الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاطر فكرة وحدة فورية مع ايران !

مهند البراك

2012 / 5 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اثارت تصريحات السيد رحيمي النائب الاول للرئيس الايراني بدعوته الى الاتحاد الاندماجي بين العراق و ايران (الذي سيجعل من البلدين قوة عالمية كبرى)، اثارت اوساطاً سياسية و اجتماعية واسعة في البلاد، لأنها تأتي في وقت تلعب فيه الدوائر الإيرانية ادواراً مقررة في دوائر الدولة و السياسة العراقية و في الواقع اليومي العراقي الذي يشمل تشكيل الحكومة الحالية منذ ان اعلنت حكومة نجاد عن فوز مرشحها هي في العراق قبل الاعلان عن نتائج الإنتخابات، و يشمل الواقع المعيشي و السوق العراقية و العنف و الارهاب الجاري ـ وفق تقارير و تحليلات ابرز وكالات الانباء العالمية الاكثر استقلالاً ـ . .
و لأن ذلك يتردد باستمرار في ابرز المناسبات التي تجمع مسؤولين من البلدين، التي كان ابرزها تصريحات الجنرال سليماني حول نفوذ فيلق القدس الايراني و امكاناته بتحريك دول المنطقة وفق السياسة الايرانية و خاصة دول : العراق و سوريا و لبنان اضافة الى مصر بعد انهيار حكم مبارك، على حد وصفه . . و التي تسببت بعاصفة من الاستنكار و الاحتجاج من قبل مسؤولين و شعوب و حكومات تلك الدول.
و يرى محللون بأن ذلك لايعكس الاّ روح هيمنة و غطرسة الحكّام . . و لايساعد على تقارب و تفاعل شعوب و مكوّنات الدول العربية مع شعوب و مكوّنات الجمهورية الإيرانية . . المكوّنات التي هي مادة و هدف التغييّر و مشاريع الحكم. في وقت ترحّب فيه الشعوب و القوميات المعنية، بكل تطوّر للتعاون و الصداقة بين بلدين جارين مسلمين على اساس الإحترام المتبادل للإستقلال و السيادة و على اساس المنافع المتبادلة.
من ناحية اخرى، فقد مرّت على العراق في عقود مضت دعوات للمشاركة في تجارب الوحدة بين الدول العربية، و دعت الدكتاتورية المنهارة الى وحدات فورية و الى اتحادات اقليمية . . الاّ انها فشلت لأنها انطلقت من نزعة ارادوية فردية او من حزب انفرد بالسلطة و يسعى للهيمنة سواء على شعبه او على شعوب المنطقة . . او لأنها كانت دعوات للخلاص من ازمات داخلية مستعصية و محاولات لترحيل تلك الازمات و دفعها الى خارج البلاد، او محاولة لدفع الآخرين الى المكاره و الاحتماء بهم .
و ترى اوساط عراقية واسعة بأنه، اضافة الى المصالح التجارية و الدينية و المذهبية التي تربط بين الشعبين و البلدين الجارين . . فان الحكومات الايرانية المتتالية في ظل حكم ولاية الفقيه السيد خامنئي لم تثبت و للاسف حسن نيتها تجاه الشعب و الدولة العراقية الاّ بالقدر الذي حقق لها مصالحها هي، دون امعان النظر بمآسي الشعب العراقي بقومياته و اطيافه الدينية و المذهبية . .
فمنذ قيام الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تجرِ اية مراجعة لإتفاقية الجزائر عام 1975 ، التي كانت الذريعة التي تسببت باشعال الحرب العراقية الايرانية المدمرة من قبل الدكتاتور الارعن البائد، و التي دامت ثماني سنوات افنت ارواحاً و احرقت الاخضر و اليابس للشعبين الصديقين. الاتفاقية التي لم تزل نافذة المفعول ببنودها حتى بعد سقوط الدكتاتورية تلك، رغم مطالبات الاطراف الوطنية باعادة النظر بها وفق المتغيرات التي طرأت على المناطق الحدودية و شط العرب منذ تأريخ توقيعها، و خاصة مطالبات التحالف الكوردستاني المستمرة الى الآن لكونها صيغت اصلاً لإنهاء ثورة ايلول الكوردستانية بقيادة البارزاني الأب.
و لم تبال الحكومة الايرانية بماساة العراقيين حين كانت ممن ساعدوا دكتاتورية صدام على البقاء في دست الحكم في سنوات الحصار الدولي القاسي الذي سخّره الدكتاتور لتدمير العراقيين اكثر . . حين استغلت اطراف نافذة فيها رخص اثمان نفط العراق الذي كان ينقل و يباع بالأسود و بابخس الاسعار لحسابها، و من دون شروط كان يمكن لو اتخذت ان تقلل من مآسي العراقيين، بتقدير متخصصين .
و يرى محللون ان الدوائر الإيرانية بعد سقوط الدكتاتورية لم تساعد على استقرار البلاد بقدر ما وظّفتها كساحة حرب لمواجهة خصومها الدوليين و الاقليميين و المذهبيين الطائفيين، بل و توافقت في نشاطات مسلحة قامت و تقوم بها مجاميع ارهابية معروفة و اخرى تمارس الارهاب من خلال مجاميع مسلحة تدعمها، اضافة الى سعيها الحثيث الى جعل المرجعية الشيعية العليا تحت وصايتها . . الأمر الذي لم يعد من الأسرار، و تتناوله اجهزة الدولة ذاتها في بياناتها .
و يتساءل كثيرون عن اي مقدّس يتحدثون و هم يواصلون استخدام بلادنا كساحة من ساحات برامجهم و خططهم، غير مبالين بما يجري من جراء ذلك من تواصل نزيف البلاد و احزانها و فقرها و هي من اغنى بقاع العالم . . و كيف يقبل الضمير و المقدّس ان تقوم وحدة فورية بين حكام بلاد مفروض عليها عقوبات اقتصادية و حصار دولي بسبب برامجها النووية، و اتهامها بالإرهاب دولياً . . و بين بلاد تحاول النهوض بعد عقود من الحروب و الحصار و الدمار و الارهاب ، على اساس تعددية و دستور و تبادل سلمي للسلطة و قيام سلطة قضاء . . تعوّض للعراقيين بكل اطيافهم ماعانوه من خوف و حرمان و عذاب .
و يرى متخصصون ان فكرة الوحدة الفورية الاندماجية التي طرحها السيد رحيمي و سكت عنها السيد المالكي في ظروف المنطقة الحالية و صراعاتها المحتدمة الدينية و الطائفية و القومية و الفكرية تحمل مخاطراً تهدد بنزاعات دموية اعنف مما جرى و يجري و تهدد فعلاً باعادة تقسيم المنطقة الذي تحلم به احتكارات دولية متنفذة قد يكون فيه نظام ولاية الفقيه في ايران اول الخاسرين ان لم يتعض من محاولات مشابهة قام بها الدكتاتور صدام بشعاراته (الايمانية) و ادّت الى نهايته و نهاية احلامه و اطماعه، و كبّد فيها شعبه مالايوصف .

3 / 5 /








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عزة.. ماذا بعد؟ | المعارضة الإسرائيلية تمنح نتنياهو -الأمان-


.. فيضانات في الهند توقع أضراراً طالت ملايين الأشخاص




.. مواجهة مرتقبة بين إسبانيا وفرنسا في نصف نهائي يورو 2024


.. الاستقرار المالي يثير هلع الفرنسيين




.. تفاعلكم | مذيعة أميركية تخسر وظيفتها بسبب مقابلة مع بايدن!