الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى مصرع الكاتب الكردي سردشت عثمان

صلاح يوسف

2012 / 5 / 4
حقوق الانسان


تصادف غداً ذكرى مصرع الكاتب الصحفي الكردي سردشت عثمان وما زال الغموض يكتنف حادثة اغتياله البشعة، وكأن قدر العالم الثالث هو أن يبقى قامعاً للكلمة الحرة الصادقة. لكننا نتساءل، هل حقاً أن من دبر اغتيال سردشت ما زال غامضاً ؟! المقالات الأخيرة التي نشرها على موقع معارض للرئيس البر زاني ما زالت موجودة، فما الذي قاله الراحل سردشت حتى قامت قيامة المجرم وقرر قتله ؟؟! في الآونة الأخيرة حصلت على بعض مقالات سردشت الأخيرة من صديق كردي. هذه المقالات تشير بوضوح إلى القاتل. إليكم إحداها:

أنا اعشق بنت مسعود البر زاني

أنا اعشق بنت مسعود البر زاني. هذا الرجل الذي يظهر من شاشة التلفزيون ويقول أنا رئيسك. لكنني أود أن يكون هو (حماي) أي والد زوجتي.، أي إنني أريد أن أكون عديلا لنيجيرفان البر زاني. حين أصبح صهرا للبر زاني سيكون شهر عسلنا في باريس، ونزور قصر عمنا لبضعة أيام في أمريكا. سأنقل بيتي من حيّينا الفقير في مدينة اربيل إلى مصيف (سري رش) حيث تحرسني ليلا كلاب أمريكا البوليسية وحراس إسرائيليون.

ووالدي الذي هو من (بيشمركة) أيلول القدامى، ، سأجعله وزيرا للبيشمركة.
أخي الذي تخرج من الكلية، وهو الآن عاطل عن العمل ويريد الذهاب إلى الخارج كلاجئ، سأعينه كمسؤول لحرسي الخاص. أما أختي التي مازالت تستحي أن تذهب إلى السوق عليها أن تسوق أفخر السيارات مثل بنات العشيرة البر زانية. و أمي التي تعاني أمراض القلب والسكر وضغط الدم ولأتملك المال للعلاج خارج الوطن، سأجلب لها طبيبين إيطاليين خاصين بها في البيت. وساعيّن أبناء عمومتي وأخوالي نقباء و عمداء وألوية في الجيش. فليقل الرئيس كم مرة زار حيّاً من إحياء اربيل والسليمانية منذ ثمانية عشر عاما وهو رئيسنا؟

ولكن مشكلتي هي أن هذا الرجل عشائري الى درجة لا يحسب أي حساب لأي رجل خارج حدود مصيف سري رش. بنقرة واحدة في شبكة الانترنيت استطيع أن أجد كل زوجات رؤساء العالم لكنني لا أعرف الى الآن كيف هي حماتي؟ (يقصد الكاتب زوجة مسعود البر زاني).
انتهى
----------------------------------------------------------
بهذه الفانتازيا المدهشة فارقنا الكاتب عثمان، فقد تخيل أنه سيتزوج إبنة الرئيس البر زاني، ثم نسج من خياله الخصب أمنياته لذويه وأقاربه باعتبار أن فانوس علاء الدين قد أصبح بين يديه. لكن هل يقتل الناس لأجل الحلم مجرد الحلم، أم أن بعض الأحلام تبقى ممنوعة أو مطاردة ؟؟!

إن كلمات سردشت ستبقى شامخة وشاهدة على إجرام السلطة التي لا تتورع عن إسالة الدماء في سبيل ديمومتها، فمفردات الثروة والدم لا تنفصل عن السلطة في العالم الثالث. نم قرير العين يا سردشت فأنت حياً في كل مكان يسرق فيه قوت الفقراء وتنهش السلطة فيه خبز الناس بلا وازع من خلق أو ضمير، فبهذه الطريقة قتل من قبل المفكر حسين مروة كما قتل فرج فودة وبنفس الطريقة تمت تصفية القائد العمالي مهدي عامل، ولكن أجسادهم فقط هي التي رحلت بينما ظلت كلماتهم تدوي وتوقظ عقول النائمين والمغفلين والمضللين وتقض مضاجع الإجرام وتبشره بأن للظلم ساعة وأن للحق والعدل كل ساعة.

دمتم بخير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لم يكن حلما
علي السوري ( 2012 / 5 / 4 - 14:49 )
لم يحلم سردشت عثمان، بل كتب مقالة ساخرة؛ مجرد مقالة ساخرة
ومع ذلك قتلوه
رحمه الله
الخزي والعار للقتلة والمفسدين بالارض


2 - المجد للحرية
فادي يوسف الجبلي ( 2012 / 5 / 4 - 19:40 )
اخي صلاح
سبق لي وأن عبرت عن الرأي التالي حول هذا الموضوع ولصلته بمقالتك اعيد ما قلته يوم مقتل سردشت
.............
ان لك انسان يومان
يوم يلد فيه
ويوم يموت
ومن لم يمت بالسيف مات بجانزير الطغاة
وخير الناس من يأتي الى الدنيا ويقول كلمته ويرحل
لأنه راحل لا محال
وسردشت قال كلمته ورحل
ومهما كان تقليل البعض من كلمته
فأنها تبقى الضربة التي كسرت اول هدب من اهداب الصنم
والصنم سيتلقى حتما ضربات تلتحق بضربة سردشت

المجد للحرية


3 - في ذكرى مصرع الكاتب الكردي سردشت عثمان
ابو مصطفى ( 2012 / 5 / 4 - 23:32 )
سردشت .. ايها الحالم الطيب في ذكرى مصرعك لازلنا نسمع صدى كلماتك تطوف في سماء كردستان. اخي قتلك الطغاة لانك حلمت بالحرية, بالكرامة, بالعدالة.. اي ذنب كبير اقترفت وانت تدري ان موتك سيثير نفوسا كثيرة طيبة مثلك لتنشر احلامها في السهول والجبال. اخي بعد ان قتلوك بل وفي ذكرى مصرعك يقف امام قبرك من يدعي انه كان مثلك يحلم.. وناضل كثيرا جدا كاظم حبيب والذي قبض من قاتلك مسعود ثمن نضاله السابق راتب وزير متقاعد. يقف اليوم امام قبرك والى جانب قاتلك لا ليقرا الفاتحة على روحك الطاهرة بل للتشفي منك لانك عشت ومت انسانا شريفا.


4 - الأستاذ صلاح يوسف المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 5 / 5 - 02:24 )
تفتت قلبي وأنا أرى صورته في أعلى مقالاته . شعرت كأن ابناً لي أُخِذ غدراً . لا تتصور مقدار ألمي عندما قرأت خبر مصرعه العام الماضي . هل عين الله مفتوحة وهو يرى كل هذا الإجرام ؟؟
خسارة إنسان لا تُعوّض .. لا تعوض
تحية لك على ذكراه العطرة


5 - لايطيقون للطيبين حتى ألأحلام ؟
سرسبيندار السندي ( 2012 / 5 / 5 - 04:05 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي صلاح وتعليقي ؟

1 : إنهم هكذا لايطيقون للطيبين حتى ألأحلام لأن معدن المجرمين والطغاة واحد ، فلو صرخ الجميع في وجوهم لاولو كغبار الشوارع ولكن مصيبتنا أن الكثيرين ممن في أوطاننا إنهم من يصنون طغاتهم وجلاديهم ، لابل البعض منهم يعشقهم ويقتدي بهم لربما يحلم يوما أن يكون مثلهم والسبب عقدة النقص المتراكمة في جينات الكثيرين ، بدليل حتي بعض الطيبين ما أن ينالو سلطة ما حتى تراهم أسوء من جلاديهم وطغاتهم ؟

2 ربنا يرحم ويهدي الجميع رغم أن هذا الدعاء صعب التنفيذ ؟

3 : كنت قد كتبت قصيدة تعبر عن حقيقة قتلته في يوم إستشهاده ؟

4 : سيخلد هو ... وسيخفت بريق قاتليه لتراكم أكوام القمامة حيث مكانهم الطبيعي لأنهم أقزام بحق أنفسهم وأهلهم وعشيرتهم ووطنهم قبل أن أبطالا على الفقراء والبسطاء والطيبين فهذا هو ديدن المفلسين والعازين ؟


6 - الديكتاتوريون عرب أو أكراد رضعوا من ديس واحد
الحكيم البابلي ( 2012 / 5 / 5 - 05:46 )
صديقي العزيز صلاح يوسف
تحية عطرة ، والحمد للعقل أنك بدأت تكتب مرة ثانية ولو بصورة متقطعة ، وكما نقول بالعراقي : إلَك وحشة
سبقني الأخ علي السوري تعليق # 1 في قوله أن سردشت عثمان لم يكن يحلم ، بل كان إنساناً واقعياً طرح علينا جميعاً رأيه بالزعماء السياسيين الأكراد وسياستهم العوجاء والجنة التي وفروها لأقاربهم وأذنابهم ، ولكنه طرحها بطريقة خاصة التي ربما كانت جديدة بعض الشيئ ، لكن رسالته وصلت المسؤولين الأكراد من الإقطاعيين العفنين الذي لا يقلون همجية عن صدام إن لم يكونوا أنجس منه لو تم تسليط الضوء على أعمالهم منذ الزمن القاسمي ولحد الأن ، ولا أعرف لماذا يتمسك بعض الشعب الكردي بهم ؟ ربما من قلة الخيل !، فهذا يحدث في الجزء الوسطي والجنوبي من العراق ، ولهذا شدينا السروج على ظهور الحكومة المعممة في بغداد
في العراق لا تختلف أساليب الحكام شمالاً أو جنوباً ، يعني : حسن كجل و كجل حسن بربار .. كما يقول المثل العراقي
تحياتي ومودتي زميلي العزيز

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | تعرّض مروحية رئيسي لهبوط صعب في أذربيجان الشرقي


.. إحباط محاولة انقلاب في الكونغو.. مقتل واعتقال عدد من المدبري




.. شاهد: -نعيش في ذل وتعب-.. معاناة دائمة للفلسطينيين النازحين


.. عمليات البحث والإغاثة ما زالت مستمرة في منطقة وقوع الحادثة ل




.. وزير الخارجية الأردني: نطالب بتحقيق دولي في جرائم الحرب في غ