الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساة عراقي مغترب

رباح حسن الزيدان

2012 / 5 / 4
الادب والفن


خالد المقدمي رجل اباح لي بسره ولن يهدأ لي بال حتى انشر ما سمعته منه بكل صدق وبكل حرقة شعرنا بها مع بعض وهو يروي لي معاناته والامه .
رجل لم يعرف للحياة طعم , لم يجني في حياته ذنب سوى ان أمه انجبته في العراق , هذا الشاب يحمل في طيات نفسه كل صفات الرجل العراقي بأرثه التاريخي , كيف لا ووالده سومر ووالدته أشور , يحمل في نفسه كل صفات هاتين السلالتين العظيمتين , ورث عن أجداده الرقي والشهامة والرجولة والحب والحنان والشجاعة والكرم التي يملكها أبناء هذا البلد الأصلاء .
جار على هذا الشاب زمانه ودارت عليه رحى الدنيا القاسية التي لا ترحم وبذنب لم يقترفه ولأمور لا يسعني ذكرها خوفاً وحرصاً مني على سلامته وجد نفسه مهدداً في بلاد الرافدين حيث ولد وعاش وتزوج وأنجب , لم يرد سوى حرية العيش ووجود نفسه مهدداً بالقتل على أيدي من يتحكم في رقاب الناس في هذا البلد المظلوم , بلد الصراخ وشعب تعلم على الطغات بكل قساوتهم وجبروتهم وحبهم للسلطة , لم يستطع والديه ولا أهله من حمايته بكل ما يحملونه من رقي أول الحضارات , لم يستطع ابناء مهد الحضارة وبناة التاريخ من مساعته فوجد نفسه مهاجراً مغصوباً على أمره خارجاً من وطنه العراق , محاولاً أن يبدأ حياة جديدة وهارباً من تهديد ليس له معنى , وبعد أن دفع كل ما يملكه أتجه الى بلاد الحريات وحقوق الأنسان الى أوروبا وبالتحديد الى هولندا , تاركاً وراءه طفلتين بعمر الزهور , مفارقاً زوجته وأهله وأصدقاءه .
بدأ حياته من الصفر متكئاً على الحظ , راجياً ربه أن يلهمه وينجيه من أمور ومتاهات لا يعلم عنها شئ متنقلاً بين تركيا واليونان , هارباً في شاحنات الأولى وقاضياً ستة أشهر في سجون الثانية , عله يجد الحرية والسلام والعيش الكريم التي حرمه منها العراق وحكومته الجديدة حكومة الحرية وحقوق الانسان المزيفة , التي تحمل كل معاني الدكتاتورية والاضطهاد .
وصل هذا الشاب الى هولندا بعد أن تجرع كل أنواع الذل والمهانة وهو لايعلم شيئاً عن أطفاله وزوجته ولا هم يعلمون عنه شئ .
حط خالد رحاله بعد رحلة طويلة في هولندا طالباً فيها حق اللجوء , بعد أكثر من سنة حصل خالد على الأقامة والتي تعني له بدء الحياة الجديدة , حياة الحرية والامل والسلام التي حرمته منها حكومة العراق , وبعد أكثر من سنتين ملأت عينيه دموع الفرح برؤية زوجته وأطفاله .
أستقرت حياته في هولندا وأنجبت له زوجته طفلاً يشبه القمر أسماه حيدر تيمناً بكرار العراق والاسلام علي بن أبي طالب .
تعلق الأب بأبنه حيدر وخصص له معظم وقته متنقلاً به وعائلته بين مدن هولندا وقراها , كبر حيدر وبلغ من العمر سنتين وأزداد تعلقه بوالده الذي وفر له الكرامة والحرية وهو يلعب مع أطفال لم يعرفو طعم المعاناة , هكذا كان الأب مستمتعاً بحياته وهو يرى الفرح في عيون أطفاله ذاهباً بهم الى المدرسة صباحاً , عائداً بهم الى المنزل عصراً حيث تنتظرهم الوالدة الحبيبة بفارغ الصبر وهم يضحكون ويغنون فرحين بهذا الجو الأسري الجميل .
لم يرضى العراق بحرية أبناءه حتى وهم خارج العراق وبعد زيارة لرئيس الوزراء العراقي الدكتاتور نوري المالكي الى هولندا , أصدرت هذه الأخيرة قراراً غريباً بأعتبار العراق أمن وقامت بسحب الكثير من أقامات العراقيين المتواجدين في هولندا ومن ضمنهم خالد وعائلته وأعادتهم الى العراق قسرياً .
عاد خالد المقدمي , المواطن العراقي الأصيل الى بلده العراق الذي لم يرضى الى بذله وأستكثر عليه السلام والأمان الذي كان ينعم به أعضاء الحكومة أنفسهم في أوروبا أبان فترة حكم النظام السابق .
لم يستطع حفيد سومر وأشور من العيش في العراق وشبح الموت يلاحقه وعاد ليحط رحاله في بلجيكا , باحثاً عن الحرية والكرامة لأبناءه متمسكاً بخيط رفيع من الأمل لعله ينجيه من الموت وينقله من بلاد الجلادين الى أرض الحرية المزعومة .
لله در هذا العراقي الأصيل خالد المقدمي الذي فارق أبنه حيدر , لله در الاف العراقيين الذين عانوا الأمرين من هذه الحكومة المتكبرة المتلاعبة بدماء أبناءها ولله القول الفصل في أمر هذه الحكومة الدكتاتورية التي لا يهم ذويها سوى أمن عائلاتهم وأرقام حساباتهم البنكية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الله كريم
محمد العتابي ( 2012 / 5 / 4 - 11:57 )
والله العظيم مصايب وبلاوي دتوكع على روس العراقيين
اللهم يسهل امر هذا الشاب وامر جميع العراقيين في الداخل والخارج


2 - سلمت اناملك
مرتضى الوائلي ( 2012 / 5 / 4 - 15:50 )
قرأت لتوي نصاً روائياً جميلاً يعبر عن هموم ومشاكل الشعب العراقي
استمر سيدي الكاتب فهذا ما نفرح برؤيته جميعاً
كتاب شباب يتحملون مسوؤلية الدفاع عن أبناء هذا الشعب الجبار
دعواي ان يوفق الله درب هذا الشاب وكل الشباب العراقي


3 - شكراً جزيلاً
رباح حسن الزيدان ( 2012 / 5 / 4 - 16:01 )
السيد مرتضى الوائلي اشكرك على هذا الكلام الجميل والمحفز لي ولغيري من الكتاب الشباب وستجدنا انشاء الله عند حسنك ظنك وظن الشعب العراقي بنا ولن نتهوان في طرح مشاكل ابناء العراق حتى يفرج الله همه


4 - أقحمت رأيك ونحترمه في قصة إنسانية الابعاد
عزيز الحافظ ( 2012 / 5 / 4 - 17:46 )
السرد إنساني ولكن تسيسه بفكرة مجنونية دكتاتورية أفصحت عنها وأقحمتها معبرا عن رأيك الشخصي الذي أحترمه ولااتطابق معه ،بعيدة جدا عن الحال فانت اليوم في العراق تستطيع قول ماشئت دون ان يطرق زوار الليل والنهار بابك مع ذلك اجد إنك أقحمت العبارة وكإن المالكي لوحده حكومة مع إن فيها من كل ألوان الطيف الشمسي العراقي وفيها من يتصرف خلاف رأي الحكومة هذا أولا وثانيا هي حكومة لاتبقى للابد لذا من المحال دوام دكتاتوريتها المرسومة بقلمك وفي هذا وحده كفالة لديمقراطية نعم إجدها وليدة بسبب أن في الحكومة من لايريد ابدا السير وفق معايير الديمقراطية التي ننشد مع تحفظي الشديد على تصرفات البعض فيها.


5 - السيد عزيز الحافظ
رباح حسن الزيدان ( 2012 / 5 / 4 - 18:41 )
كلام جميل جداً وليس هناك من يقول غير ذلك واريد بأن أقول لك انني نقلت لكم نص كلام خالد المقدمي وهو يلقي بلومه على الحكومة بعد أن رأى رئيس الوزراء العراقي من على شاشات التلفزيون الهولندي وهو يقول بأن مطارات العراق مفتوحة لأستقبال اللاجئين العراقيين المعادين قصراً الى العراق وأرجو منك أن تعود الى الأخبار قبل أن تقول أن بأمكان اي شخص ان يتحدث دون ان يطرق أحد بابه , فبالأمس سمعت نقيب الصحفيين وهو يتحدث عن العمليات الاجرامي وعمليات أعتقال الصحفيين
السيد عزيز الحافظ شكراً لك واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية

اخر الافلام

.. عبد الوهاب الدوكالي يحكي لصباح العربية عن قصة صداقته بالفنان


.. -مقابلة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ-.. بداية مشوار الفنان المغ




.. الفنان المغربي عبد الوهاب الدوكالي يتحدث عن الانتقادات التي


.. الفنان محمد خير الجراح ضيف صباح العربية




.. أفلام مهرجان سينما-فلسطين في باريس، تتناول قضايا الذاكرة وال