الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبل فوات الأوان !

حسين محيي الدين

2012 / 5 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم يعد بيننا وبين موعد الانتخابات القادمة فاصل زمني كبير يحتاج إلى كل هذا الاسترخاء الذي تعيشه حركتنا الوطنية عموما والحركة الديمقراطية بشكل خاص . فإذا كنا قد نجحنا في تسليط الضوء على أخطاء ارتكبت في العمليات الانتخابية الماضية ونجحنا كذلك في فضح عيوب العملية السياسية برمتها وما تحتاجه من إصلاحات فحري بنا أن نتوج نجاحاتنا في الوصول إلى عقل المواطن البسيط والتأثير عليه كي يحسن من اختياره للمرشحين وفق ضوابط وأصول لا تدخل فيها الانتماءات الطائفية والعرقية والجهوية . إن الوصول إلى عقل الناخب والتأثير عليه ليس بالأمر السهل وسط هذا التخلف الثقافي والفكري والتجهيل المتعمد من قبل بعض الجهات التي لا تهمها مصلحة المواطن أو مصلحة الوطن بقدر ما تهمها مصالحها الذاتية بل يحتاج منا جهدا واعيا كبيرا لتغيير قناعاته وإزالة الغشاوة المفروضة عليه من الآخرين وتوعيته بمخاطر الانجرار وراء العواطف في تقرير مصير بلد عظيم مثل العراق .لم يعد خافيا على العيان كل هذا الفساد المادي والإداري والمحسوبية والمنسوبية وضياع المليارات من الأموال وفقدان الأمن وانتهاك السيادة الوطنية ووو . بل علينا تحويل كل هذه الإخفاقات إلى جهد وطاقة من اجل التغيير الايجابي . إن إقامة مؤتمر هنا وآخر هناك تلقى فيها الكلمات الرنانة بين الحين والآخر وتستعرض فيها الإمكانات لا تحقق شيئا مما نتمناه . إن حوارا مستمرا بين الديمقراطيين ودعاة التغير من جهة وبين القواعد الشعبية المتواجدة في كل مكان , في المقاهي , وفي البيوت , وفي الجوامع وفي الأسواق يبحث في كيفية أن نختار من يمثلنا وذلك بالاتفاق على قواعد عامة لا يختلف عليها بغض النظر عن الانتماءات والتوجهات , كأن يؤمن بالديمقراطية واحترام الرأي الآخر ويؤمن بالعدالة الاجتماعية ويحترم قناعات الناس ومعروف بالصدق والأمانة والنزاهة ولم تتلوث يديه يوما ما بالمال العام أو بدماء العراقيين . هل من الصعب علينا نحن العراقيين أن نضع مشتركات لمن نريد أن نسلمهم مسؤولية البلد ؟ أم نترك الأمر جزافا لكي نستيقظ في اليوم الآخر وإذا بنا نفاجئ بوجوه لا تستحق إن يكون مكانها إلا في مزابل المجتمعات يتهافتون على مصالحهم الشخصية والذاتية ونهب المال العام والمناكفة مع الآخر وخلق الأزمات وإثارة الفتن الطائفية والعنصرية . ثم ندخل في دورة أخرى من جلد الذات ونلوم أنفسنا على خيارات نحن في المحصلة الأخيرة من اختارها وسلم البلد أمانة في أعناقها . لا زالت أمامنا فرصة كبير للتغير والتعبير عن الرأي واختيار الصالح في تسير أمور بلدنا . كل ما نحتاجه هو الإيمان بقدرات شعبنا على التغيير ولا زال الوقت مبكر فهل نرعوي وقبل فوات الأوان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا ملامح في الافق
علي الشمري ( 2012 / 5 / 3 - 16:55 )
الاخ الكاتب حسين محي الدين المحترم
الاحزاب السلطوية بدات حملاتها الانتخابية منذ أشهر ,من خلال عقد المؤتمرات والندوات واما القوى الوطنية والديمقراطية لحد الان غير مكترثة على ما يبدوا بالانتخابات ولم تضع لها برنامج للتحرك الجماهيري .وكان الامر لا يعنيها ,.هل بدات تفكر بالانتخابات ام هناك لا زال متسع من الوقت؟
تقبل تحياتي


2 - لوقت لا يعني شيء
حسين محيي الدين ( 2012 / 5 / 3 - 18:23 )
شكرا للاستاذ علي الشمري على مرورك الكريم يبدو لي ان حركة اليسار والتيار الديمقراطي ظاهرة صوتية لا يعنيها المستقبل وهي اقل ما يقال عنها كسولة وتعيش ذكريات الماضي


3 - اقرأ الواقع والحسد الفكري ضرورة تاريخية
ذياب آل غلآم ( 2012 / 5 / 4 - 19:01 )
د حسين تحية طيبة وارفع قبعتي لك وما تقوله هو عين الصواب لكن علينا قراءة الواقع الموضوعي لما بعد الغد ... لا تمنح خصمك فرصة ان يفهم ماهو عملك ؟ الشارع تحفزه خطواتك الثابته لكن لاتكشف ماذا تريد ان تعمل ؟ لا تعطي خصمك فكرتك حيث له ما يريد ان يعمل فهو صاحب السلطة والمال ويستخدم الدين من اجل مصلحته ؟ دع الامور بسواترها وتحركوا بما انتم فيه وبكل طموح لكن لا ننسى مطلقا المستقبل وكل ما تعملون به الان هو للمستقبل ؟ رغم الامكانيات البسيطة لكنكم في وسط الناس وغدا لناظره قريبا ؟ مبروك لكم كل الخطوات ولازال في الوقت متسع ؟ فالايام حبلى بالمفاجئاة ! هكذا اتصور ( ابراضه امشي براضه ) والعقل وشرفكم الوطني كفيل بان يغلبكم على الاحتلال وادواته وشرطيه الحاكم المستبد


4 - فاقد الشئ لا يعطيه
طلال الربيعي ( 2012 / 5 / 4 - 20:21 )
الأستاذ المحترم حسين محيي الدين
اتفق تماما مع تعليفك بان
-حركة اليسار والتيار الديمقراطي ظاهرة صوتية لا يعنيها المستقبل وهي اقل ما يقال عنها كسولة وتعيش ذكريات الماضي-
واضيف بانه من الظاهر ان الهم ألأكبر للتيار هو الأنشغال في امور عبثية مثل اقرار نظام داخلى طويل وعريض, في حين ان المهمة الرئيسية هي تنظيم الجماهير والعمل معها.
كما ان اعتقاد البعض بان حركات عشائرية واقطاعية لقادرة على بناء دولة مدنية او دولة المواطن ليس هو احلام عصاقير ففط بل تخبطا وتناقضا فكريا ايضا.
كما كيف تستطيع هذه القوى التبشير بما لا تفعله هي نفسها؟ فلماذا مثلا لا تقتح صفحات اعلامها للحوار اذا كانت تؤمن فعلا بالديموقراطية؟ ان فاقد الشئ لا يعطيه.
ان الثورات (وهي كلمة محرمة ونجسة في عرفهم) التي حصلت في دول مثل تونس او مصر اوليبيا او ما يحصل ألآن في سوريا لم يسبقها كتابة انظمة داخلية خلابة او برامج براقة. ان المهم اولا واخيرا هو العمل مع اوسع الجماهير, وهي مهمة يؤكد عليها لفظيا لتنسى عمليا.
مع وافر تحياتي

اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع