الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يرفض ويحذّر

الحزب الاشتراكى المصرى

2012 / 5 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



تتدافع الأحداث فى مصر، منذ أيام، باتجاهات بالغة الخطورة، حيث تتفاقم الأوضاع فى محيط وزارة الدفاع بالعباسية، وتجرى الدماء أنهارا، ويسقط الشهداء والجرحى، فى مشهد مأساوى يذكرنا بمجازر شارع "محمد محمود"، و"قصر العينى"، و" ماسبيرو"، واستاد بورسعيد"... وهلمجرا.

إن هذا الدم الغالى المراق، يتحمل مسؤليته، بشكل مباشر، القائمون على السلطة فى مصر: المجلس العسكرى ووزارة الداخلية، وهما من يقف خلف "الطرف الثالث" المجهول/ المعلوم، الذى يريق دماء الثوار دائما، ويمارس الإرهاب العلنى كل مرة، ثم يفلت من المساءلة والعقاب بإعجوبة، حتى يُعاود الظهور فى كارثة أخرى مُجددا.

ويتحمل جانب من المسئولية كذلك، الأحزاب التى تشكل الأغلبية فى مجلسى الشعب والشورى، التى انشغلت بخطط الاستحواز على السلطة، و"التكويش"على"الجمعية التأسيسية للدستور"، بدلا من الاهتمام بحاجات الناس الأساسية، ويتحمل المسؤلية كذلك من دعا حشود مناصريه إلى التوجه لمحاصرة وزارة الدفاع، مع علمه بخطورة هذا التصرف، احتجاجا على منع ترشحه فى انتخابات الرئاسة، مع ثبوت عدم أحقيته وتزويره فى أوراق رسمية. وقد انخدع فى هذا السياق، قطاع من الثوار، رغم أن التجربة قد أثبتت دائما أن الصدام أمام وزارة الدفاع ، يكبدهم، ويُكبد الثورة خسائر فادحة، ويفقدهما تعاطف الرأى العام، ولا يعود بأية فائدة على الشعب والوطن.

وإزاء ما يحيط بالدعوة لمظاهرات تتجه لمحاصرة وزارة الدفاع اليوم، الجمعة، وهو ما يهدد بتداعيات خطيرة للغاية على أمن مصر ومستقبل ثورتها، يؤكد "الحزب الاشتراكى المصرى" على أهمية الاستمساك بالطابع السلمي للثورة، وهو سبب ماحققته من نجاحات، لأن جرّها إلى سبيل العنف طريق شديد الوعورة، سيدفع الشعب والثوار والثورة ثمنا باهظا له، ولن يفيد سوى قوى إرهابية متخلفة تتحين الفرصة للانقضاض على السلطة، أو قوى انقلابية تبحث عن مبرر لإنهاء الثورة، ولنا فى سوريا ومجريات ثورتها درسا وعظة، ومن هنا فالحزب يرفض دعاوى العنف التى تطلقها قوى لا تنتمى للثورة، أو دعاوى الصدام من أطراف تخلت عن الثورة، بل باعتها عند أول منعطف، وهرولت تقتسم غنائمها، وكانت عونا للمجلس العسكرى وهو يُكيل للثورة الضربة تلو الضربة.

كما يرفض الحزب المشاركة فى الدعوة التى اطلقتها جماعة الأخوان، للتجمع فى ميدان التحرير بالقاهرة، وميادين التحرير فى المحافظات، لأنها تأتى فى سياق الصراع بينها وبين المجلس العسكرى على السلطة، فالأخوان الذين يحشدون الحشود ضد وزارة الجنزورى هم أول من دعمها ودافع عنها وأدان رفض الثوار لها، والأخوان الذين يعترضون اليوم على المادة (28)، هم وحلفائهم من جيّشّ الجيوش للتصويت لها، واتهام من حذّر من خطورتها بالانقلاب على"الشرعية الدستورية"، والأخوان الذين يتهمون اليوم"اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية" بانعدام المشروعية ونية التزوير، لم ينطقوا ببنت شفة، وانتخابات مجلسى الشعب والشورى تتمان بإشراف لجنة مثيلة، لأنها تركت لهم الحبل على الغارب، وتغاضت عن مخالفات جسيمة لصالح التيارات الدينية، كما أن الأخوان الذين يستخدمون الميدان الآن سلاحا ضد المجلس العسكرى، تخلوا عنه، وأداروا الظهر له ولمن فيه، وأدانوا شباب الثورة الذين تواجدوا به، وتركوهم يُذبحون، وتحالفوا مع العسكر على حساب الثورة، واعتبروا أن "المجلس العسكرى خط أحمر لا ينبغى المساس به".

إن الموقف الثورى الحقيقى يتطلب الآن أقصى درجات الوعى واليقظة، ويحتم عدم الانخداع بالشعارات البرّاقة، أو الانجرار خلف دعاوى" ثورية " زائفة، تقود البلاد إلى الكارثة، والثورة إلى حافة الهاوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط