فرنسا تنتخب وأوروبا تكتم أنفاسها.. اليمين المتطرف يحلم بـ-ال


.. من تأسيسه إلى تغيير اسمه.. كيف نشأ حزب التجمع الوطني الفرنسي




.. مقابلة خاصة مع رئيس تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية السودا


.. ارتباك في فرنسا مع انطلاق الجولة الثانية للانتخابات.. واليسا




.. شرطة نيويورك تقمع بالضرب متظاهرين داعمين لغزة