الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألم عراقي

عباس الحسيني
شاعر ومترجم وكاتب معرفي

(Abbas Alhusainy)

2002 / 9 / 21
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

ولأنهم  كانوا يحاولون الوصول الى القمر ، عبر كنايات الفرح الكردي ، وخبايا مرور  إيثاكا المضرج بشبقية الحب ورداء الأدعية ، ولأنهم كانوا كما الفتية الين امنوا بربهم وزادهم هــــدى ، ولآن الزمن القومي ، ان صح منطق ما يقال ، زمن غاشم ، ، فقد أحييت جمـــوع عالمية يوم حلبجة الاليـــــم والمرير ، وقدمته الى شعوبها في طبق من زخرف درامي ممجد  ومرعب ، واذا  تحققت النبؤة ، وسأل سائل عربي ، مشرقي على وعي بدهاء ما يرتسم في جعبة الغرب ،  ما هو المقصود من زحف دوائــر الغرب تجاه هذا اليوم المأساوي ، والجواب : هــو وعي الغرب وبالتعويض السلبي ، للرمز العربي ، انما يريد ان  يقول لمواطنيه ، ومن يحملون  ثقافته ويتأثروت بتحاليله " ان الحدث الماثل امامكم ، يمثل واقعة انسانية خطيرة تمثلت في اقدام رجل يسمــى  صدام حسين ، عربي وان قيل انه قليل الخالات في الدهناء ، وان منصبه رئيس لجمهورية يربو عدد سكانها على الثلاثين مليون ، وان لهم اشقاء الى الجوار وان لهم تأريخ تكتب به تعاريج فلسفات الروح وبعث الحياة ، وان لهم نهران حالمان  ،  وانهم يقعون الى القرب من دائرة الله الكبيرة ...... وان الشخص الرئيس والمسؤول عن مجاميعه البشرية قد اقدم كما اسلفنا على مراشقة ومهاجمة انـــاس  عزل ، في قرية جبلية حالمة ، تلقت وبكل دهاء القتل والتدمير .... غازات ٍ، ظنوها سحائب حب بيضاء ..... وهواجس ثلوج للخير والرخاء ،  وخاتمة المطاف ، ان صداما ، المـــمجّـد بغازات الخردل والأعصاب ، وعماليق مدافع النمسا وصواريخ سكود و .... ، هو الأوحد والأمجد والأعز والأبقى والأمتن والأشرس  والأتم والأشم والأفضل و.... ممــن  انجب من من صنف الطغاة ومبتكري وسائل القتل والدمير الإنساني ، في العقود  الأخيرة من القرن العشرين ، نعم ايها المستمعون والمشاهدون والممتنعون ،  وان جنوده الأشاوس في القتل والجريمة واللا فضيلة ، استطاعوا وببراعة صناع الأسلحة الكيماوية ، ان يحيلوا  يوم تلك القرية الآمن ، الى خرائب دارسة الأطلال ، تلوح كباقي الوشم في اليدي ، كما يقول الأعشـــى ، وان الرجل مقدم على حرب كونية ، يريد بها انهاء الوجود البشري لعدم تناسب وانسجام خلايـــاه مع ما هــو سائد في الخلايا البشرية من وعي وحرية وروح إنبثاق ، وعلى نقيض مــا هو متأصل ورابض في الإرادة الحرة ، وانه بقدم يوم  ما ، سيقف على اعتاب حدود مواطننا  ، بعد ان حارب شعبه وقومه والأقرب الى قومه في القومية والدين والإنتماء ، وانه  ليثير غبار حقد مسموم وماض ، اينما سادت امنية بشرية بريئة  .

إنها ترجمة حرفية لم تخلوا من الشاعرية المطلوبة في ايامنا السوداء ،  لما قاله ويردده الغرب عنا ويرسله  الينا ، عبر صورة رجل اسمه  صدام حسين ، وان الأشــد حزنا ، وهو ما تنبــه اليه  احد فناني الدول الإسكندافية " من ان احد  من الأشقـــــــــــــــاء العرب ، ولابد من التشديد على لفظة ومضمون الأشقاء ، هنا ،  لم يقل او يعلق  شيئا عن حلـبـجة ، ولا عن سجناء الأرض في العراق ، ولا عن ضحايا الجوع المصنــع في العراق ، وان صداما ،  وهــــو يفتش عن طعام الناس في قدور الناس المرعوبة ،  يحثا عن بقايا  صوره الدموية ،  في منازل العراقيين ،  وهو مسدد بجيوش الحماية الشخصية ،  لم يطالب قطعات ومنشـــآت التصنيع من رجاله الأشـــاوس ، تقديم ابتكار صغير وغاية في الأهمـــية الإنسانية " ،  وهـــي  مولدة  من الكهرباء " لمـــرضــى مستشفيــات العراق المصاب ، بظلام الساعة ، وان صداما المقدام في عبور نهــر الديرة لمرات ومرات  ، وان شاخت تراجيع وجهه ، وتعابير  محياه المثخن  بدماء الضحايا ولحوم المعذبين ، لم يستطع ان يهدي فقيرا في الحياة ولا طالبا في الدراسة ،  ولا متفقهــا  في الدين ، ثوب عــــز  ورداء مواطنة ، ليشمخ بهما ،  بين مواطني الدول وشعوب بقية الأمم المعاصرة ، وان صداما الــماضي في مهاجمة الغرب على انهم رعاة البقــر ، لم يعلم ان رجال رعاة البقر يمتلكون من الحقوق ما يعـــطه دستوره الهزيل لمواطنيه ، وانهم لم يمثلوا بجثث اخوتهم ، وان جامعاتهم قبلة للشارد والوارد ، وان اسلحتهم لحماية تراثهم وتراث اجدادهم ، طالوا ام قصروا وان زبالهم  كمحافظ المدينة عندهم ، سواء بسواء ، وان أدباءهم وفنانيهم ومفكريهم ، يسخرون من رؤسائهم ومسؤوليهم فـــيوبخونهم على الشاشات ، وعلى بياضات الصحف ،  وان صداما في تجلياته الكونية ، ومنها تحرير بيت المقدس للتأثير في الصف الفلسطيني والمتاجرة بقضايا الأمـــة ، لحالته القومية والوجودية القلقة والمريضة معا ، انما يريد دخول التأريخ ، مغـيـبا عن مخيلته التعبة ،  انه كان قد  دخل التاريخ  فعلا ، ولكن على طريقة دخول المجرمين واصحاب المثل الداعرة والمتجرين بدماء الأبرياء ،  وان تاريخه القريب الى مذابح شاتيـــلا وجنين ، اينما هو بداية لتأريخ  آخر ، لا يقل خطورة ووعوره ، عمن سبقه ، انه تأريخ العمل على افناء الأفراد ، شعوبا وتجمعات وانتماءات ، وعيا وتاريخا .

 وتخيلوا ، لــــــوان  فلسطينيـــا ، يقف الآن بين يدي صدام ليقول له : " اصلح الله الرئيس !! ،  لقد ، جئت  للتـــــو من مدينة اسمها جنين ، وان لي اخوة فيها ، يقتــّـــلون هناك ،  ولكن سؤالى اليك يا سيادة الرئيس ، هــو عن ما حدث في حلبجة لأخوة لنا على هذه الأرض : " ولم اقدامك على قتل هؤلاء  الأبرياء  بين جبالهم الآمنــة ؟؟؟؟؟

وســــأتـــرك لكم الجـــواب .... وإن طـــال وإن  قــصــــر .... !!!!!!          

 : عباس الحسيني – شاعر ومترجم – أميركا

[email protected]

     








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن