الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقائع مسروق بن مسروق -تاريخ مسروق -

محمد منير

2012 / 5 / 4
كتابات ساخرة


اسمى وصفتى وحالى مسروق بن مسروق .. انتمى الى أعرق عائلات مصر وأكثرها ثبات على الحال فأبى وجدى وجدود جدى كلهم مسروقون..
أروى لكم وقائع يومياتى التى اعيشها حاملاً خبرة مئات السنين من صبر مسروق على ما يراه مكتوب .

لأنى مسروق من الطبقة الوسطى، فقد حرصت أسرتى على تحصينى بالتعليم والشهادة، وهذا مانقلته إلى أبنائى مع فرق فى أدوات التنفيذ، فبينما دفع والداى تكاليف تعليمى قروشا قليلة، أخذت مقابلها علما ورعاية صحية وغذائية، دفعت أنا تكاليف تعليم أبنائى مشقة وخدمة بيوت وعملا متدنيا لدى اللى يسوى وما يسواش من المعلمين ورثة الرسل مقابل الدروس الخصوصية الإلزامية.
ما علينا.. وصلت ابنتى الوسطى إلى الشهادة التوجيهية كرها، فهى من المتعالين وترى نفسها قيمة فى ذاتها تفوق الشهادات وانتهت حواراتى معها إلى أهمية الدروس الخصوصية باعتبارها العلاقة الوحيدة بين التلميذ والمدرس فى حقبة المدارس المنهارة.
وبعد رحلة بحث عن مصادر تمويل المدرسين انتهيت إلى معاهدة مع الأستاذين «سيبويه» مدرس اللغة العربية و«فرعون» مدرس التاريخ اتفقنا فيها على أن أعمل مصاريف لديهم وأرتب مكان لقائهم مع التلاميذ وأنظفه مقابل انضمام ابنتى الوسطى لمجموعات التلاميذ.
وبينما أنا أكنس الصالة الصغرى المجاورة للصالة الكبرى، التى يجلس فيها فرعون التاريخ مع التلاميذ، سمعته يشرح لهم درس محمد على ويقول «وهكذا انتصرت إرادة الشعب المصرى على السلطان العثمانى وفرضت محمد على حاكماً على مصر لوطنيته الأصيلة»، وانتبهت وعادت بى ذاكرتى إلى دروس التاريخ التى كان يشرحها لى العلامة الأستاذ «الفولى» وكان دائما ما يقول لنا «ومن عجائب المصريين أنهم فى لحظة الإحساس بالذات الوطنية وعودة الوعى لهم ثاروا على حاكم أجنبى ليعينوا مكانه أجنبيا آخر»، فانسحبت من لسانى وقلت له منفعلا «غلط يا أستاذ فرعون» نظر لى باحتقار وقال «إيه اللى غلط يا بتاع انت؟ ركز فى المقشة اللى فى إيدك»، قلت «انتصرت إرادة الشعب صح، لكن محمد على لم يكن وطنى ولا دياولوا»، رد «أمال النهضة اللى عملها فى مصر كان معناها إيه؟!»، رديت «دى كانت مشروعه الخاص، والدافع كان حماسه لمشروعه الخاص، كان عاوز يبقى هو وولاده حكام على دولة قوية يستطيعون من خلالها عمل إمبراطورية قوية فى المنطقة»، رد قائلاً بانفعال الجهال «واضح انك حمار ونسيت نفسك يا مسروق، ومش عارف يا فصيح زمانك إن محمد على نزل بالعسكر الألبان بتوعه للشارع وحمى الشعب المصرى من بطش «البرديسى» المملوك وأخذ الشعب فى حضنه، ويومها هتف له المصريون - الشعب والعسكر إيد واحده - وماكنش محمد على طمعان فى الحكم عشان كده هو اللى جاب خورشيد باشا يحكم مصر تانى، لكن خورشيد واللى بعده فشلوا وكان ضرورى الشعب والعلماء ينصبوا محمد على حاكم عليهم لوطنيته»، نسيت نفسى بجد ورديت عليه «أنا اللى حمار يا فرعون يا جحش طيب مسألتش نفسك ليه محمد على العسكرى استعان بنفس الحكام اللى ثار عليهم الشعب من الأول وما استعنش بالثوريين الأصليين، مهو عشان يفشلوا ومايبقاش قدام الشعب غير العسكرى»، انتفض فرعون واقفاً بعد إحساسه بالإهانة وصرخ فى وجهى «غبى وقليل الأدب وجاهل بتتعالى على رغبة الشعب والعلماء اللى اختاروا محمد على»، رديت «ماهو نفى عمر مكرم بعد كده لدمياط ولغى مجلس العلماء يعنى خد غرضه منهم وحلقلهم»، أصدر فرعون شخيرا من فيه ورمانى بالكشاكيل وقال «بتستحمر العلماء يا مسروق الكلب، ناقص كمان تقول إن المشايخ اللى ولوا محمد على كانوا ما بيفهموش»، رديت «لأ الإخوة المشايخ بالذات عارفين هما عاوزين إيه هما يهمهم فتة الحكم أكتر من الحكم عشان كده الشيخ محمد السادات حرض «محمد على» على العلماء وعمر مكرم بعد ما خدوا بالهم من مخطط «العسكرى»، واتنفى عمر مكرم واتعين بدل منه «السادات»، اللى عاش فى جزمة العسكرى محمد على «يلغ» فى الفتة، وركب «العسكرى» على الحكم وما حدش عرف يزحزحه».
رمانى فرعون بكوب الشاى وعفقنى أنا وابنتى من قفانا وصرخ «بتشتم المشايخ يا عدو الله.. يلا مافيش دروس غور انت وبنتك بره»، وطبعاً ضاع مستقبل البنت.. قلت كعادتى «قضا أحسن من قضا».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس