الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلول الحقيقيون..

محمد المراكشي

2012 / 5 / 3
كتابات ساخرة


انتظر ابو خليل القباني عصرا بكامله كي ياتي فنان حقيقي مثل الراحل سعد الله ونوس فيعيد له الاعتبار..و كأن هذه الشعوب محكومة بشيء اسمه فوات الأوان كي تداوي جراحاتها و صمتها ! قرن ونيف من الاهانة التي تلقاها القباني رائد المسرح العربي على يد ظلاميي عصره الذين جعلوه أضحوكة يلهو بها الصغار في تقليد غير مباشر لما فعله ظلاميو اوروبا في حق سبينوزا !
هجر القباني مسرحه ، و تخلى عن اقنعته و حكاياه ،و ترك لهم الأرض و مافيها لعلهم يستأنسون بحكايا الأبالسة و طلاسم أكاذيبهم المغلفة بالمقدس ! رحل إلى مصر حيث وجد ملاذا له و لمسرحه فأعاد تاثيت ذاته و فنه !
لكن مصر اليوم،مصر مابعد الثورة حتى لانقول مصر الثورة ،ليست تلك التي احتمى فيها القباني ،أو تلك التي لجأ إليها تاركا بلاده و ظلامييها ! هي العكس تماما ،وكأن التاريخ يعيد نفسه بالمقلوب ! فمصر التي بيننا اليوم ،اختزلت كل التاريخ في العودة إلى ماض لا يشرف أحدا حين انتهز الصامتون دهرا الكلام في الفن و الفنانين ،بل وإعادة صياغة ظلامية أيام القباني ! و لعلها أقبح و أكثر إيلاما رؤيتها تنفلت من بين اصابع أبناء الثورة إلى أصابع سفهاء لا يفهمون فنا و لا يأبهون بفنان مثل فؤاد نجم أو عادل إمام !
كم هو مظلم هذا التاريخ الحديث ،وكم هو موغل في قتل الابداع بدعوى ازدراء الأديان حين يمثل فنان دور ظلامي في لباسه ! أو يحاكم بدعوى التهكم من لباس يقولون أنه إسلامي و لاندري من أين له بهذه الصفة و نحن الذين لانملك ولا صورة فوتوغرافية أو فيديو يوثق أن أبناء صدر الاسلام كانوا يرتدون أثوابا مضحكة !
هؤلاء هم الفلول الحقيقيون ،فلول حزب محاكم التفتيش الذين ترصدوا ثقافتنا قرونا كي يظهروا بكل هذا العداء ،وكل هذا المكر ،وكل هذا التسلط ! و كأني بهم يحنون و يتمنون إعادة مافعله أجداداهم في القباني و روادهم في غاليليو و سبينوزا !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07