الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صالح المطلك

اسماعيل شاكر الرفاعي

2012 / 5 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هزني خبر زيارة السيد صالح المطلك الى النجف ، واطربني ــ كما لو انني استمع لقصيدة عصماء ـ استقبال اهالي النجف له بالحفاوة والتكريم .
زرعت فينا ايها الرجل الأمل ، وحركت جفاف الحياة في مشاعرنا الذي تسبب به الصراع اللامعقول بين القائمة العراقية التي تنتمي اليها وبين قائمة السيد رئيس الوزراء . هززت بخطوتك الجريئة هذه مستنقع الحياة في هذه البلاد التي جفت عثوق نخيلها ، وغادرت مياهها مجرى النهرين الخالدين احتجاجاً على ضياع عامين كاملين لا هم لكم فيها غير التأسي والبكاء على مظلومية قائمتكم .
هذا هو المطلوب : حركة ونشاط سياسي يخرج بنا من قواقع انتماءاتنا القديمة ، وفساد هوائها لنتنفس هواءا صحياً في فضاء العراق الكبير .
اين السياسي الشيعي ؟ ولماذا لا يذهب لزيارة الناس في الموصل ، في الرمادي ، في تكريت ؟
لماذا لايهدمون اسوار الثكنات الطائفية ، وينطلقون في العراق الرحيب ؟
ولماذا لا تتشكل لجان من الأحزاب وتزور معاً الناس : في القرى ، على شواطئ الأنهار ، في معامل الطابوق ، في السجون ، في المستشفيات ، في الأسواق ؟
لماذا لا يهبط اليساريون من عليائهم ؟
اين غرامهم وحبهم وهيامهم بالجماهير ؟، لماذا لم نقرأ اخباراًعن مبادرات خطابية لهم في مدينة الشعلة او الشعب او مدينة الثورة ؟
لماذا لا نقرأ عن تجمعات جماهيرية عاصفة يقودها هذا اليساري او ذاك في البصرة او الرمادي او الناصرية ؟
هل ثمة فرصة للغضب العراقي اعظم من فرصة البطالة والجوع ونقص الخدمات وانشطار البلاد على نفسها طائفياً وقبلياً ؟
اعرف ان صالح المطلك واحد من ملاّك الأحزاب في العراق ، واعرف انه سيظل ملاكاُ لهذا الحزب حتي يغادر هذه الحياة .
ولكنه يظل وسط جماعة الملاكين صاحب مبادرة . ما قيمة السياسي بلا مبادرة ؟ صالح المطلق اول مَن كسر حاجز الطائفية ، وذهب الى النجف والكوفة ووجد فيها ضمائر وطنية لا فرق لديها ان يكون الزائر عليا او عمر . جنوبياً او من اعالي النهرين . فرق الجغرافيا والأسماء لا يعنيها . انها معنية بما يحمل الزائر بين يديه من مبادرة : ماذا في جعبته من برامج ومشاريع وآمال . لم تعد لعبة الطائفية تنطلي على الناس ، ولا المتاجرة بها يقنع الناس الذين فهموا اللعبة وادركوا اسرارها .
تعجبني هوية السياسي المرتبطة بالحركة والنشاط لا بالسكون وبالثرثرة عن هوية تجريدية لا مضمون ولا حياة فيها .
انا لااعرف الكثير عن صالح المطلقك، ولم التقه يوماً ولااظنني سألتقيه ، فما بين سكنانا بحار ومحيطات ومسافات ،
ولا اظن المشتركات بيننا كثيرة لا في الفكر ولا في المواقف ولا في النظرة الى الدولة او الى الوحدة الوطنية .
والحق ان الرجل لم يقدم نفسه كمفكر ولا كمنقذ ، ولكنه قدم نفسه كسياسي ، ونجح الى حد ما في هذا التقديم .
قبل اسابيع كان المطلك اول من اشار الى النزعة الأستبدادية التي عليها رئيس الوزراء .
وهو توصيف صحيح اذا ما تذكرنا الصلاحيات الكثيرة التي يتمتع بها رئيس الوزراء . انا لا اقول بأن المطلك اكثر من غيره دفاعاً عن الديمقراطية ، ولكنه نبه قبل رئيس الجمهورية الذي يعد دستورياً أميتاً على تطبيق الدستور ، الى خطر عودة الأستبداد ممثلة بالمناصب الكثيرة التي يشرف عليها رئيس الوزراء .
قد يعجب القارئ العربي لهذا الأطراء . سياسي يزور مدينة ، ما الغرابة في ذلك ؟ وكل ساسة الدنيا يقومون بذلك .
للعربي الحق في ان يقول ذلك . وللعربي الحق في ان يظن الظنون .
لكن ماذا يقول العربي اذا عرف ان السياسي العراقي مناطقي النزعة والأتجاه والضمير ؟
كم محافظة عربية غير كردية زارها رئيس الجمهورية ؟
وكم محافظة سنية زارها رئيس الوزراء الشيعي ؟
وكم محافظة شيعية زارها رئيس مجلس النواب السني ؟
حين يدرك القارئ العربي ان السياسي العراقي ، يريد من البلاد ومن العباد : التحول الى دروع لحمايته ، يدرك كم في خطوة المطلك هذه من شجاعة .
انا لا أقول ان المطلك هو الشجاع الوحيد ، فهو يظل ــ في التحليل الأخير ـ واحداً من الحيتان الكبار التي تمتمص من واردات العراق ، ما بين راتب وحماية ومخصصات ، ما يعادل راتب موظفي وزارة ، الاّ انه بين حيتان الدولة يظل الحوت صاحب المبادرة في تسلق اسوار الطائفية والمناطقية ، ومحاولة جسر الهوة ما بينها .
وهذا هو الراهن ، والمطلوب من السياسي : المباشرة بتحريك ماء البحيرة ، وخلق وعي وطني عابر للطائفية والمناطقية والقبلية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لاتنخدع بهذا الصدامي
اسماعيل الجبوري ( 2012 / 5 / 3 - 18:03 )
لاتنخدع يا ايها الطيب بهذا العقرب الذي يقطر سما زعافا هذا الطائفي والعنصري والحاقد على كل شخص لم يكن بعثيا صداميا ،صالح المطلق هو نسخة معتقة من استاذه صدام وكان زلمته مع شلة من البلطجية البعثين في كلية الزاعة في او غريب وانا اعرفه شخصيا وكان يطارد اليسارين ويشتمهم وينعتهم بالشراكوة.هذا ثعلبا بعثيا يمارس التقية كما مارسوها قادته ابان انقلاب عبدالسلام عارف عليهم وقدموا البراءات عن البعث وانصرفوا لتربية البقر وبقايا الحديث اكيد انت تعرفه٠صالح المطلق كان الصديق المقرب لعائلة صدام والمسؤول عن مزارع سجودة لحد اليوم وكان احد اقطاب امبراطورية المقبور عدي التجارية وانت العارف من هو المحظوظ ليكون صديق هذه العائلة٠؟ لو استلم المطلق اليوم السلطة لاسامح الله سيتجاوز جرائم صدام بقتل العراقين ٠ لاتصدق ياطيب العقارب السامة.انا على قناعة مطلقة ان المطلق يتحرك بناءا على توجيهات ابو الثلج وهذا ما فضحه وعراه الدكتور سلام الزوبعي احد اقطاب العراقية٠المطلق يجب ان يكون مكانه في السجن مع رفاقه وطبان وسبعاوي وعبد حمود
تحية لك ايها الطيب استاذ الزاير


2 - العراق وهو الأصل والباقي وكل طارئ يزول
سامي فريدي ( 2012 / 5 / 3 - 19:14 )
أتعجب حقا من بعض الناس الذين يتحركون بغريزة الخوف أكثر مما تحركهم الوطنية والانتماء لتراب الوطن، والسيد صاحب التعليق رقم واحد ينظر للبعثيين وكأنهم شياطين جاءوا من الغيب، ولا أدي أين كان هو خلال العقود الثلاثة من حكم البعث.. ثم بعد ذلك يفرح بخراب العراق واستباحة كيانه وشعبه لحكم ملالي ايران ولا يتحرك ضميره الوطني
ان صورة الحكم الطائفي السائد وسياساته ومهاتراته هي أكبر دليل على كون البعث العراقي أكثر وطنية وانتماء للعراق من (الشراكوة) كما دعوتهم
الدمار الذي ألحقه الحكم الطائفي بالعراق لم يتجرأ احد على القيام به والاستهتار لهذا الحد، أما الموقف من اليساريين فواضح في خطب الملخي الأخيرة وسياساته الاجرامية واللادستورية ضد مقرات الحزب الشيوعي ومناضليه وصحافته والجاي أتعس بكثير
الوطنية ليست حزب أو طائفة أو مزاج ولكنها مبدأ وانتماء واتمنى من كل عراقي ان يراجع نفسه ويتمسك ببلده وهويته وكرامته ولا يبقى تابعا لا للطائفي والقومي ويؤمن ان العراق هو العراق هو العراق وهو الأصل والباقي وكل طارئ يزول. مع تحياتي للوطني النبيل


3 - ااوئيد
عدنان عباس ( 2012 / 5 / 3 - 19:32 )
ااويد ماذكره الاخ اسماعيل الجبوري
واصحح ان مام جلال قد زار الحله والنجف والسماوه


4 - الى السيد سامي فريدي-1
عمر الجبوري ( 2012 / 5 / 4 - 13:16 )
يبدو لي ان السيد سامي ليس عراقيا وهذا لايعني ان لايحق له المشاركة في الحوار وانما بالعكس لكي يطلع على حقائق الامورغير الواضحة له ٠للعلم انا من المكون السني وخلفيتي الفكرية والسياسية هي يسارية وناضلت منذ طفولتي ضد النظام البعثي الفاشي وانا فوق الاديان والطوائف والقوميات نتيجة لتربيتي اليسارية٠اختصر لك جرائم البعث الذي استولى على دولة كانت من افضل دول منطقة الشرق الاوسط وهدمها وحولها الى خربة وارجع العراق٥٠٠سنة للخلف قبل تسليمها للامريكان٠اينما حل البعث حل الدمار والخراب ٠شاهد اليوم مايجري من خراب وابادة لسوريا وشعب سوريا على ايدي اوباش البعثين السورين ٠البعثين حزب فاشي لايؤمن بالديمقراطية على الاطلاق وبعثية هدام لازالوا يتغنون بنظامهم المقبور ولم يعيدوا النظر بسياساتهم التي اوصلت الامور لما نحن فيها ولم يعتذروا للشعب العراقي، فكيف تريد ان لاننظر لهم كشياطين ونحذر ونحترس منهم وهم يستخدمون كل الوسائل القذرة للعودة للسلطة كما يحلمون للانتقام من الشعب ٠وبالمناسبة فان العمل الارهابي المسلح وتحت شماعة القاعدة هو عمل ارهابي بعث


5 - الى السيد سامي فريدي-2
اسماعيل الجبوري ( 2012 / 5 / 4 - 13:29 )
وتحت شماعة القاعدة هو عمل ارهابي بعثي بدون شك وقتل عشرات الالاف من الناس الابرياء٠كل اقطاب البعث لازايبدو لي ان السيد سامي ليس عراقيا وهذا لايعني ان لايحق له المشاركة في الحوار وانما بالعكس لكي يطلع على حقائق الامورغير الواضحة له ٠للعلم انا من المكون السني وخلفيتي الفكرية والسياسية هي يسارية وناضلت منذ طفولتي ضد النظام البعثي الفاشي وانا فوق الاديان والطوائف والقوميات نتيجة لتربيتي اليسارية٠اختصر لك جرائم البعث الذي استولى على دولة كانت من افضل دول منطقة الشرق الاوسط وهدمها وحولها الى خربة وارجع العراق٥٠٠سنة للخلف قبل تسليمها للامريكان٠اينما حل البعث حل الدمار والخراب ٠شاهد اليوم مايجري من خراب وابادة لسوريا وشعب سوريا على ايدي اوباش البعثين السورين ٠البعثين حزب فاشي لايؤمن بالديمقراطية على الاطلاق وبعثية هدام لازالوا يتغنون بنظامهم المقبور ولم يعيدوا النظر بسياساتهم التي اوصلت الامور لما نحن فيها ولم يعتذروا للشعب العراقي، فكيف تريد ان لاننظر لهم كشياطين ونحذر ونحترس منهم وهم يستخدمون كل الوسائل القذرة للعودة للسلطة كما يحلمون للانتقام من الشعب ٠وبالمناسبة فان العمل الارهابي المسل


6 - الى السيد سامي فريدي-3
اسماعيل الجبوري ( 2012 / 5 / 4 - 13:36 )
فكيف تريد ان لاننظر لهم كشياطين ونحذر ونحترس منهم وهم يستخدمون كل اوسائل القذرة للعودة للسلطة كما يحلمون للانتقام من الشعب .وبالمناسبة فان العمل الارهابي المسلح
ماذا تتوقع ان يحكم العراق بعد هذا الخراب؟؟غير قوى الظلام وخفافيشها ٠؟؟ولكن يجب ان تعرف لاتوجد اي مقارنة بين نظام هدام والتغير الذي حصل بعد يوم ٩نيسان٢٠٠٣المجيد لانه هناك ضوء في آخر النفق للخروج منه والتخلص من قوى الظلام الطائفية ولانه كانت كل الابواب موصدة تماما تحت ظل النظام المقبور.القوى التي عاشت في الظلام لايمكن لها ان تحيا في النور فالبعثين مهما تمنطوا بالديمقراطية

اخر الافلام

.. حُرم من حلمه والنتيجة صادمة ونهاية حب مأساوية بسبب الغيرة! ت


.. إيران تلغي جميع الرحلات الجوية.. هل اقتربت الضربة الإسرائيلي




.. ميقاتي لسكاي نيوز عربية: نطالب بتطبيق القرار 1701 وأتعهد بتع


.. نشرة إيجاز - مقتل شرطية إسرائيلية وإصابات في بئر السبع




.. اللواء فايز الدويري والعميد إلياس حنا يحللان المعارك الضارية