الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة: الأستاذ سعدي

عامر هشام الصفّار

2012 / 5 / 3
الادب والفن



يلبس صدريته البيضاء الطويلة..وينشر أبتساماته الصباحية على الموظفتين اللتين تبدوان مشغولتين طيلة الصباح بأعداد نماذج الأنسجة للفحص المجهري الألكتروني..
أستاذ سعدي..كما يلقبونه طلاب الكلية الطبيّة الذين يتوقون لمحاضراته الأسبوعية عن صراع خلايا الجسم مع بعضها ضد جراثيم المرض.. وضد السرطان..عالِم الخلية الذي لا يشق له غبار..
في صبيحة يوم حزيراني حار أنتبه الجميع الى رجال أمن بزيّ مدني يحاورون عميد الكلية على أن يخرج الأستاذ سعدي من الحرم الجامعي دون مشاكل فهو مطلوب للتحقيق..لم يسأل الطلبة وقتذاك عن السبب ولكن الأمر لا يخفى على طلاب أشقياء..لم يهدأ لهم بال حتى عرفوا التفاصيل كاملة..
القصة بدأت عندما أكتشفت حالات التسمم بالزئبق بين بعض الفلاحين..كانت نماذج من سوائل الجسم وأنسجته تجلب لوحدة المجهر الألكتروني..وحده الأستاذ سعدي المشرف على ما يمكن أن يخرج من تقارير تحليل مرضي..بعد مرور أسبوع على تسلّم نماذج التحليل طُلبت الصور المجهرية من الأستاذ سعدي..يقال أنه رفض أعطاء هذه الصور..ويقال أيضا انه أدّعى أن المجهر لم يأخذ هذه الصور وأن فيلم الكاميرا لم يكن صالحا..لم تثبت الدولة سُمية النماذج بالزئبق..لم يعجب هذا الأمر المسؤول ..أتهم الأستاذ سعدي بشتى الأتهامات..ومنذ ذلك اليوم لم تعد وحدة المجهر الألكتروني في الكلية كما كانت ..حيث أفتقدت أستاذها صاحب الصدرية البيضاء والأبتسامة العريضة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشاعر جمال بخيت يوضح خفايا ديوان -في تاريخ القاهرة- لـ فؤاد


.. الموسيقي اللبناني -ألف- في جولة فنية تبدأ من باريس




.. ليه أفلام نصر أكتوبر اتعملت بعد الحدث بكتير؟.. اعرف السبب من


.. الفنانة الكبيرة نيللي لسة بنفس الانطلاق وخفة الدم .. فاجئتنا




.. شاهد .. حفل توزيع جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي