الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار على هامش الكفاءة المغربية ( 1 )

محمد بقوح

2012 / 5 / 3
مقابلات و حوارات


فكرنا من موقعنا، في إطار المسؤولية الثقافية و المعرفية، و لو محليا بالمعنى الضيق لكلمة الثقافة المحلية، أن نجري جملة من الحوارات، مع بعض رموز الكفاءة الإبداعية و الفكرية، في المدينة التي ننتمي إليها. و هي حوارات مختصرة، أرادنا منها أولا أن نغني بها المواد الفكرية الرائدة للحوار المتمدن.. و ثانيا، أن تكون تكريما و تشريفا معنويا حقيقيا، للكفاءة المغربية المتميزة، و التي تعمل و تبدع و تناضل، بعيدا عن الأضواء الرسمية.. و ثالثا، أن تكون حوارات / مرايا نقدية تعكس بكل تلقائية اجتماعية، واقع مختلف جوانب و مستويات الحياة الفكرية و الإبداعية المتميزة، للشخصية المحاوَر معها، سواء في المجال الثقافي، أو المهني أو اليومي التواصلي.. إلخ، حسب اهتمامات الشخصية المحتفى بها.
و آثرنا أن يكون أول حوارنا مع الصديق و المبدع خاليل بادي، الذي كان لنا معه الحوار التالي:

1. قدموا للقارئ المغربي و العربي هويتكم الشخصية. من يكون خاليل بادي؟
من مواليد سنة 1966 بالدار البيضاء. مجاز فلسفة عامة من جامعة محمد الخامس بالرباط. حاصل على دبلوم مركز تكوين المعلمين، مركز غاندي بالدار البيضاء. مدرس لغة عربية، باحث في منهجيات التدريس، تجربة أربع سنوات، في تدريس الفلسفة والثقافة الفنية بأقسام الباكلوريا. شاعر مُقِلٌ، فنان تشكيلي، مصور فوتوغرافي، تقني إلكترونيات وحواسيب، مبرمج إعلاميات(منذ سنة 1986 زمن الجيل الأول من الحواسيب). عازف وملحن وصانع آلة العود، مراقب عام بموقع ثابت البصري، صانع الأعواد العراقي الشهير.

2- ما تقييمكم للوضع التعليمي المغربي الراهن؟
إن التعليم بالمغرب خاضع بصفة مؤبدة لإكراهات الخريطة المدرسية، و إكراهات التخطيط والتوجيه.وتمت تطور كيفي ونوعي ملحوظ، يحب القائمون على التعليم إبرازه من خلال جرد الأرقام والمعطيات الاحصائية. لكن تمت حقيقة يغفلونها وهي كالآتي:إذا كان الاكتظاظ معيارا للتقييم فإن التعليم بالمغرب لم يتغير منه شيء. ففي السبعينات كنت تلميذا ولم ينزل عدد تلاميذ القسم أبدا عن أربعين تلميذا فأكثر. وإلى الآن لم يزل هذا العدد، نابضا في الأقسام. ولا داعي للحديث عن تداعيات التوظيف المباشر، وحرمان المدرسين من الحق المشروع في تغيير الإطار.

3- كيف تنظرون إلى واقع الكفاءات في المجتمع المغربي في مختلف المجالات؟
إن ما يحدد وضع الفرد في بعض المجتمعات العربية، ليس الكفاءة. بل الحظ الاجتماعي. إن ولوج الوظيفة العمومية، يتم بطريقة نزيهة،. لكن التطور والتدرج في المناصب، لا يتم دائما بنفس النزاهة، بل يقوم على مدى كفاءة الفرد في التملق، ومدى تطور حسه الانتهازي.
و خير معبر عن واقع الكفاءات في المجتمع العربي عموما، هو ما حدث مع الدكتور طه حسين، حين تم استدعاؤه لبرنامج إذاعي، وكانت مكافئته خمس جنيهات، ولما سأل عن مكافئة راقصة في نفس المدة، قيل له خمسين جنيها، فضحك وقال: عجبا لقوم، هز البطون عندهم أهم من هز العقول. وما زالت دور الإذاعة على حالها إلى اليوم.

4- ما رأيكم في الثورة التكنولوجية الجارية اليوم في العالم؟
إن الدول الرائدة في التكنولوجيا، تعتمد على توازن دقيق في التخصصات منذ المراحل المبكرة من التعليم، و تبدأ بتدريس مبادئ التكنولوجيا منذ المراحل المتوسطة من التعليم الابتدائي، ولهذا السبب هي ناجحة جدا في ربط التعليم بسوق الشغل التقني.
لكن أمة اقرأ والتي اختارت ألا تقرأ، فبرامج تعليمها الابتدائي، تكاد تكون مقتصرة على المواد الأدبية والتعليم الأصيل، وبعض أبجديات العلوم الطبيعية. و فاقد الشيء لا يعطيه.

5- حدث القارئ عن تجربتكم المتميزة في المجال الفني والإبداعي.
تعلمت العزف على العود ونظرية الموسيقى، من كتب سليم الحلو، وعبد الرحمن جبقجي وغيرهم... وقمت بتأليف العديد من الأغاني السياسية، جلها حول قضية القدس العربية، ونبذ الإرهاب، لكن لم يكتب لها الانتشار الواسع. واحدة منها حول القضية الوطنية، ما زلت إلى اليوم أحلم بتسجيلها بالإذاعة الوطنية. وآخر ما أنتجت: أغنية دينية نصف كلماتها للشاعر التونسي محيي الدين خريف، المتوفى مؤخرا، رحمه الله، ونصف كلماتها الباقية من تأليفي. لكن تمت هفوات من القائمين على مجال الفن والإبداع في المجال التعليمي، تؤكد اللامبالاة بهذا المجال، وتقتل كل الحس الابداعي.

6- حين تجدون نفسكم في حالة التوتر المفاجئ، كيف تتصرفون وأين تذهبون لرد التوازن الذاتي؟
حين أكون حزينا، ولأن الدمع لم يعد يسعفني في هذا السن، فإن أوتار العود هي ما ينوب عن الدمع والنحيب. وحين أكون متوترا، أنصب خيمة على شاطئ البحر، وأقضي يوما أو يومين وأحيانا ثلاثا إلى خمس أيام منفردا مع قصبة صيد، وحطب و مشواة.
وحده البحر يسع غضبي ويمتصه، و يواسيني، ويهدئ من روعي.

7- ما رأيكم في علاقة العلم بالبيئة؟
إنها علاقة لا تكتمل إلا بالحديث عن طرف ثالث وليد العلم، وهو التقنية. لنصبح أمام مثلث مركزه الانسان.
لقد حاول الانسان دوما وطيلة تاريخ وجوده، الاستئساد على الطبيعة، والانتصار عليها، بفضل المعرفة العلمية و التقنيات المترتبة عنها.
لكن مع سيطرة الانسان على الطبيعة، صارت التقنية مسيطرة عليه. ومدمرة له وللبيئة. إنها علاقة فوضوية يشوبها الكثير من اللامسؤولية الأخلاقية. لقد تحولت التقنية من مجرد أداة لسيطرة الإنسان على الطبيعية إلى خطر يهدد كيانهما معا. فلا عجب حين يشبه اينشتاين التقنية في يد الانسان بفأس في يد مريض نفسي، يلوح بها في كل الاتجاهات، وكثيرا ما يصيب بها نفسه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع