الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسمع جعجعة و لا ترى الاّ طحينا ...

أم الزين بنشيخة المسكيني

2012 / 5 / 3
كتابات ساخرة


كيف الكلام في زحمة الكلام عن جيوب الفقر وعن سراديب الموت جوعا و عن الدستور المتخم بالمرجعيات ..مسوخ و أشباح تخترق المدينة .. مؤامرات و ترهّات تداهمك حيثما حللت ..حتى عيونهم بدّلوها كي تكون موافقة للدولة المؤقتة .. شعب من الزئبق .. و لوحة من العراء التشكيلي المحض ..و فجأة صارت أجسادهم مشكلة و ذاكرتهم مقصلة و مساجدهم محكمة ..و حين يحالفك حظّ المرور أمام منابر الجمعة و أنت مهموم بمعاليم الكراء و الفواتير و الدروس الخصوصية و مكر زوجتك البهية.. لا تسمع غير التكفير و التهديد و الوعيد ..و تنهال عليك الشتائم حيثما ولّيت أذنيك ..و مهما كان جنسك .. و الويل كل الويل لك لو صادف و كنت أنثى ..ستصير كل أعضائك للتوّ..عورة.. و تكثر العورات و الأعوار و العوار و العمى الديمقراطي عن المشاكل الحقيقية . و ان كنت من رجال التعليم ..فأنت بكامل ما فيك من المهارات و الشهادات و الأحشاء ..ذنب و اثم و افساد للعقول بالعلوم ..و مهما بذلت من جهد كي تنتمي الى دائرة الانسانية الكونية و التاريخ المستنير أنت مخلّ في حقّ السماء و الهوية و الرعية..ضجيج و تهريج ..و جنون عمومي أصاب مدننا و أريافنا ..هل هي صدمة الثورة ؟ أم يكون هذا الشعب قد صنع كذبة و لم يتقن تصديقها بعدُ ؟ و في غمرة هذه الجعجعة نسوا أن يشهّروا كفاية بالفقر و البؤس و الجوع .. أصابهم عمى الألوان فهم لا يروا غير البنفسجي الأسود و الغرائز الزرقاء ..لم يدركوا أنّ الفقر عورة وأنّ البطالة عورة وأنّ الذين يعيشون جياعا و يموتون جياعا ..عار و عورة و عري في وجه الأحزاب و الشاشات و الرئاسات و الحكومات ..ليس ثمّة بؤس ليبيرالي و لا جوع اسلامي و لا بطالة حداثوية و تظل أرواح الشهداء معلقة بين السماء و الأرض ..بل يبدو أنّ شهدائنا لم يموتوا لأنّا لم نعثر على أيّ من القتلة..و تظل أعضاء الجرحى تائهة في الأخاديد..يصنعون كل يوم مشكلة زائفة ..و يحرّكون قدرا تحت نار من جهنّم ..و تخال القدر ملئ و ليس فيها غير الماء و الحصى ... تسمع جعجعة و لا ترى غير اللحوم الحمراء معلّقة بعناية فائقة و بشماتة كلبية في وجوه الجياع ..لم يعد لحم العلاليش و الأبقار لحما فحسب بل صار شخصية مرموقة تحمل كل مراتب النبل الاجتماعي .لحوم متحصلة على الأستاذية في الحكومة المؤقتة التي استبدلت الديمقراطية بتطهير الاعلام ..في حين انتشرت القُمامة في كل مكان حيثما ثمّة منبر للاستبلاه السياسي ...أي نوع من اللحم اشتريت هذا اليوم ؟ لو أجبت بصدق سوف تفضح انتمائك و هويتك الحقيقية و مداخيلك السرية .. أيها التونسي أنت اليوم ما تأكل .."أنا آكل لحما فأنا موجود كثيرا.و أنت تأكل بُكّا و خسّا فأنت موجود قليلا "..انّ هويتك من نوع لحمك الذي تبتلعه يوميا في أحشائك ..فمن يشكّك باسلامك غير الذين جعلوا من اسلامك مشكلة ؟ ترف روحي و رفاهة برجوازية كل نقاشاتهم حول مدى صدق علاقتك بربّك ..و أنت تبيت على الطوى ..لا شيء في قلبك غير وجه الله ..فلن يزايد أحد على ربّك ..و لا على قلبك ..بلى ..فهم يكثرون من الضباب و الدخان الفارغ كي يحجبوا عنك بؤسك ...الاّ أن تكون من ضحايا الثورة فتعويضاتك في الطريق اليك ..ستنعم بكلّ ما تشتهي من أشكال اللحوم ..هبة من "الثورة المباركة " "..أمّا ضحايا الاستبداد البائد و الأرياف المهمّشة و جيوب الفقر النائية ..من سيعوضها ؟ و كم ثمن القهر المؤبد الذي ولدوا فيه و ماتوا فيه ؟ و كم ثمن الاستبداد القادم حثيثا من مستقبل سقط في الماضي قبل أن يصل ؟ طوبى لشيء لم يصل ..طوبى لأطفال لم يولدوا بعدُ ..سيولدون في تاريخ أجمل ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_